|


عدنان جستنية
أين مبادئك يا نصر؟!
2022-10-07
جميل أن يكون للإنسان وللكيانات مبادئ راسخة يلتزم بها ويطبقها عمليًا على مستوى قيم فيها من المصداقية التي تجعله نموذجًا يقتدى به، وبالتالي من حقه مطالبة الآخرين أيضًا الالتزام بها، وجميل أن وضعها شعار يتباهى ويتفاخر بها، ولكن ماذا لو أظهر هذا الإنسان أو الكيان عبر سلوكياته وتصرفاته العكس تمامًا؟ غير محافظ على المبادئ التي نادى بها بكل ما تدعو إليه من قيم ومصداقية.
هذا ما لمسته واتضح لي عقب مشاهدتي لمباراة النصر والاتحاد الأخيرة، حينما تعرض اثنان من لاعبي الاتحاد إلى الإصابة أثناء سير المباراة حيث رفض لاعبو النصر إخراج الكرة للأوت، والكرة كانت بمتناول أقدامهم وتنبئ عن هجمة واعدة، فأين ذهبت الروح الرياضية والقيم الإنسانية؟، ماذا لو حدث هذا السلوك من لاعبي الاتحاد كيف سيكون موقفهم؟ والكل يتذكر كيف كان موقف رئيس نادي النصر السابق الأمير فيصل بن تركي من اللاعب محمد نور حينما سجل الاتحاد هدفًا غير أخلاقي.
هذه الحالة مرت مرور الكرام، أعلم يقينًا لو أن من قام بهذا السلوك الخارج عن الروح الرياضية لاعبو الاتحاد لانقلبت الدنيا ولسمعنا محاضرات عن المبادئ والقيم الإنسانية، وليس هذا فحسب إنما فسرت من بعض الإعلاميين المهتمين بالشأن النصراوي أن من بين أسباب تعادل النصر والاتحاد هو استفزاز لاعبو الاتحاد للاعبي النصر لغياب الروح الرياضية عندهم.
أما الحالة الثانية التي شاهدها الجميع عندما همّ اللاعب حمد الله في نهاية المباراة بالسلام على زميله السابق تاليسكا، إلا إنه رفض بحركة بعيدة تمامًا عن الروح الرياضية والخلق السليم، وللأسف لم نرَ أي ردة فعل إيجابية من الإدارة التي روجت لشعار “النصر مبادئ راسخة قيم ومصداقية واستقلالية” ولو فعلت لاعتبرت هاتين الحالتين سلوكًا غير حضاري لا يمثل الكيان النصراوي إلا أن الشارع الرياضي لم يرَ أي ردة فعل من إدارة النصر دفاعًا عن مبادئها وشعار روجت له!.
نفس الشيء ردة فعل رئيس النصر زميلنا السابق مسلي آل معمر عقب نهاية المباراة وتصريحه الذي قال فيه نصًا “أن حكم المباراة كان واضح متحيزًا لفريق الاتحاد ومحتقنًا ضد لاعبي النصر بتوزيع الكروت عليهم وكان هدفه إخراجهم من أجواء المباراة”، هذا اتهام صريح بماذا يمكن تفسيره أليس فيه إساءة واضحة لحكم اللقاء؟ ثم يسأل في تغريدة له أين الإساءة بعدما عوقب من لجنة الانضباط.
كل هذه الشواهد تدعوني إلى تكرار السؤال، أين ذهبت مبادي النصر القيم والمصداقية التي ينادي بها هذا الكيان الكبير ويدعو إليها؟.