نواف بن فيصل بعد تصدر الرياضة السعودية للعرب آسيوياً يعلن
أكد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب نائب رئيس اللجنة الأولمبية السعودية رئيس البعثة السعودية المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية السادسة عشرة بأن الرياضة السعودية لن تتوقف عند الإنجازات التي تحققت لها في دورة الألعاب الآسيوية وحصولها على المركز الأول عربياً وأن الخطوة المقبلة هي متابعة تلك الاتحادات التي لم تقدم الأداء المرضي والسعي لمعرفة نواقص عملها بكل تفاصيلها وتحديد مكمن الخلل.
وقال الأمير نواف في حديثه لـ"الرياضية" بعد الإنجازات السعودية: ما تحقق أسعدنا لأنه يمثل الوطن وحقـق للوطن وأن 90% مما توقعناه قد تحقق ولن نغفل الـ 10% المتبقية.
وكشف الأمير نواف عن العديد من الخطط المستقبلية التي تسعى الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية لتحقيقها خلال الفترة المقبلة والتعاون الذي تنشده مع وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم لبناء مستقبل أكثر إشراقاً للرياضة السعودية.
وأوضح الأمير نواف أن هناك تواصلاً مستمراً مع وزارة المالية للعمل على زيادة الإعانة الخاصة باللجنة الأولمبية السعودية والاتحادات الرياضية لدعم خططها وأعمالها خاصة وأن هناك زيادة بأكثر من 14 اتحاداً أي بمعدل 100% عما كانت عليه في السابق.
وذكر الأمير نواف أن محاسبة الاتحادات لا تأتي بمفهوم العقاب ولكنها محاسبة إدارية تعتمد على محاسبة كل اتحاد من خلال ما تم توفيره له ومعطيات واضحة لآلية العمل وهل تم تنفيذها أم لا.
الأمير نواف تحدث عن ثقافة اللاعب الأولمبي في المجتمع وكيفية التعاطي ودور القطاع الخاص والجامعات والمدارس والإعلام وأسس العمل المستقبلي للنهوض بالرياضة الأولمبية في ثنايا اللقاء التالي:
ـ حصول الوفد السعودي في أولمبياد أكبر قارات العالم آسيا على المركز الأول عربياً في تحقيق الميداليات ماذا يعني لكم كرئيس للوفد؟
نحن نشعر بالسعادة لأنها إنجازات تسجل للوطن وباسم الوطن الذي ذهبنا جميعاً لتمثيله فالسعادة تغمرنا ونحن نشاهد الاتحادات السعودية مثل اتحاد الفروسية وألعاب القوى والكاراتيه أنجزت وحققت الميداليات الآسيوية في محفل قاري كبير.
ـ وماذا عن بقية الاتحادات؟
كما ذكرت سابقاً هناك اتحادات كان مطلوباً منها تحقيق الإنجازات وأخرى كان يهمنا كثيراً متابعة أدائها. ولعلي أستطيع القول إن90% مما توقعناه وجدناه وتحقق ولله الحمد بناء على نتائج سابقة وعلى دراستنا لعمل كل اتحاد.
ـ ما هي الخطوة المقبلة؟
الخطة المقبلة هي متابعة شؤون الاتحادات التي لم يكن أدائها مرضياً والتي لابد من معرفة ما هي نواقص العمل فيها بكل تفاصيلها وهل العوائق إدارية أم فنية أو مالية فنحن نريد فحص ومعرفة هذه العوائق والتي ستتم خلال الأيام القليلة المقبلة.
كما أنني طلبت من جميع الاتحادات الرفع بما هو مطلوب لأداء عملهم على أكمل وجه خاصة أن جميع الاتحادات المحك الأساسي لها هي دورة الألعاب الآسيوية.
ـ لعل هناك أصوات قالت إذا كانت هناك اتحادات لا ينتظر منها تحقيق الإنجاز فلماذا ذهبت؟
لكي تعرف وتتيقن بشكل كامل وواضح ومعرفة مستوى الاتحادات ومتطلباتها فلابد من مشاركتها ومعرفة الأرقام التي من الممكن أن يحققها لاعبوها ونحن نعلم جميعاً أن الألعاب الفردية تختلف عن الألعاب الجماعية وكيفية التعاطي معها فالألعاب الفردية تعتمد اعتمادا كلياً على الأرقام وما يستطيع تحقيقه كل لاعب حتى لو لم يحقق ميدالية لكن الأرقام تعطي انطباعاً عن جهد وأداء كل اتحاد رياضي.
لذا وخلال الفترة المقبلة سيكون هناك إعادة هيكلة لآلية التعامل مع كل اتحاد حسب حاجته وحسب متطلبات المرحلة المقبلة حتى إعادة تشكيل الاتحادات الذي سيكون بعد أولمبياد لندن بإذن الله
لذا لابد الآن من العمل من خلال برنامج الصقر الأولمبي وغيرها من البرامج لتطوير عمل الاتحادات بما يوازي جهدها وأدائها.
ـ المشكلة الرئيسية للاتحادات لدينا دائماً في الميزانيات فبعض الاتحادات لا تتجاوز مليون ريال، فهل مبالغ مثل هذه تساعد الاتحادات على إعداد أبطال أولمبيين خاصة وأن اللاعب الأولمبي يكلف ملايين ليحصل على ميدالية؟
ما ذكرته ليس دقيقاً نوعاً ما .. وممكن إعانة الاتحادات تكون بهذا المبلغ ولكن ليس بهذا القدر الضئيل هناك إعانات قد تكون قليلة نوعاً ما ولكن في كل مشاركة سواء دولية أو قارية أو عربية أو خليجية يتم رصد مبالغ من بند المشاركات الخارجية لكل اتحاد رياضي يشارك خارجياً وحسب مشاركته وتصرف مباشرة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب ولا تكون من ضمن الإعانة السنوية المقررة للاتحادات. ومع هذا ما يصرف أغلبه لتسيير الأمور أكثر من كونها لتحقيق الإنجازات بمعنى أن الاتحاد لا يستطيع بهذه المبالغ أن يأتي بأفضل المدربين ويقيم أفضل المعسكرات.
نحن حريصون على التباحث مع وزارة المالية وذلك بتوجيهات من الأمير سلطان بن فهد ووزير المالية والتعاون كبير مع وزارة المالية لرفع هذه الإعانات سواء الخاصة باللجنة الأولمبية السعودية أو الاتحادات الرياضية خاصة وأن الاتحادات زاد عددها إلى 28 اتحادا والتي كانت في بداية العمل بالإعانات 14 اتحاداً فلاشك أن هذا الأمر يحتاج للتنسيق كما يحتاج أيضاً لجهد من الاتحادات لجلب رعاة ومستثمرين ومحبين لهذه اللعبة من رجال الأعمال لكي يدعموا عمل الاتحاد فالأمر هنا يحتاج لجهود مشتركة العمل ليس منوطاً بالدولة فقط بل بالدولة ورجال الأعمال وفي جميع دول العالم المتقدمة هناك رعاة للاتحادات سواء بنوك أو شركات أو رجال أعمال فنحن لا نريد الثقل كل الثقل على الدولة فقط بل نريد مشاركة القطاع الخاص.
ـ بعض الاتحادات سواء قالت هذا الأمر ضمناً أو علناً كيف تحاسبني ولا توجد لدي إمكانيات فنحن شاركنا بإمكانيات متواضعة فكيف أحاسب على إمكانيات متواضعة؟
المحاسبة ستكون على عدة اتجاهات ومن أهمها نقطتان أولاهما أن هناك نظاماً واضحاً عند تشكيل الاتحادات يقول إنه لابد من آلية لعقد الاجتماعات لمجلس الإدارة أو اللجان المختصة في كل اتحاد.
الأمر الآخر أن هناك آلية واضحة للاستفادة من الاتفاقيات الرياضية السعودية سواء عن طريق الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو اللجنة الأولمبية أو الاتحادات مع بعض الدول فهاتان النقطتان سنعمل على أن نرى الجدية التي تعاملت بها الاتحادات معهما فهل كل اتحاد عمل بتلك الآليات وتلك الاتفاقيات أم لا خاصة أن الاتفاقيات تنص على تبادل المنافع وفيها تذليل لبعض الصعوبات.
والرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية تعرف كم صرفت لكل اتحاد لذا ستتم محاسبتهم على ضوء ما قدم لهم وما قدم كل اتحاد من عمل.
ـ هل هي محاسبة إدارية أو محاسبة بمعنى العقاب كما يتصوره البعض؟
هي محاسبة إدارية، فكلهم أشخاص مجتهدون من أبناء الوطن لا يمكن أن نأتي لنعاقبهم بهذا الشكل نحن نقدر عملهم ومجهوداتهم فالعقاب بمفهومه العام هذا غير وارد ولكن ما سيتم عبارة عن محاسبة إدارية.
ـ بعد إنشاء اتحاد الجامعات ونحن نعرف أنه في غالبية دول العالم المتقدمة تعتمد اعتمادا كلياً على أبطال الجامعات التي تلعب دوراً في صقلهم؟
اتحاد الجامعات خاضع في عمله للجهات المختصة بالجامعات وليس تحت مظلة اللجنة الأولمبية أو مرتبطاً بشكل مباشر معها ولكن الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية ستدعم هذا الاتحاد بكل ما تستطيع وبكل ما يطلب منها.
أما بالنسبة للرياضي فما هو معروف في العالم كله أن اللاعب لا يعد في النادي من عمر 14 و16 سنة بل يبدأ إعداده من الطفولة وبالذات في الألعاب الفردية وكل الأبطال العالميين ومن حققوا ميداليات عالمية في الأولمبياد العالمي أو القاري أو كان لهم وهج عالمي كلهم بدءوا من الصغر وهذا دور المدارس بأن يبدأ اللاعب من المدرسة ويصقل بشكل كامل في الجامعة ومن ثم يبدأ الانتقال للاتحادات لترعاه هذا ما يخص الألعاب الفردية أما الأندية فهي تخدم أكثر في الألعاب الجماعية أما الألعاب الفردية التي هي محور التفوق الأولمبي فتعتمد على المدارس والجامعات.
لذا تلاحظ أن غالبية نشاطنا خلال الفترة الماضية وما سيتم خلال الفترة المقبلة سيكون منصباً في التعاون مع وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم فهناك تعاون مثمر مع وزارة التربية والتعليم ومقبل مع التعليم العالي وهذه الأمور لا نشاهد أثرها في يوم وليلة بل تحتاج للوقت والاستمرارية في الاهتمام ولو تلاحظ أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب دائماً ما تسعى للاستفادة من المسؤولين في التربية والتعليم وبعض الأكاديميين في الجامعات لكي يثمروا هذا الجانب ونحن حريصون على تواجد مثل هذه الشراكة لكي يكون هناك إنتاجية فاعلة لرياضة وشباب هذا الوطن ولعل الرياضة المدرسية عاشت فوق 20 سنة بدون أي تواجد حقيقي وما نأمله بوجود الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم واهتمامه الشخصي بالرياضة والذي أنا متأكد ومتفائل أنه إن شاء الله سيكون هناك تطور كبير وملحوظ بوجوده في هذا الجانب خاصة وأن اللجنة الأولمبية أنشأت لجنة خاصة للرياضة المدرسية نتطلع لعمل مشترك معها.
ـ الثقافة الأولمبية في المجتمع غير موجودة فالبطل الأولمبي السعودي يحقق الإنجاز ومن ثم يختفي ولا يتعامل معه المجتمع بالشكل المطلوب خاصة أن دول العالم لا تتعامل في ثقافتها الأولمبية بهذا الشكل؟ ألا تعتقد أن هذا هو ما يؤثر على البطل السعودي وعدم استمراريته؟
لا شك أن هذه المشكلة موجودة وما أحب قوله هنا إن الدورة الآسيوية الأخيرة في الصين كان عدد المتطوعين الذين يعملون بلا مقابل وهدفهم إنجاح مدينتهم ما يقارب 600 ألف مواطن والبعض منهم أساتذة وأطباء وغيرها من التخصصات المختلفة وكانوا يقومون بأعمال بسيطة جداً لا توازي مؤهلاتهم العالية ولكن الهدف إنجاح مدينته أمام الضيوف والعالم، فهذه الثقافة قد تكون غائبة عنا كعرب فهي ثقافة مختلفة كما أن لدينا الاهتمام منصب فقط على كرة القدم ومجموعة أندية ولاعبين محددين.
فالمسؤولية هنا مسؤولية الإعلام الرياضي لتوعية المجتمع لمثل هذه الألعاب وتأصيل الثقافة الأولمبية ونحن هنا لن (نبخص) بعض الصحفيين حقهم في كونهم متابعين ويكتبون بشكل جيد ولكنهم لا يتعدون 3 أو5% من جل الإعلاميين ولعلنا أيضاً لكي نكون منصفين نشعر بأننا مقصرون في التواصل لذا بإذن الله يكون هناك تواصل أكثر مع الإعلاميين، وأتمنى في الدورات المقبلة على جميع المستويات أن نشاهد عدداً أكبر ليس من الصحفيين الذين يقومون بالتغطية الإعلامية بل من الكتاب ومسؤولي الصفحات الرياضية ورؤساء التحرير يحضرون هذه المنافسات لينقلوا الحدث ويعرفوا أن لعبة واحدة قد تحقق عشرات الميداليات ولعبة كرة القدم وغيرها من الألعاب الجماعية تحقق ميدالية واحدة.
فهذه الروح والثقافة لن نوجدها في يوم وليلة فلابد من تعاون المجتمع بكل أطيافه لتأصيل هذه الثقافة وتنميتها وجعلها سمة من سمات المجتمع السعودي.
ـ البطل لدينا يعود من البطولة ولا يجد الاهتمام المطلوب وأنا لا أقصد الرئاسة أو اللجنة الأولمبية بل المجتمع من قطاع خاص ووزارات وجهات مختلفة فبطل فالصفوف الأولى من الجامعة أو الثانوية لا يحظى مثلاً بمنحة دراسية نظير تميزه ولا يحظى برعاية تجارية تعزز مكانته وتساهم في صقل موهبته؟
هذا أمر ملاحظ وأنا أتفق معك في هذه الملاحظات لذلك الرئاسة قامت من خلال اللجنة الأولمبية في إقرار برنامج الصقر الأولمبي وأذكر القارئ الكريم بأنه برنامج لرعاية الأبطال قبل المشاركة وتكريمهم ومكافئتهم بعد الإنجاز هذا بكل بساطة الهدف من برنامج الصقر الأولمبي والمهم أن يشعر البطل أنه متابع ومقدر وكل مسابقة ومشاركة لها تقديرها سواء كانت إقليمية أو قارية أو دولية والجوائز التي تم رصدها تعتبر الأكبر في منطقتنا.
ـ هل هذا يكفي؟
بكل تأكيد هذا لا يكفي، فالتقدير المالي ليس كل شيء فلابد كما تفضلت في سؤالك السابق من التقدير الاجتماعي والذي له أبعاد كبيرة جداً لذا لابد أن تكون هناك حملة اجتماعية للجنة الأولمبية والاتحادات للتعريف بأبطالها والذي مع الوقت سنشاهد تطوراً في الرؤية والمفهوم للبطل الأولمبي ولا أخفيك أن من خطط اللجنة الأولمبية المقبلة هو أن يكون هناك حملة اجتماعية للرياضيين وعلى سبيل المثال أبطال كأس العالم لذوي الاحتياجات الخاصة أو من حقق ميداليات ذهبية في اتحادات الفروسية وألعاب القوى وغيرهم فلابد بأن يدخل هؤلاء الأبطال في المجتمع شيئاً فشيئاً لكي يعرف المجتمع ماذا قدم أبناؤه من منجزات عالمية تستحق التقدير والتشجيع وتجعلهم متميزين حقاً. وفي نفس الوقت نحن نسعى مع الغرف التجارية والجامعات وبعض الجهات المختصة لكي يكون هناك اهتمام أكبر بأبطالنا الأولمبيين.
ـ الغرف التجارية طالبتموهم كثيراً ولكن لا يوجد تفاعل منها؟
هذا صحيح، وقد لا يكون هناك تفاعل بالقدر المطلوب، ومع هذا هناك مبدأ للتعاون ولجان شكلت نأمل تفعيلها بإذن الله.