|


سعد المهدي
ليس في «البلايستيشن» لكن في دورينا
2023-07-29
مع ارتفاع سقف الطلبات والمطالبات بالتعاقد مع نجوم كرة القدم في العالم، بدأت نغمة التقليل من شأن النجم السعودي، بل ولم يخف البعض من الجمهور والإعلام الرغبة في أن تلعب الأندية في “دورينا”، بطاقم كامل من اللاعبين الأجانب.
هذا الاتجاه من التفكير دافعه “تحسين” القائمة الرئيسة التي يلعب بها النادي ظنًا من أنها يمكن أن تكون بمثابة “التحصين” له من الهزائم. وإذا كان من الممكن الحصول على نسخة “محسنة” بعد شغر المراكز التي يحتاج إليها الفريق بلاعبين أكثر جودة، إلا أن “التحصين” غير وارد وعلى سبيل المثال: قد لا تتغير نتائج بعض المواجهات، التي يخسر خلالها “رايح جاي”، كما أنها لا تضمن الخروج ولو ببطولة واحدة في الموسم!
اللاعب السعودي لم يكن سببًا في تردي النتائج، ولا الحرمان من تحقيق البطولات أو المشاركات التنافسية الناجحة، كما أن اللاعب الأجنبي الذي يمكن له أن يزيد من كفاءة الفريق، يفشل إذا لم يكن هناك “فريق” مكتمل التكوين ومحاط ببيئة صالحة، له شخصية وأسلوب لعب، وثقافة عمل إدارية عميقة.
أشعر بالفخر وأنا أتتبع المطالبات “الجماهيرية” بالتعاقد مع “جواهر” كرة القدم في أوروبا، فقد رفع مشروع الاستثمار في الرياضة الذي أطلقه ولي العهد، مستوى الطموح في أن تظفر أنديتنا بما تشتهي وترغب من اللاعبين والمدربين، لدرجة جعل الأمر يشبه اختيارات هواة “البلايستيشن” في نسخ اللعب الافتراضي “فيفا” وتسبب في أن يجعل عالم كرة القدم “الفعلي” في حالة استنفار وترقب لم يسبق له أن مر بها في تأريخه الطويل.
لكن ما ذهب إليه البعض أبعد مما سيحدث، فقد بدأ الأمر وكأنه حالة طلاق اللاعب السعودي والتهوين من نجومية عناصره، وهذا غير صحيح فمن يملك اللاعب السعودي المميز الموهوب النجم، سيكسب الجولة، أما أعلى درجات التفوق فهي إذا وصل الفريق إلى مرحلة صهر القائمتين في قالب واحد، حيث تجعل اختيارات المدرب مرنة تتناسب مع كل مباراة وكل جزء من زمن المباراة الواحدة.
خطورة الحماسة الجماهيرية والإعلامية، على استقطاب كبار نجوم العالم يجب ألا يتبعه انتقاص من اللاعب السعودي الكفء، أو يدخله مع غيره في مقارنات غير متكافئة، إما عن حماس أو جهل أو بهدف تحطيمه لأي سبب.