|


هيا الغامدي
إعادة تدوير المدربين!
2021-05-16
التدريب عملية تربوية مخططة مبنية على أسس علمية هدفها الارتقاء باللاعبين لأعلى المستويات والارتفاع بمقدرة اللاعبين النفسية الذهنية الفسيولوجية والفنية، هو وسيلة وليس غاية فهو يسعى لتحقيق الأهداف المشتركة التدريب كيمياء بين المدرب واللاعبين!
إعادة التدوير يمكن أن نطلقها على المدرب الذي رحل وانتهت صلاحيته من التدريب بعد فترة ليعود صالح للاستخدام من جديد كعقلية تدريبية أثبت نجاحه وتميزه سابقًا!
الدوري السعودي شهد العديد من حالات إعادة تدوير المدربين، هناك مدربون أصبحوا وجوهًا مألوفة لدى الجمهور، لكن لماذا تعاد عملية تدوير المدربين رغم توفر البديل الذي لم سبق له العمل؟!
يعتقد أغلب الناس والأندية والجمهور أن المدرب الذي سبق له العمل بأجوائنا “بيئة الملاعب” لاعبين رؤساء إداريين.. منافسات لديه خبرة أكبر وقدرة أكثر على النجاح والتميز من المدرب الذي لم يسبق وأن عاش هذه الأجواء وكوّن خبرة وتجربة!
معظم حالات إعادة المدربين أثبتت فشلها المرة الثانية وهذا ينفي صحة/ صدق نجاح تجربة إعادة التدوير المرات التالية! مع النجاح المتذبذب والخاضع لظروف مختلفة، الأوروجوياني كارينيو نجح نجاحًا مبهرًا مع النصر المرة الأولى وفك معه نحس الدوري.. والكأس وأخفق مع الشباب والنصر التجربة الثانية وخرج بقائمة مشاكل إدارية ومالية وفنية، ونجح نسبيًا مع الوحدة..!
دياز نجح مع الهلال وأخفق مع الاتحاد، السويسري جروس نجح مع الأهلي التجربة الأولى وأعاده للأمجاد لكن التجربة الثانية أخفق ولم يطل البقاء معه! كالديرون مع الاتحاد/ الهلال ...إلخ فلماذا يخفق المدرب مع ناد رغم نجاحه التجربة الأولى؟! رغم الخبرة الكبيرة التي تكونت عن الأجواء والدوري وطبيعة المنافسة وتفهم عقليات اللاعبين؟!
هناك حكمة تقول “أخطر ما في النجاح أن تعتقد أن ما أدى لنجاحك بالمرة الأولى سيكون كافيًا لبقائك بدارة النجاح دائمًا”! هذا والعديد من الأندية أعادت تدوير بعض اللاعبين ولا تزال العملية قيد التجربة والقياس؛ الهلال أعاد المدرب مورايس الذي درب الشباب والحزم ولايزال الحكم مبكرًا على عمله، الأهلي أعاد ريجيكامب رغم عدم استفادته من تجربته السابقة بالدوري، الوحدة أعاد اليوناني دونيس مدرب الهلال سابقًا، أنجح محاولات إعادة تدوير المدربين مع الريال وزيدان رغم أنه يعيش حاليًا أوقاتًا صعبة مع الملكي رغم نجاحه المبهر المرة الأولى، وتحقيق لقب الأبطال 3 مرات متتالية، إلا أن المرة الأخيرة شهدت تذبذبًا في الأداء وإخفاقًا وخروجًا من ساحة الأبطال أمام تشيلسي.