|


سعد المهدي
في الصحافة وما جاورها
2023-07-22
إذا لم تقرأ الصحافة، فلن تكون مطلعًا.. وإذا قرأت الصحف بالفعل.. فسيتم تضليلك.
(مارك توين).
اليوم هناك خدمة “الانترنت” التي تحمل كل وسائط الإعلام ما يعني أنك لن تكون مطلعًا، اذ لم تمر كل ساعة أو أقل عليها، وإذا قمت بذلك فعلًا ستصاب بالصداع وأيضًا سيتم تضليلك.
في الكتاب الذي قام بتأليفه جان شابمان، وترجمه للعربية أحمد المغربي ويحمل عنوان “الصحافة اليوم”، يذكر كيف أن عملية النشر الذاتي عبر شبكة الإنترنت أصبحت متاحة للمؤسسات الصغيرة وللأفراد، لكن حتى لو كانت مثل تلك لجماعات قادرة على خلق مساحة لنفسها، فإنها دائمًا تخضع لشروط أجهزة الإعلام، التي دائمًا ما تفرض وتحظر.
قبل الإنترنت الذي مكّن استثماره من خلق منصات للتواصل بين الناس يشير “الكتاب” إلى أن رد الجماعات غير الممثلة أو التي تم تمثيلها، بصورة ناقصة داخل المجتمع على الإحساس بالإقصاء، كان بتأسيس الصحف أو المطبوعات الخاصة بها في محاولة لتحسين الوعي بوجهة النظر الخاصة بها ساعد على ذلك الكلفة المنخفضة لتأسيس الصحيفة حينذاك.
بيد أن ظهور “التكنلوجيا” منتصف القرن التاسع عشر، أعادتهم للظل لرفعها سعر إصدار الصحف التي تنتجها مطابع، متطورة باهظة الثمن، لكن “تكنلوجيا” اليوم عادة لتكفر عما فعلته بأنها منحت الجميع مساحات شتى للتحاور والأخبار والترفيه، من خلال مواقع وحسابات لنشر “بوستات وتغريدات وصور”، لقد أصبح الجميع يمكن لهم صناعة التأثير والإعلان والإعلام عن كل شيء، وطرح الرأي وتشكيل الحملات، وإثارة الرأي العام.
لذا لم يعدّ أي مبرر لادعاء الإقصاء أو العدائية التي يتهم بها مثلًا الجمهور الكروي “وسائل الإعلام” من صحف وصحفيين وبرامج، وهم يكيلون لهم الكم الوافر من النقد والشتم والتهم في المساحات عبر “تويتر والتغريدات والردود”، وذلك بعد أن أصبح الجميع يملك نفس السلاح والتأثير ومساحة التعبير، ما يجعلهم متساوون في ما لهم وما عليهم، ولم يعدّ الفارق إلا في مدى الالتزام بالمصداقية والأمانة والوازع الأخلاقي.
وبالعودة إلى “الكتاب” ينظر مؤلفه أن أخلاقيات الصحافة “التلفزيونية والإذاعية المطبوعة والإلكترونية” يمكن وصفها بأنها مجموعة من القواعد التي ترشد إلى سلوكيات الصحفيين عند مواجهتهم لأية مشكلات، مثل تعارض المصالح والسرية وحماية المصادر، وإذا ما كانت الصحافة ينظر إليها كمهنة أم لا؟ وهذا أمر لا يزال يمثل مسألة مختلفًا عليها ومثار نزاع!.