|


سعد المهدي
كأس وإن غيروها
2022-02-19
مسابقة كأس الملك التي يسمح لجميع الأندية بدرجاتها المختلفة بالمشاركة في منافساتها أقيمت أول مرة عام 1957، لا خلاف إن أقيمت بنظام الدوري بالنقاط من دورين وصولًا الى الأدوار الإقصائية والنهائي أم لا، لأن نظام المسابقة أخذ أشكالًا عدة وهو في النسخة الجديدة يلعب بنظام خروج المغلوب مع اقتصاره في المواسم الثلاثة الأخيرة على 16 هي أندية الدرجة الممتازة.
الأرشيف يحفظ لهذه المسابقة أنها البداية الرسمية لمسابقات كرة القدم في المملكة العربية السعودية تلاها مسابقة كأس ولي العهد، وإن الأولى بدأت بنظام الدوري من دور واحد والثانية بطريقة خروج المغلوب، ومن ذلك اختلف بعض الراصدين في توثيق بطولة كأس الملك ما إذا كان يصح ضمها لسجل أبطال الكؤوس أم أبطال الدوري، وآخرين تلاعبوا بالمعلومة بحسب الحاجة حين يرغبون لزيادة رصيد أحد الأندية في سجل أبطال الدوري أو الكأس!.
في اعتقادي أن بطولة الكأس لا يغيرها نظام منافساتها، وقد بقيت مسابقاتها في دول العالم بذات المسمى والمفهوم منذ بداياتها المبكرة ورغم ما جرى على نظام منافساتها من تغييرات بقيت “مسابقة الكأس” التي تتمتع بالعراقة ودائرة المشاركة المفتوحة والتشريف الرسمي الذي تحظى به نهائياتها، فيما أخذت “الدوريات” أهميتها نظير اقتصارها على الأندية المحترفة التي تلعب في الدرجة الممتازة وتنظيم منافساتها الموحد وتوسع منافساتها على المستوى القاري والعالمي.
في مباريات دور ربع النهائي للمسابقة هذا الموسم مواجهات جماهيرية تبدأ غدًا الإثنين في مقدمتها النصر والهلال ثم الشباب والأهلي يليهما الاتحاد والتعاون، بينما يلعب في اليوم التالي الباطن أمام الفيحاء، طريق سريع للوصول للنهائي لكنه أيضًا صعب، اختصار التنافس على أندية الدرجة الممتازة يفقد المسابقة عدالة المنافسة، لكنها ظروف “احترازات جائحة كورونا”، وتكرر مواجهات الهلال والنصر يزيد من تغولهما على المشهد الكروي، ولن تنهي نتيجة المباراة الجدال والجدل بل تزيده اشتعالًا.
نعود لمسابقة الكأس للتأكيد على أن سجل بطولاتها يفترض أن يخلوا من الطعن أو السجالات، إذ لا يمكن لطريقة لعب المسابقة أن يلغي مسماها، كما لا يمكن تجزئة مسيرتها بحسب ما يطرأ على نظامها من تعديل، احترام المسابقة تاريخها وسجلها البطولي مهمة جهة التنظيم، عليها إقراره وتثبيته على لوحة الشرف.