|


محمد الغامدي
الخوف من الشاشة
2022-10-02
يبدو أن لجنة الحكام أرادت أن تضع نفسها طرفًا مثيرًا للبلبلة في لقاء الكلاسيكو بين الأصفرين قبل إقامة المباراة المنتظرة، فالخبر الذي أوردته “الرياضية” على صدر صفحتها الأولى أمس برفض لجنة الحكام طلب النصر عرض المباراة على شاشة الملعب وتعهده ـ أي النصر ـ بعدم العرض إلا بعد اعتماد الحكام.
لتأتي أسباب الرفض الخشية من احتقان الجماهير في المدرجات، عقب إعادة حكام الـ “VAR” وكأنه يعطي دلالة واضحة على عدم ثقة لجنة الحكام بالقرارات الصادرة أو تخوفها من أخطاء كوارثية لا يمكن التصدي لها من ردود الأفعال التي تصاحبها، خاصة إذا ربطنا ذلك برفض الاتحاد الدولي إرسال حكام كأس العالم المختارين للمباريات الدورية، وإعلان اختيار الحكم الأوروجوياني أنديس كوينا، الذي سبق حضوره لإدارة عدة مباريات الدوري وكان عليه علامات استفهام؟
نعم هناك حالة من الترقب وتخوف لمباراة الأصفرين بين جماهيرهما وإعلامهما، رغم ما يثار أنه لقاء ثلاث نقاط لا أقل ولا أكثر، لكن ليس من المناسب إدخال التحكيم طرفًا قبل اللقاء برفض طلب نقل اللقاء على الشاشة، وهو أمر معمول به في عدة دوريات في العالم، فالمشجع العادي عندما يقرأ رفض لجنة الحكام اتخاذ هذه الخطوة يتوجس خيفة من وجود حكم لا يوازي أهمية اللقاء، ويسترجع بذاكرته مباراة الفريقين في الموسم المنصرم والأخطاء المرتكبة التي اعترفت بها دائرة التحكيم سواء حالة الطرد للاعب النصر تاليسكا أو احتساب ضربة الجزاء الاتحادية.
صحيح أن جدلية التحكيم لم ولن تنتهي لكن لماذا المعنيون بالأمر يخلقون حولهم الكثير من التساؤلات والريبة ويضعون حكامهم في دائرة الشكوك، قبل أن تبدأ المباريات وكأنهم بذلك يزيدون من سكب الزيت على النار.
مطالبة النصر وإدارة ملعب مرسول بارك عرض المباراة على شاشة الملعب خطوة متقدمة ومتطورة في ملاعبنا وعلى عكس ما تقول لجنة الحكام أنها تزيد الاحتقان، بل إنها ترفع درجة الوعي لدى الجمهور وتزيد من تثقيفهم وتوقف الكثير من التساؤلات، خاصة أن تقنية الفيديو رفعت نسبة القرارات الصحيحة عن ذي قبل ورفض التحكيم هذه الخطوة ما هو إلا دليل واضح أن الحكام القادمين ليسوا بتلك الدرجة من الكفاءة أو القدرة على خروج اللقاء دون أخطاء مؤثرة أو أن تلك اللجنة بتبريرها البليد تريد الستر من الأخطاء التي تغيرت فيها نتائج المباريات.