|


فهد الروقي
مونديال العجائب
2022-12-02
من كان يصدق أن المنتخب السعودي يهزم الأرجنتين بقيادة ميسي، ويسيطر على بولندا لولا الأخطاء الفردية، لكان الآن في المونديال متصدرًا مجموعته، ومع ذلك يخسر من المكسيك صاحب النقطة اليتيمة قبل المباراة، بعد أن أجهزت الإصابات على عناصر أساسية مؤثرة، وبعد أن عمل الإجهاد البدني عمائله، وبعد أن ثبت بأن لدينا منتخبًا أساسيًّا لكن البدلاء لم يستطيعوا تعويضهم.
ومن كان يصدق أن المغرب يتصدر مجموعته، رغم وجود كرواتيا وصيفة العالم في النسخة السابقة وبلجيكا التي غادرت من الباب الخلفي.
ومن كان يصدق أن اليابان تتصدر مجموعتها، رغم وجود إسبانيا وألمانيا بست نقاط، بعد فوزين على المنتخبين الأوروبيين وبخسارة من كوستاريكا التي خسرت من إسبانيا قبلها بثلاثة أيام.
ومن كان يستوعب بأن تونس تستطيع هزيمة فرنسا وتتعادل مع الدنمارك، لكنها خسرت من أستراليا أضعف فرق المجموعة على الورق.
هذه النسخة من كأس العالم تؤكد أن البون الشاسع بين الكرتين الأوروبية واللاتينية وبين بقية ممارسيها على هذا الكوكب قد تقلص بشكل كبير، ولم تعد هناك مباريات مضمونة النتائج في هذا المحفل وأن تقليص الفروقات الفنية يبدأ من الروح العالية والجاهزية البدنية.
مع فارق التشبيه فقد تذكرت ما حدث في دورينا بعد النقلة التاريخية التي أحدثها ولي العهد الأمين مع بنود الرؤية وتم فيه زيادة في عدد المحترفين الأجانب ونوعياتهم، وبالتالي تقلصت الفروقات الفنية بين الأندية وارتفع مستوى اللاعب المحلي جراء احتكاكه بالعدد الكبير من الأجانب.
في نسخة كأس العالم العربي التي أبدعت فيها قطر تنظيمًا واستضافة، ورغم أن منتخبها خسر مبارياته الثلاث لكنها كانت خسائر منطقية لحداثة تجربتهم في المحافل العالمية (الرسمية)، وكانت أمام منتخبات عريقة، فالإكوادور ثالثة أمريكا اللاتينية بعد البرازيل والأرجنتين، والسنغال بطلة إفريقيا، وهولندا غنية عن التعريف، ومع ذلك لم تكن خسائر كبيرة، وليس في المباريات ما يعطي الأفضلية المطلقة.
باختصار إن استمرت بقية منتخبات الأرض في عملها التطويري وبعد انحسار المواهب الأوروبية وتوجههم للقارتين الإفريقية واللاتينية لجلب المواهب، فإن نسخ كأس العالم القادمة ربما تشهد بطلًا غير متوقع.
(لمحة)
يضيق صدري وأقول ان الأمل بكره
واللي خلق هالبشر ما هو مخليها
محتاج لوجيه ما تحقد ولا تكره
والا القلوب الله اعلم في خوافيها