|


فهد عافت
الحُبّ وديمومة الشّباب!
2022-01-03
- الحب! ما الحبّ؟! قال : هو ممّا ظلّت العبارات عن خافياته قاصرة، وبَقِيتْ النفس به مستنيرةً!. والمعنى مُخْتَلَسٌ من مقابسات أبي حيّان التّوحيدي، بتصرّف!، والأصل أنّه كان يتحدّث عن النفس، لكني رأيت في الكلام ما يصلح تعريفًا للحب أو وصفًا له!.
- وما من وقت لدخولك مكتبتك وجلوسك إلى كتبك أطيب من الصباح الباكر، ففي الصبح الباكر من الأسرار ما يشحذ الذّهن، ويُدقِّق الفهم، ويُلطّف المعرفة، ويُصفّي الحاسّة!. والمعنى مُختَلَسٌ من مقابسات أبي حيان التوحيدي، بتصرّف!، والأصل أنه كان يتحدث عن كتاب لإقليدس الفيلسوف ويوصي به، ورأيتُ أنه يناسب القراءة صباحًا!.
- وأمّا الثالثة فخذها من أبي حيّان دون تصرّف: ليس للتقليد وجه إذا كانت الرّواية شائعةً والقياس مُطّرِد!.
- إنمّا يُسَرُّ كلّ إنسان بما يخصّه، فلا يمكن الحديث عن السرور كما نتحدث عن السّعادة!. قيل لعالِمٍ: ما السّرور؟ قال: إدراك الحقيقة، واستنباط الدّقيقة!. وقيل لعاشقٍ: ما السّرور؟ قال: قُبلة على غفلة!.
وقال هشام بن عبد الملك: ألذّ الأشياء كلّها جليس مُساعِد، يُسقِط عنّي مؤونة التحفّظ!.
وقيل لأعرابيّ: ما السرور؟ قال: الأمن والعافية!.
- وقال الحجاج بن يوسف لخريم الناعم: ما النّعمة؟ قال؛ الأمن، فإني رأيت الخائف لا ينتفع بعيش!. قال له: زدني. قال؛ فالصّحّة فإني رأيت المريض لا ينتفع بعيش!. قال: زدني. قال: الغنى، فإني رأيت الفقير لا ينتفع بعيش!. قال: زدني. قال: فالشباب، فإني رأيت الشيخ لا ينتفع بعيش!. قال: زدني. قال: ما أجد مزيدًا!.
- فإن تفحّصنا هذه الأربعة يا أحبة: الأمن والصحة والغنى والشباب، فإن الثلاثة الأولى منها بأيدينا، قد يأتي بها السّعي، وهي: الأمن والصحة والغنى، وإنما نفقدها إذ نفقدها لغفلةٍ منّا أو عجز، ويظل أمر استدراكها ممكنًا، وأمّا الرابعة وهي: الشباب، فلا حيلة لأحدٍ منّا فيها، سُنّة الله في خلقه، ولكني أرى أنّ القراءة تُجدّد الفكر وتخصب الخيال، وأنّ الرّياضة تُقوّي البدن، وفي ذلك ديمومة للشباب!.