|


فهد عافت
ذَمُّ الـ «نَحْنُ».. مديح الـ «أنا»!
2022-03-25
ـ بلكونة” الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة القصيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!.
كتابنا اليوم: رواية “ترتيلة” لـ “آيان راند”. ترجمة: نوف الميموني. دار أثر (السعوديّة ـ الدّمّام):
ـ صندوق أهل الفنّ:
لَمْ نصنع هذا الصّندوق لننفع به إخوتنا!. صنعناه لأنّنا نريد أن نصنعه!. هو أسمَى لدينا من إخوتنا كافّة، وحقيقته أبلغ من حقيقتهم!.
ـ قانون القطيع الأوّل:
ما لا يُفكّر به كلّ البشر لا يمكن أن يكون صحيحًا!.
ـ المعنى:
أنا المعنى!،…، عيناي هما اللتان تريان، ونظر عينيّ هو ما يهبُ الأرض جمالها. أُذناي هما اللتان تسمعان، وسمع أُذُنيّ هو ما يمنح العالم أغنيته!. عقلي هو الذي يُفكّر، وحُكم عقلي هو السّراج!،…، كلمات كثيرة أُعطيت لي، بعضها حكيمة، وبعضها باطلة، إلّا أنّ اثنتين فقط هُما المُقدّستان: أنا أشاء!.
حيثما كان الدّرب الذي أسيره، فإنّ النّجم الهادي في داخلي. النّجم الهادي وحجَر المغناطيس الذي يدلّني إلى الطّريق. لا يُشيران إلّا نحو اتّجاه واحد. يُشيران إليَّ!.
ـ البُرْج:
في مكنون كلّ رُوح: بُرْج!، وليس لأحدٍ غير صاحبه أن يدخله!. يجب على كلّ فرد أن يحمي برجه، لا يمسّه آخَر، ولا يُدَنّسه آخَر. فإنْ أراد أن يشدّ يده بأيدي الآخرين فَلَهُ ذلك، على أن يكون هذا بعيدًا عن برجه المُقدَّس!.
ـ التّاريخ يزوّره المنتصرون:
سمعنا من قبل ملاحم المعارك الكبرى، حيث اقتتلت طائفتان، إحداهما كثيرة العدد والأُخرى قليلة. أولئك القلّة كانوا هُم شِرَار البَشَر وقد هُزِموا!. ثمّ تأجّجت حرائق مُدمِّرة،..، واحترق الأشرار فيها!. إحدى تلك الحرائق اسمها “حريق المخطوطات”،..، لأنّ جميع كتابات الأشرار ونصوصهم قد تلفت بالحرق، فانمحتْ معها كل الكلمات التي خطّها أولئك الأشرار!.
ـ في مديح الـ “أنا”:
كيف حصل هذا؟ أيّ كارثة سَلَبَت عقل بني البشر؟ أيّ سياطٍ أذلّتهم حتى جثموا في ذُلٍّ وهَوَان؟ إنّها عبادة كلمة “نَحْنُ”!،…، يشقّ عليَّ أنْ أتخيّل أنّ بشرًا عرفوا كلمة “أنا” ثمّ تخلّوا عنها حتّى إنّهم لا يُدركون ما خسروه!،…، الإنسان يعيش في النّهاية. الإنسان وليس البَشَر!.
ـ لعنة المعرفة:
الأسئلة تُعْيِينا. ولا ندري لِمَ تحضّنا لعنتنا على البحث عن شيء لا ندري ما هو، نظلّ نبحث ونبحث دائمًا. ولا سبيل لنا في قمعها. إنها تهمس لنا أنّ أشياء عظيمة تحويها أرضنا، وأنّ من واجبنا معرفتها. ونسأل: لماذا نتوق إلى المعرفة؟ لكنها لا تمنحنا أي إجابة. يجب أنْ نعرف لأنّنا نريد أنْ نعرف!.
ـ الفِرَار.. الفِرَار:
كيف تتحقّق سعادتي إنْ كانت كل الأيادي، حتّى القذرة، تستطيع الوصول إليها؟! ما حِكْمَتي إنْ كان حتّى للحمقى أنْ يُمْلُوا عليّ أفكاري؟! ما حرّيّتي إنْ كانت كلّ المخلوقات، حتّى الشّاذّة والعاجزة، أسيادي؟! ما حياتي إنْ لم أفعل بها غير الانحناء والخضوع والطّاعة؟!. ليس هذا العبث منهجي بعد الآن. فَرَرْتُ من وحش “نَحْنُ”، كلمة العبوديّة والسّرقة، والتّعاسة والكذب والخِزْي!.
ـ لا تتنازل:
أنا فَرْد. معجزة وجودي هي لي وحدي، لأملكها وأحفظها، معجزتي التي أحرسها،…، أنا لا أتنازل عن كنوزي، ولا أشارك أحدًا بها. لا أُقَسِّم ثروة الرّوح التي أحويها إلى عملات نحاسيّة، ثمّ أذروها في الرّياح صَدَقَةً لفقراء النّفوس!،…، أنا لا أدين شيئًا لإخوتي، ولا أُحصِّل الدّيون منهم!. لا أطلب من أحدهم أن يعيش لأجلي، ولا أعيش لأجل أحدهم!. لا أشتهي روح إنسان آخَر، وليس لأحد أنْ يشتهي روحي!.