|


عدنان جستنية
عالمية النصر أم عالمية حمد الله؟
2022-12-16
عالمية نادي النصر السعودي وجدتها مدخلًا مناسبًا للكتابة عن منتخب المغرب والمستوى المشرف والنتائج المذهلة التي حققها في مونديال قطر، لمعرفة الفرق بين الحصول على لقب “تتوهم” أنك تستحقه وتتغنى به لمجرد مشاركة “اسمية” في بطولة أندية “لبسوها ثوب العالمية”، ولقب تمكن منتخب عربي من نيله بجدارة “عبر إنجاز” “غير مسبوق” بوصوله لنصف النهائي.
ـ المقارنة هنا ليس القصد منها “السخرية” أو التقليل من نادٍ سعودي كبير يعلم عشاقه كيف وصل ناديهم إلى بطولة كأس العالم للأندية بـ “الترشيح”، على الرغم من “نكرانهم” لهذه الحقيقة والدعم الكبير الذي حظي به النصر من المسؤولين عن الرياضة آنذاك، عبر انضمام لاعبين سعوديين كانوا في أندية أخرى، ناهيكم عن المركز “السادس” الذي تغاضوا عنه وفرحوا بترويج لقب بات هو جل طموحهم ويعتبرونه إنجازًا يخصهم، ولم يستطع أي نادٍ سعودي تحقيقه، ليظل نادي النصر “مكانك سر” غائبًا عن البطولات المحلية والقارية فترة طويلة من الزمن.
ـ هذه الحقيقة “المرة” غير المعترف بها من النصراويين مثلها مثل فرحة المهتمين بالكرة السعودية، حينما تم إقرار نظام “الاحتراف”، الذي مرَّ عليه “30” عامًا، لينحصر اهتمامهم وإدارات الأندية على الجانب “المادي”، ليواكبوا الأندية “العالمية” دون التفكير في آلية “تطوير” إمكانات وقدرات اللاعب السعودي كمنظومة احترافية متكاملة، وبالتالي ظلت إنجازات الكرة السعودية أندية ومنتخبات محصورة في “طموحات” تقديم “مستويات مشرفة” لم تخرج عن دائرة “مكانك سر”.
ـ صحيح أن الدولة تدخلت بقيادة ورؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإيجاد البديل عن عدم احتراف اللاعب السعودي “خارجيًّا” عن طريق السماح للأندية بالتعاقد مع 7 أو 8 لاعبين أجانب، التي أثمرت “نتائجها في تطوير مستوى الدوري السعودي وأندية كانت في “الظل” أصبح لها وجود قوي، ولكن أفضل المستفيدين كفكر احترافي هو نادي الهلال.
ـ لهذا ليس غريبًا أن جاءت اختيارات مدربي المنتخب السعودي لمدى 8 سنوات “منصبة” على لاعبي الهلال، ولنكون “منصفين” انظروا لإنجازاته المحلية والقارية ومشاركاته العالمية.
ـ العودة إلى نادي النصر كاد أن يتخلص من “عقدة” لقب “العالمية” في فترة رئيسه الأسبق سعود السويلم للفكر “الاحترافي” الذي طبقه، وكان “حمد الله” عاملًا رئيسًا في تحقيق بطولات “محلية” وألقاب، منطلقًا من بوابة الاحتراف “الخارجي” وتجارب صنعت منه “هدافًا” وخدمته نيته الطيبة ليمثل مع منتخب بلاده، ليصبح الآن هو ومنتخب المغرب يستحقان لقب “العالمي” بجدارة واستحقاق، ولم يكن للهياط أو التعويض النفسي بفكر تائه يركض خلف شعار “تحقيق البطولات الوهمية”.