|


بدر السعيد
المنعطف الأصعب
2021-02-27
يوم أمس السبت كان موعد المنعطف الأخير لنسخة عجيبة من نسخ دوري المحترفين السعودي، بل قد تكون الأغرب طيلة تاريخ الدوري السعودي بكافة مستوياته ومراحله التاريخية الممتدة منذ العام 1977م..
المنعطف الذي سيتحدد من خلاله بطل المسابقة ووصيفه والمتأهلون قارياً والهابطون كنتيجة طبيعية لكل دوري في العالم.. إلا أن ما دعاني للتوقف عند الثلث الأخير من هذا الموسم تحديداً، هو الظروف المصاحبة لانطلاقته التي خلت من عنصرين مهمين أحدهما تأثيره بدنيًّا والآخر نفسيًّا..
فعلى الصعيد البدني لا يخفى على أي متابع أن هذا الموسم خلا من أحد أهم عناصره الحيوية وركائزه البدنية والفسيولوجية، وهو غياب أو قصر فترة التحضير أو ما يعرف بالمعسكرات الإعدادية التي تسبق كل موسم، إذ إنها هذه المرة اختلفت شكلاً ومضموناً والسبب في ذلك لا يخفى على الجميع، حيث إن “فيروس كورونا” فرض التغيير على كل مناحي الحياة ومنها الرياضة بلا شك..
أما على الصعيد الذهني فقد غاب عن اللاعبين أقوى عناصر التأثير، إذ غاب عنهم الشركاء الأصليون من الحضور للمدرجات.. ومع غياب المشجع العاشق غاب جزء كبير من التحفيز والعتب والإلهام والمؤازرة والقسوة الحميدة.. فحين يغيب صوت العاشق وأهزوجة الصادق وصفير عتاب المحب يغيب معها جزء كبير من الحضور الذهني المتقد بوقود مدرجه..
ومن هنا فإنني أجد أن الثلث الأخير من منافسات هذا الدوري سيكون بمثابة اختبار صعب لقدرات الفرق من لاعبين أو مدربين أو أجهزة إدارية وطبية على حد سواء.. فالتجربة هذه المرة ستكون أكثر صعوبة ليس لتقارب النتائج والمستويات فحسب، بل لغياب العنصرين المذكورين سابقاً..
وأمام هذا التحدي “النوعي” الجديد سنكون على موعد مع حضور الكثير من المفارقات العجيبة من نتائج وأحداث وتقلبات نادرة الحدوث، ولم نكن نشهدها في أزمنة مضت.. لذا فإنه سيكون على المسؤول واللاعب والإعلامي والمشجع أن يكونوا جاهزين للتعامل مع ذلك المنعطف الصعب بتعامل خاص وخاص جداً هذه المرة، حتى يتمكن فريقهم من تجاوز كل تلك الصعوبات التي لم يكن معتاداً عليها..
كلنا يعرف ويعترف باحتماليات حدوث تدني المستويات وتذبذبها وكلنا يؤمن بوجود الإصابات في عالم الكرة، وكلنا يتعايش مع فكرة الإرهاق والضعف البدني لياقياً ومهارياً، فهي جزء من طبيعة المنافسات الرياضية.. لكن موسم “كورونا” جعل كل ذلك يحدث بشكل أقسى والشواهد أمامي كثيرة.. بل ستزيد في هذا المنعطف أكثر وأكثر..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..