|


عبدالرحمن الجماز
الملاقيف يتكاثرون
2022-02-03
طرح سطحي، ذلك الذي يصدح به بعض المحسوبين على الإعلام ظلمًا وبهتانًا، والذين باتوا يتكاثرون بسرعة ملفتة، ويطرحون كل رأي سقيم، مدعومين مع الأسف الشديد بفئة جماهيرية مختطفة ومضللة، أصبحت أسيرة لكل ما هو نشاز.
والحملة، التي تعرض لها المنتخب السعودي الأول بعد تعرضة للهزيمة الأولى على يد المنتخب الياباني في مشواره نحو المونديال العالمي، كشفت وبوضوح ضحالة مثل هولاء وسذاجة متابعيهم، فالأخضر، الذي ما زال يتربع على صدارة مجموعتة الفولاذية، أصبح بنظر “ملاقيف” الإعلام، سيئًا، ويطالبون بالتدخل السريع، وكالوا الانتقادات للمدرب العظيم هيرفي رينارد، الذي أحسبة الهدية الأفضل، التي قدمها اتحاد ياسر المسحل للسعوديين، بعد أن نجح المدرب الفرنسي في إعادة هيبة المنتخب السعودي، بعد أن كنا نظن أنها لن تعود.
ولم يكن الأمر مقتصرًا على إعلام البراشوت وملاقيفه، بل الأسوأ أن الموضوع تجاوز ذلك، لما هو أبعد، وانتقل إلى زاوية أخطر، حملت التشكيك في المسؤولين عن المنتخب السعودي وجهازه الفني، واتهمته بأشياء باطلة ولا تستند على حقيقة، حينما قصرت مهمته في تجهيز بعض اللاعبين للأندية.
هذه الأنفس المريضة هي داء الكرة السعودية ومرضها العضال، وتحتاج لاستئصالها من الرياضة السعودية، لتبقى نظيفة.
أتفهم المناكفات بين إعلام الأندية، وأتفهم أيضًا بعض التجاوزات والخروج عن النص بدواعي التسرع وقلة الخبرة والاستجابة لضغوطات جماهيرية معينة، ولكن لا أستطيع أن أجد عذرًا لإطلاق اتهامات وتشكيك صريح في مدى أهلية القائمين على الأخضر، واستحضار تلك الأفكار المريضة بداوعي الميول فقط.
وهل من المعقول أن توجه مثل تلك الانتقادات الحادة والتشكيك في عمل المدرب، وهو يتصدر مجموعتة، ولم يخسر إلا مباراة واحدة، ومن أمام أحد أعظم المنتخبات الآسيوية وأقواها.
نقطة أخرى، لماذا “بلعوا” ألسنتهم حينما كان المنتخب الأولمبي يتلقى الخسائر والفضائح، وأين تلك المرافعات الدفاعية عن المدرب سعد الشهري، برغم أنه عاد من محفل الأولمبياد وهو يجر الخبية وبمحصلة “صفر”.
وبلا شك، الجميع يقبل اختلاف الآراء وتعددها، ولكنه في الوقت نفسه يفترض أن يفرق بين الغث والسمين، ولا بد من مواجهة مرضى الفكر بكل حزم، وحرمانهم من نشر أفكارهم المصيفة والمريضة في آن واحد.