|


سعد المهدي
مشروع التوثيق مرشح للفشل
2023-03-18
توثيق تاريخ كرة القدم السعودية، هو العنوان الذي وصف به اتحاد الكرة مشروعه، وما يعرفه الجميع أن الخلاف والاختلاف الناشب بين الأندية وجمهورها من جهة، واتحاد الكرة والمؤسسة الرياضية برمتها، هو على “توثيق البطولات” وهناك فرق بين توثيق البطولات، وتاريخ كرة القدم؟
صحيح أن عدد بطولات كل ناد من تاريخه، لكن تاريخ كرة القدم هو كل لا يتجزأ، كما أنه من تاريخ البلاد من خلال تنبه فترتها إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومناطق ومدن وشخوص وأمكنة، يتشكل منها تاريخ كرة القدم النشأة ويلقي بظلاله عليها، ثم تأسيس الأندية والاتحاد والمرجعية الرسمية، والكل سياق لا ينقطع في صلب عملية التأريخ لها، فهل هذا هو مقصد المشروع؟
توثيق البطولات مجردة من التاريخ، هو عمل لا يتجاوز “التصنيف والرصد”، ولا يحتاج إلى كثير مما تم التحسب له، ولا التحسس منه، ولا الوقت الذي ضيعناه عليه، أو ما جرنا إليه من حوارات جلها “بيزنطي”، ولا أظن أنه يمكن لأي أحد أن يجبر الجهة الرسمية إذا كانت على قدر المسؤولية، على التراجع عما تصل إليه في هذا الشأن، إلا إذا كان هدفها الإرضاء والاحتواء، وشراء الوقت إما للتجديد فترة أخرى، أو الخروج الآمن، وتوريث المهمة لغيرهم.
وبالنظر إلى الجهات العاملة في المشروع، فهي تتكون من “خبراء دوليين في التوثيق الرياضي يتم ترشيحهم من الاتحاد الدولي لكرة القدم”، مقابل اتحاد الكرة والأعضاء المرشحين من الأندية، وآخرين ممن يرونهم مناسبين، يتم الاستعانة بهم للعمل في المشروع، هذا التشكيل يجعلك تشعر أنه “لن” يخرج بنتائج تخدم صلب الموضوع، فهو من جهة “الدوليين” لا علاقة لهم بتاريخ كرة القدم السعودية، ومن جهة أعضاء الأندية لن يتنازلوا عما وصلوا إليه قبل ذلك، أما من ستتم الاستعانة بهم فسيتم نسبهم لذات الأندية، ليبقى اتحاد الكرة يدير الأزمة لكن لا يحلها وينهيها.
فإذا كان “الدوري السعودي للأندية الممتازة لكرة القدم” مهما أضيف له من اسم بحسب “التشريف أو الرعاية” غير واضح، أو يحتاج لمن يجتمع للإقرار متى بدأ أو من شارك فيه، من الأندية ومن حصل على ألقابه، أو مسابقة كأس الملك ما إذا كانت “دوري أم كأس”، وغيرها من المسابقات “كأس ولي العهد” و”كأس الاتحاد الذي تحول إلى كأس فيصل بن فهد”، فمن الطبيعي بعدها أن يتم إرغام أصحاب المشروع، على التوقف والانسحاب من جديد، كما حدث من قبل.