|


سعد المهدي
في المونديال لا وسادة للأحلام
2022-04-03
بعد إجراء قرعة مباريات المونديال المقبل أصبحت المنتخبات العربية المتأهلة السعودية والمغرب وتونس وقطر في مواجهة تحديات معلنة بالاسم، فالسعودية تبدأ مبارياتها أمام الأرجنتين، وقطر أمام الإكوادور، وتونس مع الدنمارك، والمغرب مع كرواتيا، انتهى شهر عسل التأهل مبكرًا، ودقت ساعة العمل.
أكثر ما سيخدم العمل الواقعية والتحوط، أما ما يضره فمتوفر وكثير، ويمكن من أجل ذلك عدم مشاركة المسؤول عن التحضير والإعداد والجمهور والإعلام في وضع سقف الطموح، حتى لا يتم جره من الواقع الذي يحاول التغلب على تحدياته، إلى خانة الأحلام التي لا تحتاج إلى أكثر من وسادة، أو مساحة كلام.
لم يقدم أي منتخب عربي في تاريخ المونديال أكثر من انتصار مفاجئ أو صعود للدور الثاني لا يتكرر، ورغم هذا لا يعيب لأن الحقيقة تقول إن ثمة هوة كروية تفصل بين “القوى الكروية الكبرى” و”منتخبات نامية” لا يمكن ردمها بسهولة، ومن ذلك وحتى لا نساهم في إفساد نجاحنا “النسبي”، علينا معالجة المشاركة في المونديالات بحيث نخرج منها بمكتسبات.
التمهيد لذلك يبدأ بالاعتراف التام بوجود هذا “الفارق”، وعدم السماح للمسؤول بشراء الوقت قبل كل مشاركة بالحديث عن “الطموح “و”الروح” و”المسؤولية” هذه يمكن أن ترجح كفة المتساوين، كما على المسؤول رد كل مطالبات الجمهور والإعلام التي لا صلة لها بالواقع أو تجهله، أو التي تأخذه من منطلق الإحراج وإلا لزمته وتمت محاسبته عليها عندما لا تتحقق.
ثلاثة منتخبات فقط وصلت للدور الثاني المغرب “86م”، السعودية “94م”، الجزائر “2014م”، ولم تعاودها مرة ثانية، ومنتخبا السعودية والجزائر الأكثر انتصارًا “ثلاث مرات” مع أن مشاركات المنتخبات العربية قديمة، حيث بدأت مع ثاني كأس عالم “1934م” من خلال المنتخب المصري. وعلى الذين يطالبون في كل مشاركة بتحقيق “المستحيل” الكف عن ذلك، وترشيد المطالب بما يتوافق مع ما تملكه، فقياس ما هو موجود عند غيرك خطوة على الطريق الصحيح. مرة أخرى ليس عيبًا أن تقر بنواقصك مع العمل على سدها، اصنع لنفسك نموذج عمل ناجح يمكن له أن يمثلك بشكل لائق ودائم.
معظم الذين يدفعون منتخباتهم الوطنية بخشونة وعشوائية للأمام، رفقاء رحماء بأنديتهم يغفرون لهم كل الزلل.