سقطة آسيوية في كوالالمبور

عاقــب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم منتخبات المجموعة الأولى في التصفيات الآسيوية المؤهلـــة لنهائيات كأس آسيا للناشـــئين 2010م التي تضم (السعودية والكويــــت وأوزباكســـتان وأفغانستان وباكستان) بسبب عدم استضافة أي منها لمباريات المجموعة الأولى وتمثل العقاب في اختيار الاتحاد الآسيوي لملعب في العاصمة الماليزية كوالالمبور متواضع جدا وصغير لا تتوفر فيه شروط ملاعب كرة القدم النظامية القانونية ولا يتناسب مع مباريات المجموعة الأولى التي تضم منتخبات لها ثقلها في القارة الآسيوية ولها مكانتها أيضا في العالم مثل المنتخبات السعودية والكويت وأوزبكستان رغم قيام الاتحادات الأهلية للمنتخبات المشاركة بدفـــع مبالغ ماليـــــة وصلت إلى 43 ألف دولار أمريكي أي (215) ألف دولار أمريكي مجموع ما دفعته الاتحادات الأهلية للمنتخبات الخمسة تم تأمينها للاتحاد الآســـيوي لاستضـــــــافة مباريـــات هذه المجموعة، إلا ان الاتحاد الآسيوي قام باستئجار ملعب من إحدى الشركات العالمية لإقامة المباريات عليه.
ويبدو ان اختيار هذا الملعب جاء لعدة اسباب أولها رخص سعره حيث تم استئجاره مقابل 200 ريقنت (عملة ماليزيا) أي ما يعادل 210 ريالات (العملة السعودية) للساعتين رغم وجود ملاعب عديدة في ماليزيا أفضل بكثير من هذا الملعب المتواضع جدا منها ما هو تابع للاتحاد الماليزي وغير ذلك مثل ملعب بوكيت جاليل الوطني وملعب KLFA وهو ملعب كوالالمبور الرئيسي وملعب MPS وملعب ماي بنك (MAY BANK) وملعب بترول نـــاس (PETONAS ) وملعب (MBP) وملعــب (شاه علم) إلا أن اللجنة المنظمة أصرت على هذا الملعب صاحب الأرض السيئة والإضاءة الضعيفة والمدرجات الخشبية ومقاعد البدلاء العادية والكراسي التي تمت إضافتها لمقاعد البــدلاء والمكشـــوفة للجماهيــــر دون حمايـــة.كما تمت جدولة المباريات على فترتين، الأولى تبدأ عند الساعة الثانية ظهرا بتوقيت ماليزيا صاحبة المناخ الاستوائي الحار والرطوبة العالية التي تعيشها مدينة كوالالمبور أغلب فتراتها والمباراة الثانية تبدأ عند الخامسة عصرا وتنتهي قبل غروب الشمس لضعف إنارة الملعب وقلة الإنارة به.يذكر أن المنتخب السعودي للناشئين أدى جميع تمارينه أثناء معسكره الإعدادي الذي سبق المباريات الرسمية على نفقته الخاصــة وكذلك تمارينه أثنـــاء مباريات المجموعة وذلك لسوء أرضية ملعــــب المباراة ولقرار اللجنــــة المنظمــــة بعدم اســـتخدام ذلك الملعب للتمرينات عند هطول الأمطار حتى لا تسوء أكثر أرضية الملعب أكثر، حيث تمرن الأخضر الصغير في ملعب (Petaling Jaya) عند الخامســــة مساء وهو ملعب كبير تتوفر فيه جميع الشروط. وأجمع المتابعون على أن الاتحاد الآسيوي فشل في تنظيم تصفيات هذه المجموعة التي تشارك فيها منتخبات كبيرة وعريقة وفضل إقامة المباريات على ملعب متواضع رغم أنه يحرص على التنظيم الجيد والملاعب الجيدة التي تتوفر بها الشروط المطلوبة للمسابقات حتى على مستوى الأندية وليس المنتخبات حيث سبق وأن قام ممثلوه بزيارات مكثفة ومستمرة للأندية المشاركة في دوري أبطال آسيا ووضع الشروط والأنظمة وحرص على تنفيذها، فقد قام عدد من أعضاء الاتحاد الآسيوي بزيارات مكثفة للأندية المشاركة في دوري أبطال آسيا منها ما هو تحت ذريعة دوري المحترفين الذي يطالب به الاتحاد وسبق وأن قامت اللجنة الخاصة بذلك بزيارة الملاعب السعودية ووضعت شروطها ومواصفاتها وطالبت ببعض التغييرات الهندسية ومنها مقاعد وأماكن جلوس الإعلاميين ومنطقة الميكس زون وغير ذلك من الأمور حتى انه سبق وان هدد بعض الأندية والاتحادات الأهلية بضرورة التغيير حتى لا يتم استبعادهم من المشاركات في البطولات الآسيوية، ورغم ذلك كله فقد فشل في تنظيم تصفيات هذه المجموعة واختار لها ملعبا لا توجد فيه ساعة تظهر النتائج ولا الوقت كما هو معمول به على أقل تقدير في البطولات الضعيفة، وبدلا من ذلك تم استحداث نظام يدوي وبدائــي جدا عبارة عن لوحة ذات قاعدة حديدية يتم وضع علمي المنتخبين المتبـــاريــــين مطبوعـــين على ورق A4 ويتـــم تغييرها مع كل مباراة مع وضع نتيجة المباراة بنفس الطريقة السابقة عن طريق ورق مطبـــــوع رسمت عليه أرقام تبدأ من 0 حتى رقم 10 ويتــــم وضع النتيجـــة وفق نتيجـــــة المبـــاراة لحظة بلحظة حيث يقوم بعض أعضـــــاء اللجنــــة الفنية بالاتحاد الآسيوي والمشرفين على مباريات المجموعة الأولى بوضع تلك الأعلام قبل كل مباراة ومتابعة النتيجة لإلصاق الأرقام وقد اكتفى الملعب بساعة تحمل اسم الشركة فقط موضح بها الوقت فقط.
وفي يوم مباراة المنتخب السعودي للناشئين ومنتخب أفغانستان بدأت اللجنة برفع أعلام الدول المشاركة أثناء سير المباراة بدل من رفعها قبل بدء مباريات المجموعة بوقت كاف.
وحول هذه الأمور التي أدهشت جميع المشاركين الذين أبدوا استغرابهم وتذمرهم، توجهت "الرياضيــة" بالسؤال إلى مدير قســــم المسابقات بالاتحاد الآسيوي والمشرف على مباريات المجموعة الأولى براين سي مي عن سبب إقامة مباريات المجموعة في ملعب لا تتوفر فيه الشروط والأنظمة القانونية لإقامة مباريات رسمية مهمة كتصفيات كأس آسيا لكرة القدم للناشئين واختيارهم لهذا الملعب الذي لا يتوفر فيه أدنى مستوى من الإمكانيات المطلوبة، فقال: إن وقت استضافة مباريات المجموعة كان ضيقا جدا بعد انسحاب منتخب سيريلانكا واعتذاره عن عدم الاستضافة وكذلك رفض بقية المنتخبات المشاركة استضافة المباريات ولذلك لم يكن هناك وقت كاف لحجز ملعب للمباريات حيث إن جميع الملاعب كانت مشغولة ولم يوجد سوى هذا الملعب فاخترناه مجبرين حيث لم يكن لدينا الوقت للبحث عن ملاعب أخرى.
وعما إذا كانت هناك ملاعب أخرى أفضل من هذا الملعب قال براين: نعم هناك ملاعب كثيرة أفضل من هذا الملعب ولكنها مشغولة وغير متوفرة لنا حاليا ولم يتوفر لنا سوى هذا الملعب.
وعن سبب إقامة المباراة الأولى عند الثانية ظهرا رغم حرارة الطقس قال برايــــن: للأسف إضاءة الملعب غير جيدة ولا يمكـــن معها اللعب في المساء ولذلك اضطررنا للعب المباراة الأولى في وقت الظهر والثانية عصرا قبل المساء. وعن درجات الحرارة المرتفعة وتأثيرها على اللاعبين حيث يفترض عدم اللعب في مثل هذا التوقيت رفض براين التعليق وقال: أنا أتحدث وفق الصلاحيات التي لدي والملاعب الأخرى مشغولة.وفي سؤال عما إذا كان الملعب قانونيا، أجاب: لا طبعا ونحن نعلم أنه ليس بالمستوى الذي نريده ولكن هذا هو المتوفر لنا حاليا.
يذكر أن جميع العاملين في الإشراف على مباريات المجموعة الاولى قدموا كل ما لديهم من جهود لخدمة المنتخبات المشاركة وقاموا بتطبيق الأنظمة الروتينية في البطولة كالكشف على بطاقات اللاعبين وتنظيم دخولهم ورفع الأعلام الخاصة بالدول مع كل مباراة وعلم اللعب النظيف ودخول وخـــروج المنتخبات وإصدار البطاقـــات الخاصة باللاعبين.