|


سعد المهدي
الهلال بعيدا عن التهويل
2023-10-29
من الطبيعي ألا يقر منافسوك بأفضليتك، على الرغم من أنه من الأفضل لهم فعل ذلك حتى يمكنهم تقريب المسافة الفاصلة بينكم “الواضحة رقميًا”، وإن كان عدم الإقرار من جهة ثانية يحمي “التنافس”، ويجعله دائمًا.
الذين “يهولون” من حجم الهلال إن كانوا من غير أنصاره لديهم ما يستندون إليه، أما إن كانوا من “أنصاره” فهم يفعلون نفس ما تفعله أنصار الأندية الأخرى حتى تلك التي لا توازي فنيًا وإنجازات وشعبية وتاريخ نصف ما يملكه الهلال.
كما أن “الانتقاص” من حجم الهلال وما يفعله وينجزه يفترض ألا يغضب الهلاليين أكثر، مما يدفعهم إلى استثماره كتغطية تمكنهم من تحقيق كل ما هو متاح وسط تعمية “البعض” عن حجم ما يخسرونه نتيجة “التضليل” الذي يتعرضون له، بأن الهلال لا يزيد عنهم بشيء.
أمر مهم فيما يتعلق “بالميول والعشق” فهما لا يرتبطان بالضرورة بقيمة النادي أو بطولاته أو شعبيته، وبالتالي يجب أن نتقبل تساوي النادي “أ” بالنادي “ب” عند أنصار الناديين، رغم الفوارق الشاسعة بينهما لكن هذا القبول ينتهي عند المقارنة بمعايير الأفضلية، التي ليس بينها العشق والعاطفة، فتلكما مشاعر تخص، ولا تعم.
مهما نال الهلال من مديح أو ذم، لا يغير من أمره شيئًا بل ويمكن اعتباره عاديًا، إن قبل أو رفض وإن شوهت انتصاراته أو طعن في إنجازاته، يخطئ من يعتقد أنه يمكن له تسريع الخطوات أو إعثارها “بكلام”، لقد تجاوز الزمن هذه المرحلة ووصل الهلال، لمحطة قصية، انتهت قبلها المطاردة.
وعودًا على الهلال فإن أنصاره يبالغون في دفعه لينتصر وينجز بلا هوادة دون الأخذ بالاعتبار أنه أنجز ما يكفي مرحليًا وعليه أن يسبق منافسيه في التحول إلى منظومة رياضية تحاكي نظراءه من أندية العالم في شقيها الرياضي والاستثماري، خاصة أن بلادنا تتجه إلى تجويد كل مخرجاتها لجعلها منافسة أو مشاركة بندية مع غيرها، من دول العالم.