|


أحمد الحامد⁩
عندما أخطأ كلينسمان وابتسم!
2024-01-31
كنت أعتقد بأني كبرت وعقلت، وأني لم أعد (أشخصن) الأمور، من ينتقدني أفهم أنه ينتقد شيئًا ما فيني، هو لا يعنيني كلي. هو لا يحمل شيئًا ضدي. لكني اكتشفت أني ما زلت أشخصن الأمور إلى أبعد حد إذا ما شعرت بمسحة من عدم احترام وتقدير. وهذا ما شعرت به تجاه يورجن كلينسمان عندما ابتسم وهو يتلقى هدف التعادل في مرماه. كان التعادل يبعده عن اليابان ويضعه مقابل صقورنا الخضر. أزعجتني ابتسامته، وصفته وأنا على حق بأنه جاهل بتاريخ الكرة الآسيوية، وأنه قبِل تدريب منتخب كوريا الآسيوي لكنه لم يراجع سجلات البطولة. أخضرنا أفضل من الكوري الجنوبي تاريخيًّا، كما أنه بحسابات اليوم الكروية واحد من أقوى ثلاثة منتخبات آسيوية. لست وحدي من يقول، التاريخ يقول إننا حققنا ثلاث بطولات من أصل 6 وصلنا فيها للنهائي. تأهلنا لنهائيات كأس العالم عدة مرات للدرجة التي صار تأهلنا أقل فرحة لأننا اعتدناه. فزنا على الأرجنتين حامل اللقب لعبًا ونتيجة، ولا أحد يفوز على الأرجنتين إن لم يكن يملك قواعد حقيقية للفوز على أفضل منتخبات العالم، لسنا أقوى من الأرجنتين لكننا فزنا لأننا استطعنا الفوز. ربما لم يكن كلينسمان يقصد شيئًا، ربما، لكني كما الكثيرون غيري فهموا ابتسامته على النحو الذي فهمته. كنت أريد أن نفوز على كوريا الجنوبية فقط، لم أعد أفكر بشيء آخر، وأي شيء آخر لم يعد يهمني، لم يعد طموح تحقيق اللقب غايتي، لقد شخصنتها فعلًا، أردت الفوز عليه حتى وإن خرجنا من دور الثمانية. ربما الآن وبعد المباراة خفت الشخصنة عندي أو زالت، كنت أشاهده على الشاشة وهو مرتبك، ومرتعب، يلهث ويتحدث مع نفسه، كان لغاية الدقيقة 99 يعيش أسوأ حالاته. استمعت لتصريحه بعد المباراة، كان كمن ألقي له طوق نجاة وهو في فم الأسد. أثنى على الصقور وتحدث عن المباراة بمنطقية. استعاد توازنه، وعاد عقله للمنطقية. المنتخب السعودي خرج من البطولة والجميع يرفع له قبعة الاحترام والتقدير والإعجاب، خرج بعد أن قدَّم والكوريون أجمل مباراة وأفضل مستوى في البطولة. أعلم بأن كرة القدم تشبه الحياة، لا تجد فيها الإنصاف دائمًا، وأدرك أن الفريق الذي يريد تحقيق اللقب عليه أن يتجاوز أي فريق يعترضه مهما كان. لم يحالفنا الحظ في هذه البطولة، غادرنا من دور الـ 16 بينما تأهلت فرق لدور الـ 8 فرق تصنيفها الدولي أقل منا بكثير، لكنها كرة القدم. كلمة شكر لا تكفي لجمهورنا الوفي، وإذا لم يحقق منتخبنا اللقب هذه المرة، فإن لقب أجمل جمهور لا يليق إلا بجمهورنا الرائع.