|


محمد الغامدي
أندية مهجورة
2022-06-22
حالة غريبة لأنديتنا لم نشهد لها مثيلًا في إقفال أبوابها في وجه الجماهير سواء في التدريبات أو المباريات الودية والفعاليات، وبالمناسبة لم يكن الإغلاق مرده جائحة كورونا وإنما سنوات طويلة حتى أصبحت المرافق مهجورة وكأنها بيوت أشباح.
أتفهم سرية التدريبات للفرق وإقامة بعض المباريات الودية في بعض الأحيان لدواعٍ فنية، لكن استمرار ذلك طوال العام قرار غير موفق، ولا يليق أن توصد الأبواب بصفة دائمة، فالجمهور هو نبض النادي وحضوره يعطي دافعًا أكبر للاعبين، كما أنه يمثل رد فعل إيجابي لتحفيز اللاعبين واستشعار المسؤولية عند تدني المستوى أو النتائج السلبية، أما من يتوقع أنهم خطر على اللاعب سواء بتصرفات غير مسؤولة فهؤلاء فئة لا تذكر مقارنة مع الأكثرية، وهناك نظام يتيح للنادي اتخاذ إجراءات بحق من يتصرف بطريقة خاطئة.
أمر آخر مرتبط بإغلاق الأندية فيما يخص تعزيز الاستثمارات التي يمكنها أن تدر دخلًا لتلك الأندية سواء المشاركين ببطاقات عضوية أو أصحاب التذاكر لحضور التدريبات أو حتى الاستفادة من مرافق النادي التي أصبحت في عزلة تامة عن عشاقه، ولا أعلم لماذا لا تفكر الأندية في جلب محبي النادي وأسرهم لزيارة مرافقه والاستفادة من بعض الاستثمارات كما هو في بعض الأندية العربية التي تدر دخلًا كبيرًا من جراء تلك الخطوة الغائبة عن أنديتنا والتوسع في استثمار مرافق النادي مع القطاع الخاص.
أذكر في سنوات مضت عند حضوري وتغطيتي لتدريبات الفرق في فترات سابقة كان رؤساء الأندية يقفون وجهًا لوجه مع جماهيرهم المتابعين للتدريبات يتداولون أحوال النادي والفريق ويتجاذبون أطراف الحديث في نقاش حضاري يكشف قرب الرئيس من أنصار ناديه وما يمثله من ردود أفعال متباينة ورجع الصدى بين الأطراف المعنية سواء الرئيس أو المدرب واللاعبين، واليوم رغم تزايد قنوات التواصل هناك عزلة تامة وجفاء مستغرب بين مسؤولي الأندية وجماهيرهم حتى أن بعضهم لا يظهر إعلاميًا إلا في حالات نادرة.
وزارة الرياضة عليها مسؤولية التدخل لوقف مثل هذا الإجراء التعسفي بحق الجماهير الذي يعطل دورها في استغلال المنشآت وقضاء أوقات ترفيهية، وخاصة لمحبي تلك الأندية وللعلم الإغلاق ليس مقتصرًا على ناد دون آخر، بل الكثير وخاصة الكبار منها وجدوا أن الطريقة المثلى لعلاج وجع الرأس تكمن في وضع حواجز بينهم وبين جماهيرهم.