|


أحمد الحامد⁩
تغريدات الطائر الأزرق
2024-01-29
مقال اليوم لتغريدات الطائر الأزرق تويتر (إكس)، ومع أني قرَّرت استخدام اسم (إكس) بدلًا من تويتر بشكلٍ نهائي، لكني لم أجد بديلًا لكلمة تغريدة، فعلًا.. فماذا نُسمِّي التغريدة في وقتٍ تبدَّل فيه اسم تويتر إلى (إكس)؟ لذا سأبقى حاليًّا أستخدمُ الاسمين معًا.
التغريدات طوال الأسبوع الماضي كانت متنوعةً، لكنَّ كأس آسيا، ووصول إنتر ميامي إلى الرياض بقيادة ميسي، كانا لهما النصيبُ الأكبر منها. عودةُ المواجهة بين ميسي وكريستيانو حدثٌ رياضي عالمي، استطاع كأس موسم الرياض تحقيقه لجمهور الكرة حول العالم، كما أن مباراتنا أمام كوريا الجنوبية أخذت نصيبها من التغريدات، وعبَّر أغلبها عن ثقة الجمهور بعبور الصقور الخضر إلى دور الثمانية.
أبدأ بأول تغريدةٍ، واخترتها من حساب screen mix. التغريدةُ اقتباسٌ لأجاثا كريستي: (لماذا نغلق أعيننا عندما نضحك بشدة، وعندما نحلم، وعند العناق، وعند الخشوع، لأن أجمل ما في الحياة لن تراه بعينيك، بل ستشعر به بقلبك). تغريدةٌ تصلح للشباب العشَّاق، والعزَّاب الذين ما زالوا يتردَّدون في اتخاذ قرار الزواج ممَّن يحبون. إليكم هذا المثل الإفريقي، الذي غرَّد به حساب أمثال عالمية: (الرجل الذي يتسكَّع حول فتاةٍ جميلةٍ دون أن يتحدَّث عن نواياه، ينتهي به الأمر بجلب الماء للضيوف في حفل زفافها).
الأستاذ داود الشريان بثَّ تغريدةً رائعةً، لا يقولها إلا خبيرٌ كما «أبو محمد»: (ينتابك شعور بعدم الرضا بعد فراغك من عمل ما، تقول لنفسك كنت أستطيع أن أؤديه في شكل أفضل. وتمر بحالة ندم! لا تهوّل من خطئك، لا تستعذب الشعور بالذنب. توقف عن لوم نفسك. إذا قام الإنسان بعمل ما، فهو أقصى ما يستطيع فعله في تلك اللحظة). هاشم الجحدلي من أجمل مَن يقتطفون اقتباسات الأدباء، ونحن متابعوه على تويتر ممتنون لذائقته الحكيمة: (إلى الأبد أنا في صف الفذ جان لوك جودار حين قال: أعتقد أن الإحساس الأروع في العالم ليس أن تحب، بل أن تطمئن). شروق القويعي غرَّدت بحلٍّ سحري للتحليق بخفة في الحياة. تغريدةٌ تختصر عناء البحث وكل الطرق المنتهية بـ «لا شيء»: (كلما رأيت ركض الناس خلف السراب، ومعاركهم التي لا معنى لها، ومناوشاتهم الفارغة، وأحقادهم التي تأكلهم سلبًا، أتساءل: هل يدركون حقيقة الحياة العابرة؟ ماذا لو نظروا إليها من منظورٍ جوهري عميق؟ حتمًا سيتعاملون معها كما تستحق، ويحلقون كالطير بخفة أرواحهم). أخيرًا، أورد ما قاله محمود درويش، وغرَّد به حساب أحجية للنشر: (أحب الحديث معك، رغم أني لا أملك ما أقوله).