أكد عضو مجلس إدارة نادي الاتحاد جميل أبو النجا أن دخوله لإدارة النادي جاء بناء على رغبة رئيس مجلس الإدارة اللواء محمد بن داخل الجهني وعدد من أعضاء الشرف, مشيراً إلى أنه ظل مرتبطاً بنادي الاتحاد لأكثر من أربعين عاماً, وداعماً له في كثير من الأوقات, لكنه لم يتشرف بالعمل داخل مجلس الإدارة إلا هذه المرة, وحيا أبو النجا جماهير الاتحاد ووصفها بالداعم الرئيسي للنادي وفريق القدم, مبيناً أنهم جاءوا لخدمتها وتحقيق تطلعاتها, وقال في الحوار الذي أجرته معه «الرياضية» بأنه متفائل بتحقيق البطولة الآسيوية, وأنهم في مجلس الإدارة سيبذلون قصارى جهدهم من أجل تهيئة الفريق وإعداده بالصورة التي ستمكنه من الظهور بشكل جيد.

ـ هل من الممكن أن تحدثنا عن بداية علاقتك بالاتحاد؟
علاقتي بالاتحاد لها أكثر من 40 عاماً أي منذ أن فتحت عيني على اللونين الأصفر والأسود, وفي ذلك الوقت كان يلعب بالفريق لاعبون نجوم وعمالقة, كانت لهم بصمة واضحة ليس على الاتحاد فحسب وإنما على الكرة السعودية, أمثال سعيد غراب والنور موسى وغيرهم.
ـ 40 عاماً ولم تظهر إلا في هذا الوقت, أين أنت من الإدارات السابقة؟
أنا رجل أعمال وظروفي العملية وكثرة ارتباطاتي تحول دون تواجدي في الوطن في الكثير من الأوقات, ولكني داعم للاتحاد من خلف الأسوار وبعيداً عن الظهور, أنا لا أحب الظهور ولا التصريحات, لأنني من المؤمنين بالعمل بصمت, لا أعتقد أن هذا الحوار سيتكرر, نحن الآن في بداية الطريق, ويكفي أن رجالات الاتحاد يعرفونني وبالتالي لا أحب أن أتحدث عن نفسي كثيرا فسوف أترك عملي هو من يتحدث عني.
ـ نعلم أن علاقتك بالكثير من الأهلاويين جيدة, ونعلم أن أحد أبنائك أهلاوي, ألا يؤثر هذا الارتباط على وضعك كأحد أعضاء مجلس الإدارة؟
ربما في جيلنا السابق كانت مثل هذه الأمور تؤثر ولا يمكن أن تقبل ولكن في الوقت الحالي كل شيء تغير وبالتالي لا بد أن يتغير الفكر, نحن في زمن الاحتراف, فاللاعب اليوم في الاتحاد وغدا في الأهلي والعكس أيضاً, وكم من لاعبين انتقلوا من الاتحاد للأهلي ومن الأهلي للاتحاد, ومن الهلال للنصر, ومن النصر للهلال وهكذا, إذا ذلك المفهوم البالي انتهى, فعلاً ابني الكبير سعود أهلاوي والصــغير سلــــطان اتحـــادي وأعـــــز أصدقائي أهلاويون وأيضا يوجد لدي أصدقاء كثر في الهلال والنصر والوحدة والشباب والاتفاق وغيرها من الأندية, فالتنافس من وجهة نظري لا يتجاوز المستطيل الأخضر خلال المباراة التي لا يتجاوز زمنها الـ90 دقيقة.. وهل يعني أنه يجب علي أن أنهي علاقتي بزميلي العزيز طارق كيال والذي درست معه في مدرسة عمر بن عبدالعزيز المتوسطة في العمارية, وكذلك الزميل العزيز خالد باسهل نائب رئيس الأهلي فهو من أعز أصدقائي ولدي علاقات جيدة بأعضاء شرف في كل الأندية السعودية, حبي للاتحاد لا يعني العداوة مع البقية, أنا رجل ديمقراطي وليس لدي أي مشكلة مع أي ناد، فهل يعقل أن نبقى بعقليات بالية وأن يكون هناك شرخ في العلاقة الأسرية والاجتماعية فيما بين الإخوان والأبناء والأصدقاء من أجل الأندية؟.
ـ قلت, علاقتك بالاتحاد لها أكثر من 40 عاماً ولم تنضم لأي إدارة ولكن اللواء محمد بن داخل استطاع أن يقنعك بالانضمام لمجلس إدارته.. ما هو السبب ولماذا وافقت؟
ذكرت لك سابقاً أن ظروفي العملية لم تكن تسمح لي، كما أن الأوضاع في السابق لم تكن مناسبة.. إضافة لنقطة مهمة وهي أنه لم يسبق لأي رئيس ناد أو مرشح أن طلب مني الانضمام لمجلس إدارته, وأنا لا يمكن في أي حال من الأحوال أن أعرض نفسي على أي شخص, ولكن الأخ العزيز محمد بن داخل عرض علي ووافقت, كما أن هناك الكثير من أعضاء الشرف المؤثرين والذين لهم مكانة كبيرة في الاتحاد طلبوا مني الموافقة ولم أتردد ولبيت رغبتهم وانضممت للإدارة الحالية.
ـ كيف ترى اللواء بن داخل, هل تعتقد أنه سيحقق النجاح في إدارته وسيسير بالاتحاد لبر الأمان؟
اللواء محمد بن داخل رجل عسكري وقيادي وأنا شخصياً أتابعه من سنين وهو عضو شرف وله بصمات واضحة على النادي، كما أنه تقلد العديد من المناصب في فترات سابقة ومن أهم مميزاته أنه غير محب للظهور الإعلامي, ويحب أن يتحدث عنه عمله, كما أنه استطاع أن يختار نخبة من أعضاء مجلس إدارته أمثال: المهندس أيمن نصيف والمهندس عمر حميدان والشاب سامر المحضر وطارق الشامخ والدكتور عبداللطيف نعمة الله ومحمد اليامي والدكتور عمر الخولي والمهندس عبدالرزاق خميس, كل هؤلاء يعتبرون نخبة, بل إنهم أفضل مني, أنا أعرفهم جيدا ناهيك عن حبهم للاتحاد وسيسعون لخدمته وهم أيضا لا يحبذون الظهور الإعلامي على طريقة اللواء بن داخل, إضافة لذلك فإنهم من الشخصيات المحبة للعمل بصمت, كل هذه العوامل تجعلني متفائلاً جدا بتحقيق النجاح مع هذه الإدارة الممزوجة بالخبرة وحيوية الشباب.
ـ ألا تعتقد أن الطابع العسكري في شخصية ابن داخل سيكون له أثره في عمل الإدارة؟
المفهوم الحقيقي للعسكرية هو الانضباط والتدقيق والعمل بكل جد واجتهاد, الانضباطية أمر مطلوب في كل أمور حياتنا وإذا تعاملنا بهذا النهج فكلنا سنكون عسكريين, وسنحقق المطلوب, ولهذا فإن ابن داخل سيسير النادي بالانضباطية التي هي جزء لا يتجزأ من الاحترافية وكلاهما وجهان لعملة واحدة.
ـ أعضاء الشرف لم يكن لهم حضورهم الجيد في اجتماع الجمعية العمومية فما هو السبب من وجهة نظرك؟
السبب ضيق الوقت ولا غيره, نحن سنسعى لحشد أكبر عدد ممكن من أعضاء الشرف وإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الجماهير لكي يكونوا قريبين من ناديهم, لأنهم هم رأس المال وأعتقد أن اللواء سيضع ذلك في حساباته والأيام المقبلة ستكشف هذه الأمور لأن من أوليات الإدارة الحالية إعادة ترتيب الأوراق المبعثرة في النادي ولم الشمل وتوحيد الصفوف.
ـ خلافات أعضاء الشرف أثرت كثيراً على النادي؟
ليس صحيحاً أن هناك خلافات بين أعضاء الشرف, الصحيح أن هناك اختلافات في وجهات النظر, وللعلم هذه الاختلافات سببها الرئيسي والأول هو الاتحاد وحبه, فالجميع يتفق ويختلف من أجل الاتحاد وليس من أجل المصالح ولكن كل واحد منهم يحب الاتحاد ويريد خدمته بطريقته وهذا هو سبب الاختلاف.
ـ يقول الكثيرون إن البطولة الآسيوية هي المفتاح لنجاح إدارتكم؟
بكل أسف هذه هي نظرية البعض, ولكن الصحيح غير ذلك, هل يعقل أن يقاس عملنا من خلال البطولة الآسيوية, لقد بدأنا العمل للتو في النادي والوقت ضيق جدا ولم يكن من صالحنا ولكننا قبلنا بالعمل من أجل مصلحة الاتحاد, ولم نقل لا, لأن عدم تحقيقنا للبطولة الآسيوية سيضعفنا, بل نحن صامدون ومن منا لا يتمنى أن نحقق البطولة الآسيوية, سنجتهد وسنبذل قصارى جهدنا ولكن التوفيق أولاً وأخيراً بيد المولى عز وجل, العمل يسير على قدم وساق على مستوى النادي وفي جميع الألعاب, لكن التركيز سيكون منصباً على الفريق الأول لكرة القدم, وسنسعى للتعاقد مع لاعبين مميزين ونهيئ كل الإمكانات من أجل البطولة الآسيوية وباقي البطولات المحلية, هدفنا ليس هدفاً واحداً فقط, بل أمامنا عدد من الأهداف التي يجب علينا أن نحققها وأنا شخصياً متفائل جداً ولولا التفاؤل لن يكون للحياة طعم.
ـ يلاحظ أن اجتماعاتكم متواصلة هذه الأيام, يا ترى هل ستستمر أم أنها ستتوقف بعد فترة؟
لن تستمر ولن تتوقف, بمعنى أننا في الوقت الحالي أمامنا كم هائل من العمل التنظيمي والترتيبات في جميع أروقة النادي وعلى مستوى جميع الألعاب, لذا لابد وأن تستمر الاجتماعات وبشكل تواصلي ولكن بعد أن تستقر الأمور وبعد أن نضع الخطوط العريضة والنقاط على الحروف, سيكون هناك اجتماعات ولكن لن تكون بشكل مكثف كما هو الآن.
ـ جمهور الاتحاد تعود على البطولات في جميع الألعاب وخاصة على مستوى فريق القدم, كيف ستكون علاقتكم به وماذا ستقدمون له؟
جمهور الاتحاد هم نحن, ونحن جمهور الاتحاد, لقد أتينا من المدرجات لخدمتهم, لذا فهم هدفنا الأول, ولهم سنعمل ونعمل ونعمل ونعمل, فالجمهور له التقدير الأول والأخير فهو من يحضر المباريات ويتعب ويشجع ويؤازر ويغير النتيجة من خلال التشجيع والدعم والحماس, جمهور الاتحاد هو العمود الفقري للنادي ونبشرهم بأننا سنسعدهم ـ إن شاء الله.
ـ ما هي كلمتك الأخيرة؟
الشكر والتقدير لكم على إتاحة هذه الفرصة، وأتمنى أن أكون قد وفقت في الإجابة على جميع الأسئلة, وللعلم لم يكن كلامي كلاماً منمقاً أو مدحاً بل قلت الحقيقة والواقع, ونسأل المولى عز وجل أن يوفقنا في خدمة نادينا, ونسير على درب الإدارات السابقة, فنخن مكملون لهم وإن شاء الله تكون البطولات هي هديتنا لجماهيرنا الحبيبة والغالية.