|


أحمد الحامد⁩
تغريدات الطائر الأزرق
2024-03-26
أجواءُ تويتر «إكس»، كانت متنوعةً في الأيام الماضية، إذ ينشط المغردون بعد الفطور، حيث يعطي الطعام نشاطًا للأجساد والألسن أيضًا. أقولُ للألسن، لأنني قبل يومين تحدَّثت مع أحد الأصدقاء قبل الفطور عن أمرٍ ما، وكنت هادئًا مسالمًا، وفي الحقيقة لم تكن عندي طاقةٌ لأعترض على ما يقول! ثم اتصلت به بعد الفطور، وبمجرد أن استمع إلى نشاط صوتي وحيويته، قال: "ها.. فطرت وصار عندك قوة وتبي تهاوش؟". كلماتُ صاحبي وصفٌ دقيقٌ لعديدٍ من الناس ممَّن يبدون مسالمين، بينما هم ليسوا كذلك، بل ضعفاء وبلا قوةٍ، وبمجرِّد حصولهم على القوة، يظهرون على حقيقتهم. الصفات الحقيقية تظهر عندما تسنح الفرضة، أو يتهيأ الموقف!
أبدأ بأول تغريدةٍ، واخترتها للدكتور شجاع القحطاني: «سئل الفيلسوف اليوناني طاليس، ما هو أسهل شيء: فقال أن ينصح الإنسان غيره». ذكَّرني ما قاله طاليس بنا عندما نقوم بنصح غيرنا، ثم نقع في مشكلاتٍ تافهةٍ، يستغرب منها الذي نصحناه! لن أبتعد عن الحكماء، وسأستمر في حكاياتهم، وهذه تغريدةٌ لعلي بن علي، كتب فيها: «حضر حكيمٌ إحدى المناسبات، فرآه أحد الحاضرين يشرب القهوة كثيرًا، فسأله: أراك تدمن القهوة؟ فردَّ عليه الحكيم: هل تعلم أن جدي عاش 90 سنةً؟ فقال له: هل كان جدك يدمن القهوة مثلك؟ قال له: لا.. كان لا يتدخّل في شؤون أحد».
«فلسفة ملهمة» غرَّد عن حقيقةٍ، قد تخفيها بعض الظروف، والتغريدةُ اقتباسٌ لشكسبير: «عندما يصبح البحر ساكنًا، يصبح الجميع بحَّارة ماهرين». حكمةٌ ثانيةٌ، أوردها هاشم الجحدلي لصموئيل بتلر: «حكمة الليلة وكل ليلة، لقد كان صموئيل بتلر صادقًا حين قال: واحدة من المهارات الرئيسية في الحياة أن تعرف ما يجب إهماله. فلا تخسروا طاقاتكم وانفعالاتكم وردات أفعالكم على مَن وما لا يستحق».
نقاشٌ تويتري، دار بين سينار سعيد، والأستاذ عبد الرحمن الراشد، وهو نقاشٌ مهمٌّ، وأتمنى من كل مَن يفكر بالتوقف عن متابعة تعليمه، أن يلتقط ما قاله الأستاذ عبد الرحمن. التغريدة الأولى لسينار: «التحصيل الدراسي رغم أهميته.. ليس مقياسًا وحيدًا على الذكاء والنبوغ والأمثلة في التاريخ عديدة». وأجاب الأستاذ عبد الرحمن: «أتفق مع سينار سعيد، ليست المقياس الوحيد. العديد من العباقرة مثل أينشتاين رسب في اختبار القبول الجامعي مرتين، وتوماس إديسون اضطرت أمه إلى تعليمه في البيت بعد طرده من المدرسة، وحتى ستيف جوبز يقول إنه ترك الجامعة ولم تكن عنده شهادة وتعلم ذاتيًّا، وكذلك بيل جيتس لم يكمل الجامعة. وعندما نقول إن اختبارات التعليم أو الذكاء ليست أحكامًا على الفشل لمَن لم ينجح فيها، فهو أيضًا ليس مبررًا للتهاون مع التعليم، كما أن حالات التفوق بين الخارجين عن سلك التعليم نادرة، أما الغالبية من الذين لا يتعلمون، أو يتركون التعليم، عادةً يفشلون في حياتهم المهنية». أخيرًا، هذه تغريدة ظريفة لأحمد باسي: «الرجل الذي يرى زوجته تخبز وتطبخ وتغسل كل يوم.. ولا يأتي لها بزوجةٍ ثانيةٍ لمساعدتها فهو عديم الرحمة».