|


عدنان جستنية
المعجزتان.. قطر وميسي
2022-12-23
انتهى مونديال قطر، الذي كنّا ننتظره سنوات نترقب موعد إقامته وغير مصدقين أنه سيقام، ولسان حال البعض منّا “نحن في علم ولا في حلم”، انتهى مونديال قطر وتمنينا أنه لم ينتهِ خاصة أن ختامه كان مسكًا، استمتعنا بنهائي رهيب ومثير بين المنتخبين الفرنسي والأرجنتيني.
ـ العالم بكافة لغاته وجنسياته أجمع على نجاح متميز تحقق لقطر باستضافتها بطولة كأس العالم وتنظيمها المدهش باعتراف ممن عاصروا أزمنتها، مؤكدين لم يسبق أن تحقق هذا النجاح بالنسخ السابقة وبهذا الكم الهائل من الانبهار والإعجاب، واعتبروه إنجازًا “غير مسبوق” وتميزًا يسجل لدولة قطر، والسمعة الحسنة التي حصلت عليها والصورة المشرفة التي قدمتها عن العرب والإسلام والمسلمين.
ـ مهما بلغت رؤيتنا ونظرتنا وتوقعاتنا، ومهما كان حجم التفاؤل والتشاؤم عندنا حول قدرات دولة صغيرة لاستضافة بطولة كأس العالم، فإن خيالنا الواسع بكل ما يحمل في غرفه المتعددة والمختلفة من صور جميلة ولوحات فنية باهرة في رسوماتها وعبقرية تكنولوجيا حديثة لم يكن بمقدوره أن يتخيل أن قطر بهذا الجمال ستطل على العالم وإبداع لا مثيل له ستظهر به، وأنها ستحقق نجاحًا باهرًا بدرجة امتياز وتحقق المستحيل بذاته.
ـ قطر المعجزة هذا هو الانطباع الذي تكوّن عند كل من حضروا زائرين مشجعين وكل من شاهدوا المنشآت الرياضية ولمسات فنان تغطي ملاعبها وميادينها وأسواقها في بصمة تنفرد بها دون غيرها من دول كبرى لم تستطع إيجادها بنفس الجودة العالية استضافة وتنظيمًا، وما قدمته على مستوى المبادئ والقيم الإنسانية والرياضية عبر نماذج مشرفة أظهرت واقع وحقيقة دولة ودول تملك إرثًا عربيًّا مبهرًا وحضارة إسلامية مشرقة.
ـ قطر المعجزة في تنظيمها المبهر لبطولة كأس العالم 2022 شاءت الأقدار أن يرافق هذا الحدث العالمي نهاية سعيدة للاعب هو الآخر “معجزة” من معجزات كرة القدم النجم الأسطوري “ميسي” الذي قدَّم نفسه وهو على مشارف اعتزاله الكرة في نهاية لم يسبق لأي لاعب جاءت نهاية مسيرته في بطولة كأس العالم بهذه الصورة والسيرة “المذهلة”، وحالة من التعاطف مع الجمال الذي قدَّمه طيلة مشاركته مع منتخب بلاده ودوره الرئيس في حصد اللقب العالمي.
ـ شكرًا مليار شكر لقطر المعجزة وتهنئة من الأعماق لأميرها الشيخ تميم ولشعبها ولكل من ساهم وشارك في هذا الإعجاز، وشكرًا مليار شكر للأسطورة ميسي، وألف مبروك لعشاق كرة القدم على بطولة استمتعوا بأحداثها ومفاجآتها ودموع اختلطت فيها دموع الفرح والبكاء والحزن في حالة فريدة تحدث لأول مرة في مسيرة بطولة كأس العالم.