|


سعد المهدي
الهلال بين تشيلسي والأهلي
2022-02-12
ما كان يخشاه الهلاليون أمام تشيلسي حصل أمام الأهلي المصري؛ هزيمة ثقيلة أسست لها تصرفات فردية انتهت بطرد لاعبين اثنين في الدقيقة 14 والدقيقة 28 وبالتالي انهيار تام لمنظومة اللعب.
خسر الهلال المركز الثالث في مونديال الأندية ابتداءً بمبادرة الأهلي مهاجمته والضغط عليه منذ الدقيقة الأولى ما أسفر عن عجز الهلاليين التموضع، وبدء اللعب والتراجع الإجباري إلى الخلف والذي أسفر في النهاية عن استقبالهم الهدف الأول عند الدقيقة الثامنة.
إلى هنا كان من الممكن أن تسير الأمور بشكل متوازن من خلال تقاسم اللعب وتبادل محاولات التعادل أو الإضافة بين الفريقين، لكن البرازيلي بيريرا فرض التغيير الإستراتيجي لموازين المباراة عند تلقيه البطاقة الحمراء ليتلقى بعدهما الهلال ضربتين قاتلتين، الأولى تلقيه الهدف الثاني في الدقيقة 17 والثانية طرد ثانٍ للاعبه كنو في الدقيقة 28.
السؤال الذي أعقب ذلك مباشرة كم سيضيف الأهلي وكيف للهلال أن يتحمل ويقاوم؟ وهل تنتهي بنتيجة تأريخية كما تبدو معطيات لعب شوط أول انتهى بثلاثية نظيفة وشوط جديد سيكمله الهلال بثمانية لاعبين وحارس، ولماذا بدأ الهلال بتشكيل في خطه الخلفي أفقده الانسجام والكفاءة؟
جارديم استغنى عن المعيوف والبليهي والبريك وكان من الطبيعي ألا يكون العويس والمفرج وعبد الحميد بنفس الانسجام ولا الخبرة الكافية أو حتى الجودة، فالعويس لا يمكنه اللعب خلف المدافعين “ليبرؤ” ولا أن يرسل الكرات التي تصله أو يعيدها بإتقان، كما أن أداءه المتعجل يفقد هذا الخط الانضباط وبالتالي ينعكس ذلك على أداء المفرج وعبد الحميد.
قد يكون لجارديم أسبابه في عدم إشراك الثلاثي ويضاف لهم إيجالو، وربما أن حالتي الطرد حرمتاه من إنجاح خطته بالتشكيل العناصري الذي اختاره للمباراة، لكن أيضًا قد يكون ما فكر في أن يفعله في هذه المباراة من خلال التشكيل والخطة سببًا في ما حدث بداية المباراة وما تلاها من أهداف وطرد مبكرين.
ما قدمه الهلال أمام الجزيرة الإماراتي وتشيلسي الإنجليزي إثبات أنه لا يمكن أن يكون من المعقول أن يظهر الهلال بما كان عليه أمام الأهلي المصري لولا الطرد المبكر لعنصرين من أهم عناصره، ولو خسر الهلال من تشيلسي بالأربعة دون أي طرد وخسر من الأهلي بهدف للا شيء أيضًا دون طرد لكانتا نتيجتين طبيعيتين... يستحق الأهلي الفوز والميدالية البرونزية وكان يمكن للهلال أفضل مما كان.