|


سعد المهدي
أحلام لا تبددها شمس النهار
2023-09-23
كل عام تمر علينا ذكرى توحيد البلاد نكون فيها أكثر إقبالًا على دفع عجلة التنمية، ومشغولين بالمستقبل أكثر وأكثر، ونقف على أرض مستقرة آمنة، وننعم في رخاء ورفاه، وتواشج ولحمة، وهي نعم نحمد الله عليها، وبالحمد تزداد النعم.
الـ 93 عامًا تحققت فيه أمانٍ عظام، إلا أن السعوديين أمانيهم تتعاظم وأحلامهم تقودهم إلى صنع المعجزات التي تقرب مسافات سباق قطار المستقبل، وتطوي محطاته بلا توقف، وفي إحدى عرباته “الرياضة” يرفع رجالها وفتيانها شارات النصر.
قبل حلول 23 سبتمبر من هذا العام، كانت “السعودية والسعوديون” قد ألهموا دول وشعوب دول ما تسمى “النامية”، أن من يقرر من تكون “نحن”، لا فرجة بعد اليوم لما يفعله “غيرنا”، بل المشاركة والمنافسة، “التقدم” ساحته تتسع للجميع، من الطامحين القادرين على تحويل الأحلام إلى حقائق.
كان الميركاتو الصيفي الخاص بانتقالات لاعبي كرة القدم خطابًا سعوديًا واضحًا لما يراد له ومنه، متجاوزًا كل محاولات التشويه والتشكيك، دفع بالفكرة إلى أن تكبر وتبلغ مداها، أعجزت محاولات التصدي وأرغمت الكل على الاعتراف أنها ناجحة قبل أن تدور عجلة المسابقات، خاصة وقد بنيت على محيط متكامل من الرياضات المتنوعة التي لا تقل شعبية.
هذه القوة التي توصف بالناعمة، اندفعت مزاحمة على “الكعكة” التي كان يُزعم أنها “محرمة” على غير بعض دول أوروبا، اقتطعت منها نصيبًا مستحقًا أهميته في تأكيد أن الحلم الذي ترسمه لنفسك، وتثق أنك تملك “مهره” وتخطط لتحقيقه ليس أحلام ليل تبدده شمس النهار، وما يؤمل منه أكثر مما تحقق إلى أن يكون منهج حياة، وطريق لتحقيق كل ما تستحقه بلادنا وشعبها، بعقول وإرادة أبنائها.
علينا دائمًا الفصل بين تطلعاتنا “الخاصة” وما نريد أن يتحقق لذواتنا أو لأنديتنا، بحسب انتمائنا لها، وبين مشتركات تجمع بيننا ترفع من قيمة فعلنا الرياضي الوطني، وهي وإن كانت لا تتناقض كثيرًا ألا أن ما يلحق بها من تشويه ينعكس بالضرورة عليها، ولعل مثل هذه المناسبات الوطنية الجامعة أن تكون محطة استذكار لمن نسي، واستيقاظ لمن غط في النوم.