|


طلال الحمود
مانشيني الطاووس
2024-02-03
لم يكن مستغربًا خروج المنتخب السعودي من منافسات بطولة كأس آسيا لكرة القدم بطريقة أصابت الشارع الرياضي بخيبة الأمل، بعدما مهد المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني لهذا المصير خارج الملعب وداخله من خلال سلسلة قرارات كان يبحث فيها عن ذاته أكثر من السعي لتحقيق الانتصارات أمام المنافسين.
ويبدو أن مانشيني اختار الطريقة المناسبة للتعريف بشخصيته قبل البطولة وبعدها، حين تصرف غير مرة بغرور وغطرسة تسببا في حال جفاء مع بعض اللاعبين وأثرا على معنويات الفريق في التعامل مع الدقائق الحاسمة خلال مباراة المنتخب السعودي أمام نظيره الكوري الجنوبي، قبل أن يظهر ما بداخله قبل انتهاء اللقاء المصيري باتخاذ قرار الانسحاب من المشهد وترك لاعبيه يواجهون مرارة الخسارة مع جماهيرهم، ولم يخفف من هذه المشاعر إلا عزاء المدرب الألماني كلينسمان ونجوم المنتخب الكوري للاعبي الأخضر.
فشل المدرب الإيطالي طويلًا في خلق علاقة تعاون مع اللاعبين توازي ما نجح فيه سلفه الفرنسي رينارد الذي استفاد من حماسة شبان المنتخب السعودي واستعدادهم لخوض التحدي أثناء مواجهة الأرجنتين في مونديال 2022، محققًا نصرًا تاريخيًّا قاد أصحاب القمصان الخضراء إلى واجهة البطولة العالمية ومنح السعودية حضورًا إعلاميًّا لافتًا في الصحف ومحطات التليفزيون من طوكيو إلى لوس أنجليس.
ولا يمكن توجيه اللوم للمدرب روبرتو مانشيني وغض الطرف عن الدور السلبي للاتحاد السعودي لكرة القدم في التعاقد معه اعتمادًا على شهرته دون الالتفات إلى نقاط مهمة من شأنها تحديد مدى قدرته على تحقيق الأهداف والتأقلم مع أجواء كرة القدم السعودية، في إعادة لخطأ التعاقد مع الهولندي فرانك ريكارد قبل نحو 13 عامًا، وفترة عمله التي وصلت بالمنتخب إلى مرحلة القاع فنيًا ومعنويًا.
روبرتو مانشيني الهارب من حال اكتئاب كان يعيشها في إيطاليا، لا يبدو المدرب المناسب للمنتخب السعودي الذي يمكن المراهنة عليه لصناعة الفرق وتطوير أداء الفريق للظهور بمستوى جيد في المونديال المقبل، فضلًا عن الشك في قدرته على إعداد مجموعة مميزة من اللاعبين يمكنهم قيادة المنتخب في بطولة كأس العالم 2034 التي ستقام في السعودية.