|


بدر السعيد
«كلوب هاوس».. الاختبار الجديد
2021-02-21
ما إن تم إطلاق منصة التواصل الاجتماعي “كلوب هاوس” حتى كان للمجتمع العربي بشكل عام والسعودي بشكل خاص نصيبه من التواجد والاستكشاف والتجربة، ثم إطلاق الأحكام السريعة كالعادة بين قبول ورفض وبين انجذاب وإحجام..
مع انطلاقة “كلوب هاوس” ظهر للملأ مجموعة ترحب بالضيف الجديد وتتسابق على الترويج له عبر حساباتها الأخرى.. وبين مجموعة ثانية هاجمت هذا التطبيق وقاطعته منذ ليلته الأولى.. بينما بقيت مجموعة ثالثة موقف المحايد الذي يتعامل مع الواقع بكل هدوء وعقلانية فيمنح نفسه وعقله فرصة ليتعرف على كل جديد ويتابع مستجداته وتفاعل المجتمع معه، قبل أن يطلق أحكامه العاجلة المتسرعة القابلة للمراجعة كعادة ردود الأفعال السريعة..
مع “كلوب هاوس” تغير النمط ولم يتغير المحتوى.. تغير الموقع ولم تتغير الأسماء.. تغير الشكل الظاهري ولم يتغير جوهر الفكرة.. فهو قبل تجربته وبعدها لا يختلف عن التوجه العام لمواقع التواصل الاجتماعي وإن اختلفت هويته أمام العالم..
أنا هنا لا أشجع على المشاركة فيه ولا أرفضها، فكل ما في الأمر أني وجدت نفسي أمام بعض المؤثرين الرافضين لوجوده بحجة أن ما يقدم خلاله يحمل تجاوزات دينية أو اجتماعية أو سياسية ونحوها، وإن كنت بطبيعة الحال أشاركهم ذلك الرفض، لكني لا أقتصره على “كلوب هاوس” وحده، فالمثير للعجب أن الرافضين للتطبيق الجديد يعبرون عن فكرة الرفض من خلال حساباتهم في التطبيقات التي لا تخلو هي الأخرى من التجاوزات والخروج عن النص..
خلاصة فكرتي يا كرام أن “كلوب هاوس” هو منصة أشبه بالوعاء حالها كحال باقي المنصات التي أصبحت نمطاً عالمياً لا يمكن تجاهله أو إلغاؤه.. وعاء كغيره من الأوعية التي يرتبط تقييمها بما نقدمه ونتابعه أنت وأنا والآخر إن خيراً فخير وإن شراً فشر..
أما عن تجربتي الشخصية مع هذا التطبيق فقد كانت إيجابياتها أكبر من سلبياتها، إذ سمحت لي بالوصول إلى أفكار وأطروحات كثيرة أضافت لي معرفة مختلفة، خصوصاً أن الأسلوب التلقائي المباشر في الحديث يجعل الواقعية تسبق التصنع بآلاف الأميال من العفوية والجاهزية الذهنية والمخزون الفكري والأدبي الذي يصنع الفوارق بين هذا وذاك.. أو ليست الأذن تعشق قبل العين أحياناً..؟!
أما عن غيري فقد وصلتني الكثير من التعليقات، يأتي في مقدمتها أن الجمهور بات يملك خيارات أوسع في تحديد من يستمع لهم ويستفيد منهم بدلاً من أشخاص فشلوا في الإذاعة والتفاز..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..