|


بدر السعيد
نجمي ومن بعده الطوفان
2021-01-17
تطرقت في مناسبات سابقة لتلك الحالة العاطفية التي تتلبس بعض الجماهير، فتحولهم من عشاق للنجومية إلى خطوط دفاع “عمياء”، لا تعترف إلا بضرب محاولات الاقتراب.. تلك المتلازمة السلبية المعادية كانت ولا تزال خطراً يهدد مستقبل المشهد الرياضي الإعلامي والجماهيري، بل يمتد أثره المؤذي إلى الإدارات والمدربين على حدٍ سواء..
ومن الجدير ذكره، أن عدم اتفاق الجماهير على لاعب معين يعد ظاهرة صحية، بل مطلوبة بكل تجرد أيًّا كان اسم هذا النجم أو ذاك في إطار عام يسوده الاحترام، إذ إن معاييرك التي أعجبت فيها بنجمك المفضل تختلف عن معاييري التي تحدد الذوق الخاص بكلينا، وهي معايير يجب أن تحترم من الجميع دون إجبار الآخر على قبولها.. بل سنختلف عن بعضنا وسنستمر في الاختلاف لأننا بكل بساطة لسنا نسخاً متكررة عن بعضنا، وإلا لكان العالم بميول واحد ويصوت في اختياراته لنجم واحد ويملأ مدرجًا واحدًا فقط لا غير..
وعلى الرغم من معرفة بعضهم باختلاف المعيار والنظرة وتفضيلات العقل، إلا أن مساحة القبول والنقاش لديه لا تتسع لسماع أو قراءة أي نقد أو نقاش حيال نجمه المفضل.. والسبب أنه لا يقبل أن يسمع فيه وعنه إلا ما يروق له.. وتلك رغبة لا أعتقد أنه سيجده حتى وإن سكن المريخ..
جماهير اللاعبين هم أحد الأضرار الوشيكة التي تحيط بالفرق الجماهيرية، وتلك التي تمتلئ بالنجوم.. تلك الجماهير التي تقدم رأيها بحدة وصرامة وترفض مخالفة رأيها بكل قسوة، الأمر الذي يحدث انقساماً جماهيرياً واسعاً يمتد في أحيان كثيرة لتصل أضراره إلى أصحاب القرار الفني والإداري في الفريق..
ويبقى التأثير السلبي لجماهير اللاعبين عقبة في وجه الرأي الحر الذي عشناً لسنوات نتعايش معه، وننتقد جميع نجوم الكرة السعودية الذين أوصلوها للعالمية دون أن ننتقص من قدرهم مقدار ذرة..
أخيراً عزيزي العاشق.. إذا كنت لا تقبل أن تسمع النقد تجاه لاعبك المفضل فأنت تطلب المستحيل.. ولتضع في اعتبارك أنه لا يمكن أن تعمم ذوقك على عقليات البشر.. حاول أن تتعايش مع واقع الاختلاف وأن تخرج من دائرة “أنا ونجمي ومن بعدنا الطوفان”..
والأجدر أن تقدم رأيك تجاه نجمك المفضل بكل ثقة وألا تكترث لمن لا يتفق معك ولا تعاديه ولا تقاتل من أجل إقناعه.. فالتاريخ والأرقام سينصفان النجوم في نهاية الأمر وشمس الإنجازات لا يحجبها غربال الانتقاص..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..