|


فهد عافت
هشاشة!
2022-01-02
ـ ليست كثيرة هي “الأحيان” التي نُعاقِب، أو نودّ فيها معاقبة، من نجح في إعمائنا!، أو من تمكّن من الإبقاء على عيوننا مُغْمَضَة!.
“الأحيان” الكثيرة حقًّا، هي تلك التي نُعاقب فيها، أو نودّ فيها معاقبة، من فتح عيوننا!.
ـ كثيرًا ما نخصّ بهذه الرّغبة الشّريرة، رغبة المعاقبة والانتقام، أولئك الذين نجحوا في فتح عيوننا أكثر ممّا يجب!.
ـ في كثير من الأحيان: نحن حين نخرج بخُطى سريعة غاضبة ونصفق الباب وراءنا بقوّة، إنّما نشهدُ في أعماق أعماقنا، بأنّ الآخَر مُحِقّ، وأنّنا على خطأ!. أو إنّ احتماليّة أنْ يكون مُحِقًّا كبيرة، وقائمة!.
ـ نخرج سريعًا، نُنهي الحديث أو نقلبه أو ننقلب عليه سريعًا، لخَشْيَتنا من تمكّنه منّا فيما لو أعطيناه مزيدًا من الوقت!.
ـ في داخلنا شيء يُقرّ بأنّ الوقت هو الذي مكّن مُعظّم معتقداتنا منّا، وأسكن فينا معظم قناعاتنا، وليس صحّة معتقداتنا ولا صَواب قناعاتنا بالضّرورة!.
ـ نصفقُ الباب بقوّة لأنّنا نرتعب من القديم الرّاسخ المُتعارف عليه، والمتّفق على صحّته!.
ـ تُرعبنا فكرة هدم ما بناه الزّمن فينا وما أقرّهُ الجَمْع!.
مقاومة المُفرَد، والاستهانة بالقليل، ورفض الجديد، أسهل.. أسهل بكثير!.
ـ كثيرًا ما نرفض الصحيح، أو الذي يُمكنه أنْ يكون صحيحًا، فقط لأن ذلك أسهل وليس لأنه غير صحيح!. صفقُ الباب هنا فعل جسدي “مادّي” نؤازِر به ونُسانِد مخاوفنا النّفسيّة، وقلقنا “المعنويّ”!.
ـ يُمكِن لطرف ثالث، يُتابع عن بُعد وخارج الإطار؛ تمامًا مثلما هي حال من يُشاهد فيلمًا سينمائيًّا، رؤية المشهد بقليل، أو كثير، من التّعجّب وعدم الفهم: شخص يتحدّث بهدوء وبلطف وعقلانيّة، يتلقّى من الطّرف الآخر ردّة فعل عنيفة وإهانات بالغة!.
يُمكن فهم الأمر على النّحو التّالي: ردّة الفعل الخشنة العنيفة المسيئة بالغة الإهانة، حضَرَتْ لإحساس صاحبها بإهانة هذا المنطق العقلاني لتاريخه الشّخصي!. ولأنّ جزءًا من هذا المنطق على الأقلّ، بدأ يتحرّك لإثبات مدى هشاشة ذلك التّاريخ!.