|


خالد الربيعان
توثيق
2024-03-24
«من لا تاريخ له، لا حاضر ولا مستقبل له» أؤيد بشدة هذه المقولة العظيمة، فمن يريد أن يبني مستقبلًا ناجحًا فعليه أن يستند ويعود إلى ماضيه، وهذا ما أتحدث عنه في موضوع توثيق البطولات، ليس فقط للأندية السعودية بل لتوثيق الرياضة السعودية ككل.
الأمر مهم جدًا، وأصبح مطلب الأندية السعودية، وهذا ظهر في تصويت الجمعية العمومية في الاتحاد السعودي لكرة القدم على مشروع فريق توثيق تاريخ كرة القدم السعودية، إذ صوَّت 46 عضوًا، من أصل 49 عضوًا على إقرار المشروع، وهذا يؤكد أهمية هذه الخطوة التي أعتبرها تأخرت كثيرًا، ويجب تنفيذها على الفور خاصة وأن دولًا كثيرة قد سبقتنا في توثيق بطولاتها مثل إنجلترا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرازيل والمغرب ومصر، لذلك يجب الاستفادة من نماذج هذه الدول ومحاكاتها في موضوع التوثيق الذي تم هناك والممارسات التي تمت من هذه الدول السبع، وغيرها الكثير.
ولكي أثبت لكم أهمية هذه الخطوة تسويقيًا دعوني أطرح عليكم سؤالًا هامًا جدًا: ما هي علاقة توثيق بطولات الأندية بالاستثمار؟ بالطبع هناك علاقة مشتركة بينهما، فالمستثمر يحتاج إلى أرقام لكي يدرس جدوى الاستثمار في الأندية التي تحتاج هي أيضًا إلى الأرقام لتوقيع عقود رعاية مع شركات عالمية ومحلية لرعاية الاتحادات الرياضية، وهذا ما نعاني منه الآن من عدم توافر الأرقام والإحصاءات لإغراء هذا المستثمر أو الشركات بتوقيع عقود استحواذ أو شراكات، والأندية بالطبع هي الخاسر الأكبر.
ما أرجوه بالطبع أن ينتهي عمل لجنة توثيق بطولات الأندية بالفعل في مارس من عام 2025 بشكل رسمي، لأنني أرى أن الرياضة السعودية قد تضررت كثيرًا من عدم الاهتمام بالتوثيق والاستثمار في البطولات من خلال بناء الخطط الاستراتيجية التسويقية والبيعية وإدارة العلاقات التاريخية وحصر الإنجازات الفردية ونوعية البطولات وتقييمها.
في النهاية، أود أن أطرح عليكم سؤالًا مهمًا وأنتظر إجابته منكم: هل من يرفض توثيق البطولات للرياضة السعودية يريد أن تستمر رياضتنا في الجهل ليخسر الوطن ثروة الحقيقة في التاريخ؟ أعتقد أنني أعلم الإجابة عن هذا السؤال.