|


مساعد العبدلي
اجتهاد أم إفتاء؟
2022-08-06
كتبت في هذه المساحة في أكثر من مناسبة أن من (أكبر) مشاكل الوسط الرياضي السعودي (تحديدًا مجتمع كرة القدم) أن كثيرين يظهرون أنفسهم أنهم يعلمون (كل شيء) ويلمون بكل التفاصيل!
ـ أتحدث بشكل أكثر دقة عن زملاء (إعلاميين) يخوضون في كثير من القضايا بشكل (اجتهادي) ويحولون (الرأي) إلى (معلومة)، رغم أنهم (لا يملكون المعلومة) بجزء منها أو بكاملها!
ـ بل إن (بعض) الزملاء (يتبنى) رأيًا طرحه (مجتهدًا) دون أن (يطلع) على (تفاصيل) هذه القضية أو تلك ويسعى (بصوته العالي) إلى (الدفاع) عن رأيه، (معتقدًا) أنه سيكسب الجولة، حتى لو كان (بالاجتهاد) دون معلومة (موثقة) مثلما تتطلب (المهنية) الإعلامية!
ـ سأطرح (مثالًا) لقضية هي حديث وسط كرة القدم حاليًا. قضية (النصر والاتحاد وحمد الله) التي أخذت وقتًا طويلًا وخرجت (بشكل مبدئي) قرارات لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم.
ـ أقول قرارات (مبدئية) لأنها منحت الاتحاديين (حق) الاستئناف، وهذا يعني أن القضية ستبقى (منظورة) في حال قرَّر الاتحاد الاستئناف (وهو المتوقع).
ـ طيلة الأشهر الماضية (القضية كانت منظورة) تحدث كثير من الزملاء (الإعلاميين) بشكل مكثف، بل إن بعضهم (أصدر) القرارات بشأن القضية!! بينما هناك من (شكك) في صحة (الوثائق) المقدمة!!! رغم أن هؤلاء (أو معظمهم) لم يطلع أصلًا على وثيقة واحدة واكتفى بالنقل عن وكالة (يقولون)!
ـ الأدهى والأمر أن هناك من (الإعلاميين) من (نصب) نفسه متخصصًا في (القانون الرياضي) وتناول القضية بالتفاصيل وهو الذي لا يعرف عن القانون الرياضي إلا (عنوانه)!
ـ أفهم أن يتحدث (بحكم التخصص) متخصصون في القانون الرياضي عن القضايا الرياضية (منها قضية حمد الله) وإن كنت آخذ على (بعضهم أو معظمهم) أنه لم يطلع أصلًا على وثائق القضية!
ـ لكن المتخصصون في القانون الرياضي (مقبول) منهم أن يطرحوا (وجهات نظرهم) التي تعتبر (قانونية متخصصة) بحتة وفقًا لما (تعلموه ودرسوه) وليس انطلاقاً من (اجتهادات) مثلما (فعل ويفعل) بعض الزملاء الإعلاميين!
ـ اليوم وبعد أن (صدرت) القرارات (المبدئية) في قضية حمد الله ما هو (موقف) من (اجتهد) من الزملاء الإعلاميين وتحدث (بما لا يعلم) وأصدر قرارات وفقًا لوثائق وأدلة وقرائن (لم يطلع عليها) بل وحتى دون أن يعلم أو يعرف (تفاصيل) القانون الرياضي ولوائحه!
ـ أتمنى (من باب عشقي لمهنتنا) أن يبتعد (بعض) الزملاء عن (الاجتهاد والإفتاء) في قضايا لا تحتمل ذلك (ويضعهم) اجتهادهم في موقف لا يحسدون عليه.