|


طلال الحمود
ميسي ورونالدو
2023-06-03
أضاف النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بوصوله إلى نادي النصر قيمة قادت الدوري السعودي لتجاوز محيطه العربي إلى أنحاء العالم، من خلال متابعة أكثر من مليار مشجع مباريات الأندية المحلية ومشاهدتهم للحضور اللافت للجماهير في ملاعب الرياض وجدة والدمام، وعلى الرغم من فشل صاروخ ماديرا في تحقيق ألقاب لفريقه، إلا أن تصريحاته عن المنافسة في البطولات السعودية كانت مليئة بالتحدي والرغبة في خوض التجربة مجددًا خلال الموسم المقبل.
ويبدو أن الدوري السعودي مرشح لانتشار عالمي أكبر في حال خاض رونالدو الموسم المقبل مبارياته ضد ليونيل ميسي وكريم بنزيمة ولوكا مودريتش وغيرهم، ما يعني أن جماهير كرة القدم ستشاهد تحديًا غير مسبوق خارج القارة الأوروبية من خلال بطولات الموسم السعودي وأنديته التي يقودها هؤلاء في البطولات القارية وكأس العالم للأندية.
ومن المنتظر أن تحظى الأندية المحلية بمتابعة واسعة من أنصار اللاعبين العالميين في العالم، وستصبح إدارات الأندية أمام انتقادات من نوع مختلف، خاصة عندما تتخذ قرارات على نحو إقالة المدربين أو تغيير اللاعبين الأجانب مع فتح باب الانتقالات الصيفية والشتوية، إذ لن يستسيغ النجوم عادات بعض مسؤولي الأندية في تغيير أربعة أو خمسة مدربين خلال موسم واحد، ولن يؤيدوا رحيل نصف اللاعبين عن الفريق في غربلة نصف سنوية، لاعتبار أن انسجام تشكيلة الفريق تتطلب الإبقاء على القائمة لفترة طويلة قبل اتخاذ قرار بالاستغناء عن بعض اللاعبين.
وصول نجوم العالم إلى الدوري السعودي من شأنه أن يرفع من احترافية اللاعبين وإدارات الأندية، وفي المقابل ربما يكون سببًا في فشل بعض اللاعبين من نجوم الصف الأول، بسبب عدم تهيئة البيئة المناسبة للعمل والمنافسة في بطولة لا ينقصها التحدي ولا مستوى المنافسين، وهذا أمر على جماهير الأندية السعودية أن تستوعبه قبل انطلاق الموسم المقبل، في انتظار أن يتقبله صناع القرار من أعضاء الشرف وأن يتركوا أنديتهم تدار بواسطة إداراتها وفق استراتيجية لا تضع ضمن أولوياتها الفوز حالًا أو الهدم وإعادة البناء في كل موسم.
حين تهب رياح التغيير في الموسم المقبل، لن يبقى من الدوري السعودي بشكله الحالي إلا المسمى، ولن يجد أصحاب القناعات الكلاسيكية مجالًا لتطبيق أفكارهم وفرضها على إدارات الأندية، بسبب أن المنافسة ستبلغ ذروتها في الميدان وداخل مكاتب الرؤساء ومعاونيهم، خاصة أن إدارة نادٍ يضم مجموعة من نجوم العالم تتطلب خروجًا على المألوف والعمل بطريقة احترافية توازي مستجدات العصر.