|


سعد المهدي
اللقب المحتار من يختار؟
2022-05-30
صراع اللقب في الدوري السعودي وصل إلى أقصى ما يمكن أن تصل إليه أكبر دوريات العالم تنافسًا، مثل الإنجليزي والإسباني والإيطالي والأرجنتيني، دون إغفال الفوارق الفنية والتنظيمية والتصنيف.
هذا الموسم تبلورت فكرة قوة الدوري السعودي أكثر من قبل، لكن ذلك لا يعني استمراره، فهذا مرهون بقدرة جميع الأندية المؤهلة على التنافس إلى أبعد نقطة، وترميم لجان اتحاد الكرة، واستيعاب الجميع لزيادة أندية الدوري إلى 18 اعتبارًا من الموسم بعد المقبل، مع استمرارية السماح لكل نادٍ بـ 8 لاعبين غير سعوديين، وتغير إيجابي في النقل التلفزيوني، وشفافية مالية على كل الصعد.
ساهم تراجع نتائج الاتحاد وتنامي انتصارات الهلال في تقليص الفارق النقطي بينهما إلى تساويهما بـ 61 نقطة، خسارة النقاط أو تحصيلها مسؤولية النادي، ليس هناك نادٍ يمكن له انتزاع نقاطك إلا من أجل أن يودعها رصيده، الطائي عندما هزم الاتحاد مثلًا لم يحول النقاط الثلاث لحساب الهلال، ويمكن مراجعة نقاط كل جولة كيف ذهبت ولمن ولماذا؟ لمعرفة أن ترتيب جميع المراكز بني عليها كل من رصيده وإلى رصيده.
لم يسلم أي نادٍ نقطة واحدة لخصمه طواعية، ولم يهدِ نادٍ مثلها لغيره اختيارًا، “لعبة الدوري” تتحكم في لوحة الشرف، وجمع النقاط، وخصمها، وترتيب المراكز نتيجة حتمية تعلن نهاية كل جولة، الهلال والاتحاد جمعا نقاطًا خسرتها أندية أخرى، وأثرت عليها في سلم الترتيب، كذلك خسرا نقاطًا أبعدتهما وقربتهما جولات، الهلال كسب، وأبها لم يفعل ما فعله الطائي، الهلال كان أحرص من الاتحاد.
جولتان يمكن للاتحاد والهلال أن يتبادلا فيهما كرة النار، وتوقف مباريات الدوري حوالي الثلاثة أسابيع من شأنها أن تعيد شحن معنويات الاتحاديين والاستشفاء من حال الإحباط، الذي تسبب فيه تواصل نزيف النقاط، لكن ذلك بيد الاتحاديين أنفسهم، ويحتاج أولًا للاعتراف بمسؤوليتهم عما حدث، واعتبار الفوز بالمواجهتين المتبقيتين واجبًا إلزاميًا إن لم يتحقق معه اللقب، فعلى الأقل مصافحة اعتذار.
ما وصل إليه الهلال نتيجة لنادٍ يعرف أن شروط منافسات الدوري لعب 30 جولة، و”جودة لاعبين” و”استقرار إداري”، وأن اللقب دائمًا معلق بينه ومنافسين كثر... اللقب هذا الموسم يستحقه (الاتحاد والهلال)، لكنه لن يقبل إلا بمن يؤمن بأنه الأكثر أحقية، وأجدر بحمله.