|


عدنان جستنية
لماذا قال ولي العهد «استمتعوا»؟
2022-10-28
كلمات ليست ككل الكلمات، فيها من البلاغة والحكمة، اتسمت في محتواها بروح “البساطة” وعقلية رجل قيادي متفهم جدًا للمهمة الوطنية الصعبة التي ستواجه لاعبي منتخبنا الوطني في مونديال قطر بما سيكون لها أثر إيجابي جدًا في نفوسهم، نفسيًا ومعنويًا وفنيًا.
ـ هذه التوجيهات “المريحة” والبسيطة في مدلولاتها من سمو ولي العهد، لن يقتصر انعكاس معانيها على اللاعبين فحسب إنما تشمل كل الأجهزة الإدارية والفنية واتحاد الكرة، وكذلك على إعلامنا الرياضي والجمهور السعودي عمومًا ليشاركوا في خلق أجواء خالية تمامًا من الضغوط، لتشكل منعطفًا لطاقة إيجابية تقتل الفكر السلبي، ليقدم نجوم الأخضر عطاءً كرويًا “ممتعًا” في المباريات الثلاث تتواءم مع توجيه سموه “أنا يهمني أنكم تستمتعوا بالثلاث مباريات”.
ـ وهنا يجب علينا كإعلام رياضي التوقف طويلًا ليستوعب منسوبوه أبعاد منطق الفكر الذي اهتم به سموه بعدم مطالب اللاعبين بتحقيق نتائج تؤهلهم للدور الثاني حتى “يخفف” عليهم أي ضغوط إعلامية وجماهيرية تطالبهم بذلك ليصبح جل تركيزهم منصبًا على كلمة “المتعة” الكروية لإبراز مهارتهم الفنية وبذل أقصى جهدهم بروح قتالية يقدمون من خلالها “صورة مشرفة” عن بلدهم وعن الكرة السعودية.
ـ لم يبالغ القائد الفذ محمد بن سلمان في تفاؤله، إنما بروحه الشابة المعتدلة ومعرفته التامة بمستويات المنتخبات الثلاثة التي سيواجهها الأخضر تعامل مع “الواقع” الكروي لمنتخبنا بنظرية تدرك حجم “الفوارق” الفنية بينها وبين منتخبنا، وخبرات منتخبات كبيرة لا يمكن أن نضاهيها في سمعتها ومكانتها العالمية وتواجد قوي لها في مثل هذه المحافل الكروية.
ـ يقينًا بعد هذه التوجيهات القيمة سنرى منتخبًا مختلفًا جدًا لا يقارن بالمنتخبات السابقة التي شاركت في نهائيات كأس العالم، مدركًا تمامًا مسؤوليته الوطنية والتي لخصها الأمير محمد في كلمة واحدة “استمتعوا” لتأتي ردة الفعل المتوقعة عند كل نجم من نجوم الأخضر متوازية مع كل “العشم” الذي تجلى في كلمات ليست ككل الكلمات، وبما يرضي طموح كل السعوديين بمتعة نشاهدها في أدائهم على المستطيل الأخضر تمتع جماهير مونديال قطر وكل المشاهدين المتابعين له من جميع أنحاء العالم.
ـ في خضم هذه الكلمات “الحانية” الرقيقة لم يبخس سمو ولي العهد دور وزارة الرياضة بقيادة الأمير عبد العزيز بن تركي، وجهد الاتحاد السعودي لكرة القدم بقيادة ياسر المسحل في تحقيق إنجاز تأهل الأخضر لهذا المونديال عبر رقم قياسي، فمنحهم حقهم الأدبي من الثناء والإشادة التي جاءت في مستهل حديثه “التاريخي” لإخوانه اللاعبين تقديرًا واضحًا لكل من عمل واجتهد وحقق نجاحًا.