|


سعد المهدي
دياز ليس ساحرا
2022-03-05
عصا الأرجنتيني رامون دياز الواقعية لا السحرية أعادت الهلال إلى جادة الأداء البديع والنتائج المبهرة، قام بإعادة تشغيل للماكينة الزرقاء لا أكثر، لكن هي فلسفة تدريبية تعتمد على القياس الناجح لقدرات العناصر الفنية والنفسية التي تشكل وحدة أداء قادر على التفوق.
انتصار الهلال على النصر بأربعة أهداف للاشيء قامت بتكبير الصورة أكثر، لكنها لم تكن في الأصل تحتاج إلى كثير من المراجعة، الهلال يتفوق على النصر بمخرجات الفريق، بينما النصر لا زال يعتمد على ناتج العنصر، وهي مسألة لا يمكن إلا أن تميل للهلال مرات إن مالت للنصر مرة.
في الجولة 23 موسم 2019 / 2020 م كسبها الهلال 4 / 1 تحت إشراف المدرب الروماني لوشيسكو رزافان بذات الفريق (أسلوب الأداء/العناصر) مع تغيير غير مخل، فالفريق يعتمد في تماسكه الفني على الكتلة الأكبر في جسم الفريق التي تكونت منذ موسم 2010م، بدأت بالفرج وسالم ونواف، تنامت بالبريك والزوري والشهراني وعطيف، وتماسكت بالمعيوف والبليهي وكنو.
تلا ذلك دخول عناصر أجنبية إدواردو وهيون وجوميز وكاريلو وجيوفينكو وكويلار دعمت الفريق منذ موسم 2018م، كان الجميع مؤمنًا بالمنهج ويمتلك خصائص التنفيذ، ما جعل من السهل الإضافة المفيدة والاستغناء غير المضر دون المساس بمنظومة العمل الجماعي المبني على التكامل، وبالتالي كانت القدرة على استعادة المستوى إذا ما غاب في أقصر مدة.
من ذلك لم يكن دخول البرازيلي بيريرا والنيجيري إيجالو على أهميتهما الفنية وقيمتهما السوقية يمكنه إحداث طفرة فنية صاخبة، لأن أسلوب الهلال وجودة لاعبيه هضمتهما سريعًا وطوعتهما لخدمة أداء الفريق، وفي الأصل هو حسن اختيار للاعبين من حيث الجودة وحاجة المركز ومناسبة فلسفة الأداء الجماعي، يسجل لصانع القرار.
إذًا السيد دياز ليس ساحرًا بل عاقلًا، اختار تعزيز الموجود بدلًا من إعادة اختراع العجلة كما حاول البرتغالي جارديم أن يفعل، كان لمعرفته العميقة بالفريق وعناصره دور في البدء سريعًا في استخراج أفضل ما لديهم ونجح أسرع مما يعتقد في تأكيد خطأ المس بالمنهج، وتجاهل دور الثقافة، والتجربة في النظرية.
الهلال لن يعيش شهر عسل دائم مع “دياز” لكن يحسب له أن أعاد تذكير مسيريه أن فريقهم ونجومه قادرون على استكمال مرحلتهم بنجاح، لكن عليهم استشراف المستقبل وإعداد ما يلزمه ليظل منافسًا وبطلًا في كل المراحل.