|


محمد الغامدي
استقرار النصر
2023-05-13
أكثر الضغوط التي تتعرض لها الإدارات النصراوية السابقة والحالية تكمن في سياسة التغييرات الشاملة التي تبثر أوراق الفريق وهويته الفنية وسياسة التغيير بين موسم وآخر أظن أنها السبب الرئيس في تذبذب الفريق. فمع نهاية كل موسم ينسلخ الفريق من جلده ليعود بثوب جديد في الموسم الذي يليه وبأخطاء مكررة تزيد من حالة الغليان.
قد تتكرر أخطاء النصر الإدارية إذا استمعت للنداءات التي تطالب بتغيير جذري للفريق الكروي وإحضار لاعبين أجانب للموسم القادم، هذا لا يعني إلغاء التعاقدات وإنما ترشيد تلك الخطوة واقتصارها على مراكز محددة وبحد أعلى ثلاثة لاعبين والاستمرار على البقية. أما الأصوات بإبعاد أوسبينا لتألق نواف العقيدي وتعويض مركزه بمركز جديد أو الاستغناء عن ألفارو وكونان فهي ضرب من الجنون يضع الفريق في دوامة لا خروج منها، فالثبات والاستقرار على لاعبين يقدمون أداء مقنعًا له آثار إيجابية على المستوى الفني واللياقي وانسجام المجموعة.
يبدو أن تلك الأصوات الجماهيرية وبعض من الإعلاميين المطالبة بالتغيير الكبير أحزنها وكدّر صفوها الأداء المتفاوت بين اللاعبين وانحدار مستويات البعض وتأثير ذلك على نتائج الفريق وقد تكون محقة لكن تواجد عناصر عدة سيقضي على أمور فنية تتطلب الاستقرار والثبات وعدم المغامرة.
من تابع النصر في مبارياته يدرك أن ثلاثة مراكز ما زالت شاغرة في الطرف الأيمن ولاعبي الوسط المتأخر والمتقدم تتطلب لاعبين بقيمة فنية أعلى وبقدرات مختلفة عن الحالي فيما الخمسة الباقون “أوسبينا وألفارو وكونان وتاليسكا والدون” أكثر إقناعًا وجدوى فنية للاستمرار، ومع ذلك هو رأي فني قابل للقبول أو الرفض فقد يأتي المدرب الجديد برؤية فنية مختلفة ومركز جديد يرى أنه الأنسب لطريقته الفنية وإن كنت أوقن أن بيتي وماشاريبوف أصبحا في عداد المغادرين لمداومة الأول على عيادة العلاج وعدم تطور مستوى اللاعب الآخر فيما سيكون جوستافو أقرب للمغادرة لحاجة الفريق إلى لاعب مردوده الفني واللياقي أعلى بكثير من لاعب عمره تجاوز الخمسة والثلاثين.
النصر بحاجة إلى رتوش بسيطة ليكتمل أداؤه الفني ولا يقتضي من مسيريه إحداث تغيير شامل قد يكون ضرره الفني أكثر من نفعه ولو قدر للنصر التوفيق بمراكز اللاعبين الثلاثة فسيظهر أكثر قوة خاصة أن الموسم الجديد سيكون مثقلًا بمشاركات قارية وعربية تتطلب أسماء قادرة على إحداث نقلة فنية.