|


عبدالرحمن الجماز
نيشيمورا الجديد
2023-04-10
فداحة الخطأ التحكيمي من ماجد الشمراني ومن خلفه في تقنية الفار عبد الله الشهري، تعطي الهلاليين العذر في توجيه أقسى أنواع الانتقادات نحو التحكيم، حيث كانت نقطة تحول في المباراة، وساهمت بشكل كبير في إضعاف حظوظ الفريق في المنافسة على الدوري.
وبرغم ما ألحقه الحكم الياباني نيشيمورا بالهلال في النهائي الآسيوي أمام سيدني من أضرار وظلم فادح سلب البطولة من الأحق بها، وأصبح بعدها الحكم أيقونة لكل حكم ظالم، فهناك من يرى أن ما فعله الشمراني بالهلال أشد، بحكم لم يعد للحكام عذرًا في الوقوع في مثل هذه الأخطاء بوجود تقنية الفار، و”الرياضية” وضعت عنوانًا يحاكي الواقع (فضيحة نيشمورا تهون) من خلال رصدها لردة الفعل العنيفة التي أعقبت المباراة من خلال منصات التواصل.
بالنسبة لي، لم تكن أخطاء ماجد الشمراني وفشله في قيادة مباريات الهلال حدثًا جديدًا، وإنما كانت بمثابة تأكيد المؤكد، وأنه يصلح لأي شيء إلا أن يكون حكمًا، هذا هو واقعه وهذه قدارته، ولا بد أن يعترف بهذا الواقع ويتعايش معه.
والهلال لم يكن وحده المشتكي من تردي حال الحكم المحلي، فقد سبقه بذلك رئيس التعاون ورئيس الباطن، وهو ما يعطي دلالة واضحة لا تقبل الشك أن الاتحاد السعودي لكرة القدم فشل في هذا الملف بشكل كبير جدًا، وكل ما قدمه مجرد استنساخ للفشل، فالمنظومة كاملة تحتاج للتغير من الصفر، ولن تجدي بها نفعًا محاولة الترقيع وجلب الأجانب لترؤس لجنة الحكام ودائرة التحكيم، وأنت أصلًا لا تملك حكامًا مؤهلين، مجرد هدر للمال والوقت، وتشويه للدوري السعودي الذي يراد له أن يكون ضمن أفضل 10 دوريات في العالم.
صحيح إن إدارة الهلال، تتحمل الجزء الأكبر في الموضوع والمسؤولية أمام جماهيرها بعدم طلب حكام أجانب لكل مباريات الفريق، أسوة بما فعلته إدارة الاتحاد، ولكن هذا لا ينطبق على أندية لا تملك المال مثل ما صرح به الرئيس (المكلوم) من التحكيم رئيس نادي الباطن ناصر الهويدي، بعد ما تم نحر فريقه في مواجهته مع النصر.
أعلم علم اليقين أن أخطاء التحكيم مستمرة ولن تنتهي في عالم كرة القدم، ولكن لم يعد من المقبول التسليم بهذه المقولة على المطلق، في ظل تطور الأدوات المساعدة للحكم، حيث أصبح ارتكاب مثل هذه الأخطاء البدائية يقدح بشكل لا لبس فيه بكفاءة الحكم، ويعطي دليلًا قاطعًا وقولًا واحدًا أنه لا يصلح أن يكون حكمًا وعليه البحث عن مهنة أخرى.