|


عدنان جستنية
متعة الكرة السعودية غيرت خريطة العالم
2022-11-25
يوم تاريخي لن تنساه ذاكرة كل السعوديين والعرب والعالم بأسره، ساعات تبقى خالدة في عمرنا وعمر الزمن، نسترجع مع كل لحظة من لحظات الفرح والسعادة وحالة من الذهول والدهشة انبهارًا وإعجابًا بالمنتخب السعودي عقب انتصار مشرف وغالٍ حققه الثلاثاء الماضي على منتخب الأرجنتين.
ـ منتخب الأرجنتين بشحم ولحم ودم نجومه الكبار، وفي مقدمتهم أفضل لاعب في العالم “ميسي” من حقنا كسعوديين وعرب أن نحلم ونتخيل، ولكن كنا قبل الملحمة التاريخية في مواجهة مع غرورنا الذي كان مستسلمًا لواقع تعاملنا معه بمنطق مخاوفنا لا بمنطق كورة ما لها كبير..
ـ من الصعب جدًا تجاهل حقيقة منتخب لم يهزم على مدى 36 مباراة، فالفرق شاسع بين كرتنا وكرتهم، وأن نضعهم في مقارنة مع من قالوا كلمتهم في ذلك المساء الجميل الفوز عليكم “متعة”، وقد حققناه بكل جدارة واستحقاق، فالكرة دانت وخضعت للأخضر والعالم بأجمعه غير خريطة العالم احتفاءً بفوز صريح تحقق بهدفين مقابل هدف سجلهما الشهري والدوسري.
ـ انتصار لم يهز مدرجات ملعب لوسيل في قطر فحسب، إنما هز قلوبًا نبضها سعودي عربي، ومباركة صادقة لتفوق لم يكن وليد الصدفة أو الحظ إنما كان “مدروسًا” بفكر ورؤية المدرب “الداهية” رينارد وبسالة رجال أبطال حسوا بمسؤولياتهم الوطنية، فكانوا على الموعد وفي قمة مستواهم الفني وحضورهم الذهني، متحدين “المستحيل”، والذي سيتجدد اليوم في مواجهة صعبة أمام منتخب بولندا.
ـ بولندا لن تكون الأرجنتين التي وقعت في فخ المدرب “الماكر” رينارد “الثعلب”، والذي نجح بدرجة امتياز فنيًا ونفسيًا، ومن المؤكد أن مدرب منتخب بولندا كما صرح بأنه “درس” جيدًا المنتخب السعودي، وبالتالي لن “يسمح” له بتحقيق فوز ربما يكون سببًا في “طرده” مبكرًا من كأس العالم هو وفريقه المرصع بالنجوم، خاصة وأنه لا يعلم ما ستؤول إليه نتيجة مباراة الأرجنتين والمكسيك.
ـ نشوة الفرح والاعتزاز بالإنجاز الذي حققه لاعبوا الأخضر، وما لمسوه وشاهدوه من محبة غير طبيعية لهم وللكرة السعودية من المفترض سيولد لديهم طاقة “إيجابية”، ولك أن “تتخيل” عزيزي القارئ كيف سيكون المشهد العربي والدولي لو كررها أبطالنا؟.
ـ حاولت مع خيالي العيش معه في “متعة” التخيل التي حرمت منها قبل مباراتنا أمام الأرجنتين، فوجدت “منساقًا” مع واقعية الأمير “الملهم” محمد بن سلمان، وهو يطالب اللاعبين بأن “يستمتعوا” بمباريات كأس العالم، فإن إحساسهم بهذا الشعور سيقودهم إلى “متعة” تفرحهم كثيرًا، وتفرح ملايين الملايين، وهنا بيت القصيد، لعل وعسى يكون لنا موعد آخر مع “المستحيل” لتحقيق المفاجأة الثانية.