|


عيد الثقيل
الأهلي وتجربة الاتحاد
2022-05-25
لا يمكن أن تتجاهل حال الأهلي هذا الموسم مهما كانت ميولك، ولا يمكن ألا تأسف عليه حتى لو كنت مختلفًا معه، فريق ينافس على الهبوط في وضع لا يسر صديقًا ولا عدوًا وفي موقف خطير، خاصة وهو سيلاقي النصر والشباب في لقاءين من أصل ثلاثة لقاءات بقيت له.
لست هنا لأكشف الأسباب أو أضع الحلول لعدم معرفتي حقيقة بأسرار البيت الأهلاوي وخفاياه، فالزملاء الإعلاميون المهتمون بشأنه قد يكون لديهم الرؤية والقدرة أفضل مني، ولكني أرى الجفوة بين الإدارة الأهلاوية برئاسة ماجد النفيعي والجماهير والإعلام الأهلاوي وتحميلهم له المسؤولية كاملة على ما يحصل لناديهم، وهو الأمر الذي أتفق معهم فيه، لكني أرى أن الوقت حاليًا ليس وقت حساب ولا عتاب.
الأهلي حاليًا وفي الجولات الثلاث الحاسمة لمصيره بحاجة لكل دعم من محبيه وبحاجة لأن يقوم كل محب بدوره على أكمل وجه سواء مشجعًا أو مسؤولًا. الأهلي بحاجة للالتفاف حوله من أنصاره ليتجاوز الأزمة التي يعيشها حاليًا، وبعد ذلك يكون وقت الحساب وكشف الأخطاء ووقت الإصلاح.
حالة الأهلي ليست غريبة على الكرة السعودية، فقد مرت حالة مشابهة في الماضي القريب حين كان الاتحاد ولموسمين يصارع على البقاء في دوري المحترفين ولم يحسم أمره سوى في الجولات الأخيرة، وعلى الأهلاويين استذكار هذه الحالة ومحاولة تطبيق النهج الاتحادي في ذلك الوقت، الذي مكن ناديهم من تجاوز الأزمة والعودة للمنافسة وتصدر فرق الدوري واقترابه الكبير من اللقب.
الجمهور الاتحادي ومحبو هذا النادي الكبير مسؤولين وإعلاميين قاموا بدور كبير جدًّا لا يقل عن الدور الذي قدَّمه اللاعبون في أرض الملعب حين ساروا خلف ناديهم في جولات الحسم، تاركين الخلافات والاختلافات وراء ظهورهم. المدرج ممتلئ بالكامل حتى أنك تحسب هذا الفريق ينافس على اللقب لا يصارع على الهبوط، لم يعاقبوا ناديهم وفعلوا دورهم وآزروا فريقهم ليتحقق المطلوب، في الوقت الذي نسي إعلام الاتحاد خلافاته مع الإدارة ووقف خلف ناديه ومسؤوليه حتى تجاوز الفريق أزمته. هذا هو الدور الذي لا بد أن يقوم به الأهلاويون حاليًا لتكرار التجربة الاتحادية الكبيرة، التي حولت الفريق في ظرف عامين من فريق يصارع على الهبوط لفريق بطل يخشاه الجميع.
لا يمكن لأي محب لكرة القدم السعودية أن يتمنى هبوط الأهلي فما بالك بمحبيه وهم كثر، ولكن الأماني وحدها لا تكفي يا أهلاوية.