|


فهد عافت
عن الفضول والتشاؤم والتّربية!
2022-03-30
- الفضول غريزة في الإنسان، ولعلّه كذلك في كل المخلوقات الحيّة!. القِطَط، مثلًا، كائنات فضوليّة بشكل عجيب مضحك!. وما أدراني عن النّباتات المُتسلِّقَة؟!. لكني على يقين، وكل يقيني شبه يقين، بأنّ الإنسان كائن فضوليّ بالغريزة، إذ لا يمكن لإنسان أن يعيش بغير أسئلة!.
- الفضول والأسئلة ليست أمرًا معيبًا ولا قليل فائدة. الدّنيا لم تتطوّر، والإنسان لم يتقدّم، بغير استجابته لغريزة الفضول فيه!. الأمر كلّه في كيفيّة تسيير هذه الغريزة، شأنها شأن أي غريزة إنسانيّة أُخرى!. فالجنس غريزة، وبما أنه كذلك فإنّه ليس شرًّا!. فقط يلزم الإنسان توجيهه وتسييره وتقنينه وتشريعه بما ينفع المرء ولا يضرّه أو يضرّ غيره من الخَلَق!. وكذلك الفضول!. إنه غريزة، وبما أنّه كذلك فمدخل العيب فيه يأتي من طريقة الإشباع وليس منه!.
- يكفي الفضول ميزةً وفائدةً، قدرته الهائلة على طرد السّأم!. فما بالك بفوائده الأكثر عظَمَةً وأهميّةً؟! أهم نظريّات العِلْم، ومذاهب الفنّ والأدب، جاءت بسبب مباشر من الفضول. كلّ ما يلزم هو تربية هذا الفضول وتدريبه للمشي في طُرُق إبداعيّة.
- شأن الفضول شأن أي غريزة، وأي قوّة، وأيّ موهبة، جموحها مشروط بقدرتنا على ترويضها!. دون ترويض لا يمكن انتظار نتائج فاعلة وإيجابيّة بغير معونة الحظّ والصُّدَف!.
- متابعة الشّائعات والتّسلية بتتبّع فضائح وأخطاء النّاس، فضول!، تصيّد الزّلّات فضول!. لكنه فضول غير مروَّض!، ينقصه الفهم وتعوزه الحكمة والأخلاق!. وما كثرة وانتشار هذا الفضول السّلبي، إلّا بسبب كسله، الذي جعل من اقتناصه والحصول عليه، سهلًا مُيسَّرًا لأقلّ الناس مهارةً ودِرْبَةً.. وأخلاقًا!.

- احذر المتشائم. فِرَارًا.. انْج بنفسك!. هؤلاء الذين يتيبّس الماء في أيديهم، قَتَلة وإنْ لم تتطوّر الإنسانيّة بعد لتجريمهم بذلك ومعاقبتهم عليه!.

- عزيزي الأب، عزيزتي الأُمّ، أعزائي وعزيزاتي المُعلِّمين والمُعَلِّمات: قليل متكرّر من التّقريع، وقليل من السّخرية حتّى لو لم يتكرّر كثيرًا، وأضمن لكم فساد زرعكم!. أضمن لكم تقديم شخصيّات هَشَّة ومُعْتَلَّة، مهزوزة ومُضْنَاة!.


- “قفلة”:
يا أحبّة: ولأنني صرت ضمن مجموعة الناس، الذين يظهرون لكم يوميًّا، مبتسمين، متفائلين، متسامحين، يقدّمون نصائح وإرشادات، وما يشبه الحِكَم مثاليّة الأخلاق، وكأنّ لهم أجنحة ملائكيّة خفيّة!. فإنني وإبراءً للذّمة أقول: نحن الذين نبدو بهذا الشكل، وفي أفضل حالاتنا وأقلّها زيفًا، إنما نقول ما نريد أنْ نكون لا ما نحن عليه فعلًا!.