|


أحمد الحامد⁩
كلام في البطولة الآسيوية
2024-02-02
ليس من العاطفة أن أقول إن خروج المنتخب السعودي من دور الـ 16 أحدث هزة في شكل البطولة الآسيوية، لقد خرج المنافس العربي الأقوى، ولا شك أنه خروج أراح اليابانيين والكوريين كثيرًا، وزاد من اقتراب أحدهم للقب. المنتخب الأردني لديه فرصة للمضي خطوة للأمام، لديه فرصة كافية للفوز على طاجيكستان متوسط المستوى والتأهل لدور الثمانية، ولا يبدو لغاية الآن أن لدى المنتخب الطاجيكي شيئًا يخفيه، بإمكان المنتخب الأردني الفوز إذا ما حافظ على روحه العالية. المنتخب القطري سيبدأ اختباره الحقيقي أمام أوزبكستان، قدم القطريون مستوى جيدًا، لكنهم لم يظهروا ملامح البطل لغاية الآن، ربما في مباراتهم أمام أوزبكستان سيثبتون ذلك. يصعب حصول أحد المنتخبين العربيين المتبقيين على اللقب مع قوة اليابانيين والكوريين وعناد الأستراليين، من يدري؟.. إنها كرة القدم.
مشكلة البطولة الآسيوية هذه أنها جاءت بعد عام من نهائيات كأس العالم، ما زالت الذاكرة تحفظ مستوى مباريات كأس العالم، ما زالت العيون لم تمل من مشاهدة لقطات وأهداف المونديال. لذا بدت بعض مباريات البطولة الآسيوية هزيلة ومملة، حتى أننا شاهدنا بعض اللقطات التي لا تحدث إلا في مباريات الدوري الضعيف. كان قرار وجود 24 فريقًا متسرعًا، ربما أرادوا جعل البطولة أكبر، أو لأسباب تجارية، المؤكد أن زيادة عدد الفرق المشاركة جاء على حساب مستوى البطولة الفني.
من مصلحة أي بطولة عربية أو آسيوية أن يصل فيها المنتخب السعودي إلى الأدوار النهائية، لأن البطولة ستكسب حضورًا جماهيريًا سعوديًا يعطيها طابع النجاح الجماهيري، سواء داخل الملعب أو خارجه. قرأت العديد من التغريدات عن فقدان أجواء البطولة الآسيوية للجمهور السعودي، وأن خروج المنتخب أثّر على أجواء البطولة بأكملها. جمال الجمهور السعودي حكايته حكاية، هو خلطة من الوفاء والحماس والأخلاق العالية، هتافاته طربية، وألفاظه مؤدبة، وعند موعد كل آذان يجتمعون للصلاة معًا في مشهد يدعو للفخر بهم.
مارادونا: «لو كنت في زفافي وأرتدي الأبيض، ورأيت كرة متسخة بالطين في الهواء سأستقبلها بصدري دون أي تفكير».