|


أحمد الحامد⁩
كلام «ويك إند»
2024-02-10
* الطريقةُ التي توصل بها المعنى، لا تقلُّ أهميةً من المعنى نفسه، لذا هناك مَن نحبُّ الاستماعَ إليهم، والأخذَ بآرائهم ونصائحهم، لأنهم يوصلون لنا المعنى بأسلوبٍ جميلٍ، وقد يكون طريفًا، بينما قد لا نقبلُ أفضل النصائح والآراء الممتازة إذا ما جاءت بأسلوب فجٍّ. بالأمس، وفي دردشةٍ مع أحد الأصدقاء الأعزَّاء، قال: «امتلكت السرَّ الذي جعلني سعيدًا في السنوات القليلة الماضية». سألته: وما هو؟ فأجاب: «سأرسله لك عبر رسالة واتساب». وهذا ما أرسله: «مررت في أحد الأيام بمصَّحةٍ للأمراض العقلية، فسمعت هتافًا من داخل المستشفى، والمرضى يصرخون: 75 75 75 75. استغربت، والفضول دفعني لمعرفة ما يحصل في الداخل، لكنَّ السور كان مرتفعًا، ولم أتمكَّن من رؤية ما يحدث! ثم انتبهت لوجود فتحةٍ صغيرةٍ في السور، فنظرت من خلالها لأعرف ما يحصل، وإذا بأحد المجانين يُدخل عصا في الفتحة، فأصابت عيني، وصرخت من الألم! وعندها أخذ المجانين يصرخون بصوتٍ عالٍ: 76 76 76 76. نصيحة يا جماعة: لا تتدخَّلوا فيما لا يعنيكم».

* بالأمس أيضًا، قرأت هذا الخبر، ويبدو طريفًا، أو أنه نُشِرَ على أساس أنه طريفٌ: اضطرت شرطة كولكاتا في الهند إلى تقديم وجبة برياني باللحم لرجلٍ أربعيني مقابل عدوله عن الانتحار! الرجل منفصلٌ عن زوجته، ويواجه ضغوطًا ماليةً، إضافةً إلى خسارته وظيفته. «كانت حالته حالة» كما يقال، وقبل أن يلقي بنفسه من الجسر، حاولت الشرطة أن تنبِّهه إلى الخطأ الجسيم الذي سيرتكبه في حق نفسه، وحق أسرته، وأن المستقبل أمامه، وبالتأكيد يستطيع تعويض ما خسره، لكن فشلت كل المحاولات، إلا أن جاء أحد الذين يعرفون الرجل، وقال للشرطة: «اعرضوا عليه وجبة برياني، فهذه نقطة ضعفه». وما إن عرضوا عليه «صفقة البرياني» حتى نزل من الجسر!

* مع أن هناك مبارياتٍ جميلةً في البطولة الآسيوية، لكني توقَّعت بأنها ستكون أفضل في المستوى العام. قد يكون خروج الأخضر المبكر سببًا في قناعتي هذه، فربما قلَّل ذلك الاهتمامَ عندي بالبطولة كلها. الجيدُ في كأس آسيا صعودُ منتخبين عربيين للمباراة النهائية. المنتخبُ الأردني يشبه التيار الذي يصعب إيقافه، بينما يصعب على المنتخب القطري صاحب الخبرة التفريط بلقب البطولة المقامة على أرضه. ستكون مباراةً ممتعةً على ما أعتقد. في كل الأحوال مبارك للمنتخبين على هذا الوصول.