|


أحمد الحامد⁩
كلام ويك إند
2024-02-02
ـ أحاول أن أطبق مفهوم الإجازة، أن أستريح وألا أفعل ما اعتدت فعله طوال الأسبوع، حاولت مرات كثيرة وفشلت، حتى في تلك المرات التي سافرت فيها مبتعدًا عن مقر العمل وجدت نفسي أعمل عن بُعد. اليوم أفسر السبب أن طبيعة عملي تعتمد على الأفكار، والأفكار لا مواعيد أو أماكن لها، قد تأتيك قبل أن تغمض عينيك لتنام، أو من خلال كلمة تسمعها أثناء عبورك الطريق. الصوت الداخلي يقولي لي الآن: من زين أفكارك!
ـ ارتفع مستوى مباريات كأس آسيا مع دور الـ 16. الكوريون يلعبون إلى آخر نفس، سجلوا التعادل أمام منتخبنا في الدقيقة الأخيرة، وسجلوا هدف التعادل أمام أستراليا في الدقيقة الأخيرة. لا يفقدون الأمل حتى في اللحظات الأخيرة. لكنهم يعانون من عجز في التسجيل في الوقت الأصلي، وإذا ما كان يحسب لهم تسجيلهم في الوقت الإضافي، فإن عدم تسجيلهم في الوقت الأصلي يحسب عليهم. أشاهدهم الآن مع بداية الشوط الإضافي الأول، ولا أدري إن كانت ستسلم جرتهم هذه المرة.
ـ منذ الأمس وأنا أفكر فيما قاله البرازيلي أندرسون أوليفيرا عن كريستيانو رونالدو، أندرسون كان زميل كريستيانو في مانشستر يونايتد، وأقام في منزل كريستيانو قرابة العام. قال: كان علينا الذهاب إلى النادي في الساعة 6:30 صباحًا، لأن رونالدو كان يتدرب في ذلك الوقت، بينما ننام أنا وناني على النقالات، ولو كنت أملك 5 في المئة من عقليته لكنت من بين أفضل 20 لاعب خط وسط في ذلك الوقت. كلام أندرسون المحترف يوضح إلى أي درجة أن كريستيانو يدرك أن التطور والمحافظة على المستوى لا يمران عبر الطريق السهل، وأن ضريبة النجاح قاسية، وأن الحصول على شيء يقابله ترك أشياء. ليست المرة الأولى التي أقرأ فيها عن مضاعفة كريستيانو للتدريب، وعن قوته في المحافظة على الانضباط، ولا أجد لاعبًا آخر استطاع تغيير فكرة اعتزال اللاعب في أول الثلاثين مثلما فعل كريستيانو. من يتعرف على جدول تدريب كريستيانو وقوته في الانضباط يفهم المجد الكروي الذي هو فيه. شارك في أكثر من 1200 مباراة رسمية، سجل أكثر من 850 هدفًا، سجل في 5 نهائيات كأس عالم وكأس أمم أوروبا، حصل على العديد من الجوائز أبرزها أفضل لاعب في أوروبا ثلاث مرات. لا يمكن أن نعتبر كريستيانو رونالدو مجرد أسطورة كروية، لا بد أن نأخذه مثالًا ناجحًا في العزيمة والإصرار، واللاعب الذي غيّر مدة العمر الافتراضي للاعب كرة القدم.