|


د. حافظ المدلج
أبي وصديقي وقدوتي
2023-07-07
من نعم الله علينا أننا مؤمنون بقضاء الله وقدره، فحين نفقد عزيزًا نؤمن بمشيئة الله، ونتعلم من هدي الإسلام الصبر والسلوان، لنكون بإذن الله من المبشرين “الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون”، ويوم الثلاثاء فقدت ثلاثة أعزاء على قلبي “أبي وصديقي وقدوتي”.
“أبي” الذي سماني “حافظ” تيمنًا بالشاعر “حافظ إبراهيم” المحب للغة العربية والمدافع عنها، فكان والدي يتمنى أن أكون شاعرًا مثله، فذهب الشعر إلى أخي “ناصر”، فشجعني والدي على إكمال الدراسة حتى عدت من بريطانيا بشهادة الدكتوراه، وكان يوجهني بأبويته وحنانه حتى حققت الهدف، ويشهد الله أن كل ما وصلت إليه كان بفضل الله، ثم بفضل “أبي رحمه الله”.
“صديقي” الذي يشاركني شجوني وشؤوني، فمتعتي في الحياة كانت بالجلوس معه، وقضاء أمتع الأوقات بمزج الجد بالمزاح، ومن يعرفه ويعرفني يتذكر كيف كان يعاملني كصديق، وكم استمتعنا بالحوار حول مختلف الموضوعات، ومن ضمنها الرياضة، حيث كنت أداعبه في نقد “بنزيما” وكان ينتصر علي غالبًا حين كان يتوقع أنه سيسجل الأهداف، وقد رصدت الكثير من تلك المواقف التي تجعل للمشاهدة طعمًا آخر سأفتقده برحيل “صديقي رحمه الله”.
“قدوتي” الذي حاول أن يعلمني كل مكارم الأخلاق التي يملكها، فكان أقرب للكمال من أي إنسان قابلته في حياتي، وحين توفاه الله علمت بأن هذا رأي كل من تعامل معهم، فقد كان عزاءنا فيه كمية الحب والعرفان والامتنان الذي لمسناه في حديث المعزين فيه، فلكل منهم قصة معه تؤكد أن “أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس”، فقد كان رحمه الله يسعى في حاجات الناس ولا يرتاح حتى يقضيها، وكان حليمًا مؤمنًا بأن “الحلم سيد الأخلاق”، وتعلمنا منه أن “تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل”، ولن تكفي مساحة المقال لدروس “قدوتي رحمه الله”.

تغريدة tweet:
مع نهاية أيام الحج المباركة انتقل إلى رحمة الله “أبي وصديقي وقدوتي” المغفور له بإذن الله “إبراهيم الناصر المدلج”، وحين تم إعلان خبر الوفاة كانت الصدمة كبيرة على الجميع وكأنهم يتمثلون قول المتنبي: “طوى الجزيرة حتى جاءني خبر ـ فزعت فيه بآمالي إلى الكذب، حتى إذا لم يدع لي صدقه أملًا ـ شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي”، وعلى منصات الإيمان نلتقي.