رئيس الغرف التجارية وأحد أهم من صنعوا الاستثمار الرياضي .. صالح كامل في أول حديث رياضي يعلن لـ الرياضية
يعد رئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية رئيس اللجنة العليا لدراسة شؤون نادي الوحدة الشيخ صالح كامل أحد أبرز وأهم رجال الأعمال الذين أسسوا وصنعوا الاستثمار الرياضي ليس على المستوى المحلي فقط بل وعلى المستوى العربي والخليجي وكان لخططه الاستثمارية الرياضية الدور الكبير في زيادة مداخيل الأندية السعودية وذلك من خلال تطويره لمنظومة النقل التلفزيوني والذي نقلها من 9 ملايين في الموسم الواحد ليوصلها لـ150 مليون ريال للموسم الواحد ليحقق بذلك قفزة كبيرة وتاريخية في عالم النقل التلفزيوني وينقل معه بذلك الاستثمار الرياضي بشكل عام الذي أصبح اليوم أساس التطور الرياضي السعودي والعربي.
صالح كامل لم يقف عند هذا الحد بل عمل على تطور كرة القدم العربية فأعلن رعاية للبطولات العربية وتقديم مبالغ مالية عالية ساهمت بشكل كبير في خلق دوري عربي قوي تتنافس عليه كبريات الأندية العربية خاصة عندما نعلم بأن مجرد مشاركة أي ناد عربي في دوري أبطال العرب تعني استثماراً مجزياً لهذا النادي أو ذاك مقابل المبالغ المالية التي يحصل عليها .
أما على المستوى الدولي فحقق صالح كامل وعبر الـART الكثير من النجاحات وخاصة عندما استطاع أن يمتلك حصرية نقل منافسات بطولة كأس العالم وتقديمها على مستوى عال من الاحترافية الإعلامية وكانت تعد نقلة نوعية في مفهوم احترافية المشاهدة. «الرياضية» اليوم استطاعت أن تحظى بأول حوار صحفي رياضي مع الشيخ صالح كامل والذي يتحدث من خلاله عن تجربته في الاستثمار الرياضي سواء الماضية أو الحالية أو ما يخطط له في مستقبل الأيام وخاصة من خلال منصبه كرئيس لمجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية هذا المنصب الذي كان يسمى قديما بـ(شاهبندر التجار).
صالح كامل تطرق للكثير من المواضيع وكشف العديد من الحقائق وكان صريحاً في آرائه ومطالباته بل وقدم الكثير من الحلول والخطط والالتزامات للنهوض وتطوير الاستثمار الرياضي والرياضة السعودية بشكل عام من خلال خصخصة النشاط الرياضي من أندية واتحادات.حوار الشيخ صالح كامل والذي تنشره «الرياضية» على جزأين يتناول في جزئه الأول الذي ينشر اليوم الاستثمار الرياضي بمفهومه وأشكاله ومعطياته بالإضافة لخصخصة الأندية الرياضية وتجربته الاستثمارية وقرار منح القنوات السعودية حصرية بث المباريات ودور المسؤولية الاجتماعية في بناء وتطوير الرياضة بشكلها العام.
كما تطرق صالح كامل للأندية السعودية وطريقة إدارتها وعمل الجمعيات العمومية فيها كيف يمكن تطويرها لمستقبل الاستثمار الرياضي الذي لن يقوم إلا على خصخصة تلك الأندية ونترككم مع الجزء الأول من الحوار والذي جاء على النحو التالي:
ـ هناك من يرى أن رجال الأعمال والمال نظرتهم للرياضة مازالت قاصرة ولا تتواكب مع زمننا وأهميتها للمجتمع وللدول ؟ فما هي نظرتكم للرياضة كرجال أعمال؟
اليوم الرياضة ليست موضة تتبع بل أصبحت اليوم صناعة لابد أن نؤمن بها جميعاً فهي في عصرنا الحاضر لم تعد مجرد هواية تمارس هنا وهناك، نعم نحن نعلم أنها بدأت هواية ولكنها اليوم من أكبر الصناعات في العالم وتتداول فيها مليارات الدولارات، ورجال الأعمال لدينا في السعودية ينظرون للأندية من ناحية وطنية ومن ناحية انتماء للبلدة التي ينتمي لها فهذا هلالي وأنا وحداوي وذاك اتحادي حسب المدينة التي يعيش فيها وحسب المناطق وهذا أمر طبيعي عند الإنسان وليس عيباً أن يكون هناك انتماء مناطقي للبلدة التي نشأت فيها وأصولي تعود لها بل هو أمر طيب.
ـ وهل هذا كافٍ؟
لا أبداً، بل أتمنى أن نلحق بالعالم الآخر الذي أصبحت فيه الرياضة صناعة خاصة تقوم على الربح والخسارة، فنحن بدأنا عملية الاحتراف ولكننا لم نكملها، لذا لابد من الإسراع في عملية الخصخصة للأندية الرياضية، ولا أعتقد أن هذا موضوع صعب فتلك الأندية لابد أن تتحول لشركات والمحبين والمشجعين لهذا النادي أو ذاك بدلاً من أن يكون ارتباطهم معنوياً ليكن ارتباطهم ارتباطاً مالياً من خلال أن يكون مساهماً في نادية بالمال.
ـ ولكن هل القطاع الاقتصادي وأنتم كرجال أعمال جاهزون اليوم للدخول ودفع أموالكم لشراء الأندية والاستثمار الفعلي فيها؟
لا أستطيع أن أتحدث باسم القطاع الاقتصادي كله، ولكن أنا على الأقل مستعد أن أدخل هذا المجال وأن أساهم في خصخصة بعض الأندية وتحويلها لشركات وأرجو بوجودي الآن في اللجنة التي أوكل إليها من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل تطوير نادي الوحدة أن نجهز نادي الوحدة للخصخصة.
ـ بحكم أنكم من الأشخاص الذين أسسوا لمفهوم الاستثمار الرياضي بل أول من خطى نحو الاستثمار الكبير في الرياضة وقفزت بالاستثمار الرياضي من خلال استثمار النقل التلفزيوني الذي أحدث فرقاً شاسعاً في مجال الاستثمار الرياضي؟ هل ترى أن الاستثمار الرياضي اليوم يعد ناجحاً أم مازال هناك قصور؟
نحن بدأنا ولم نكمل الطريق، وأرجو ألا يكون قرار حصرية المباريات للقنوات السعودية يسبب ارتداداً ضد مشروع الخصخصة، فنحن عندما وصل ما ندفعه مقابل حقوق الأندية مبلغاً كبيراً جداً أصبحت الأندية الصغيرة يصلها مليونان وبعضها ثلاثة ملايين ريال في العام الواحد للنادي، لذا لا أود أن ينقطع هذا المورد، ووزارة الإعلام مادام أنها أخذت هذا الحق فعليها أن تحدد مع وزارة المالية ورعاية الشباب ما هو المقابل للأندية وبشكل سريع ومن المفروض أن يكون أكثر مما كان وألا يتراجع المبلغ خاصة وأنه أصبح العمود الفقري لإدارات تلك الأندية، فلابد أن يهتموا بهذا الموضوع وألا يهمل ولا يتأخروا فيه.
ـ نحن نسمع بلجان للاستثمار الرياضي داخل الغرف التجارية ولكنها أشبه باللجان الميتة التي لم تقدم شيئاً؟
في الحقيقة الغرف التجارية لم تدخل بشكل كبير في موضوع الرياضة كمنظمات عمل وإنما دخلت بأشخاص فبعض رجال الأعمال متبنين أنشطة في أندية معينة ولأن الرياضة أصلها اليوم هي عمل غير ربحي والنشاط غير الربحي لا يدخل في اهتمام الغرف التجارية.
ـ أليس من المفروض أن تساهم الغرف التجارية في تطوير الاستثمار والاقتصاد الرياضي؟
تساهم إذا وجدت الرغبة والقرار السياسي بالخصخصة.
ـ ولكن يتردد أن هناك معوقات أمام الخصخصة؟
لا أعتقد أن الخصخصة تعوقها أمور فنية، وإذا كانت هناك معوقات فنية فهذه المعوقات من الممكن أن تذلل في أسبوع واحد كما أن المعوقات المالية إن وجدت فمن الممكن تذليلها هي الأخرى في أسبوع واحد فقط، وأنا هنا لا أتحدث عن كرة القدم فقط بل هناك رياضات كثيرة لابد أن نهتم بها لذا أكرر أن الخصخصة تنتظر قرارا سياسياً وإذا اتخذ هذا القرار السياسي فنحن لن نحتاج سوى شهر واحد فقط لكي يكون كفيلاً بخصخصة كل الأندية الموجودة في السعودية.
ـ ولكن البعض يرى تخوفاً من عدم وجود مستثمرين قد يدعمون هذا التوجه؟
لا لا أبداً هذه ليست نقطة تخوف، بل أرجو ألا تكون نقطة تخوف أو عائق ولا أريد أن أعلن التزاماً ولكن أقول باسم مجتمع الأعمال في السعودية «وافقوا على الخصخصة وسوف تشاهدون المنافسة بين رجال الأعمال وبين المناطق في الارتقاء بأنديتهم».
ـ هل تعتقد أن رجال الأعمال تنقصهم الثقافة الرياضية واستثمارها من حيث الكم والكيف والطريقة وكيفية تنميتها؟
أنا شخصياً تنقصني الثقافة الرياضية، فأنا لا أمارس الرياضة ولا أفهم فيها ولكني تاجرت في الرياضة واستثمرت فيها الكثير، فهي اليوم أصبحت صناعة ويحكمها ما يحكم غيرها من الصناعات والأنشطة التجارية التي فيها الربح والخسارة والنواحي الفنية ليس من الضروري أن يفهمها رجل الأعمال فهذه لها من هم مختصون فيها من مدربين وغيرهم، ويجب علينا ألا نتدخل في أعمال الآخرين، لذا أعتقد أن الرغبة بالاستثمار والدخول في خصخصة الأندية رغبة موجودة لدى قطاع الأعمال في السعودية ولكن المهم اليوم هو القرار السياسي.
ـ لماذا قطاع الاتصالات دخل الرياضة وبقوة ولم ينتظر القرار السياسي ويدفع مئات الملايين؟
قطاع الاتصالات دخل الرياضة بقوة بسبب النواحي الإعلانية وبلاشك أن الإعلان سواء في التلفاز أو على ملابس اللاعبين وفي الملاعب تعد أفضل وسيلة للإعلان خصوصاً أن المنتجات التي تستهدف الشباب تصل من خلال الرياضة.
ـ ولكن باقي الشركات الكبيرة مثل الصناعات الثقيلة والبنوك والمواد الغذائية وشركات الطيران هل من المعقول أنها لا تجد في الرياضة وسيلة هامة للإعلان؟
كل ما ذكرت ليس كشركات الاتصالات وحجمها لأنها تمس كل مواطن بل تجد لدى المواطن الواحد ثلاثة أو أربعة خطوط هاتفية، ولكن الشركات التي ذكرتها قد تكون لفئات معينة ولكن من يصل للجميع هي الاتصالات وفي الكثير من دول العالم المحرك الرئيسي والمعلن الأول في الرياضة هي شركات الاتصالات وليس هذا لدينا فقط.
ـ نحن في السعودية لا يوجد لدينا ضرائب وكان المقترح أن تلك الشركات والبنوك التي تحقق المليارات لابد أن تساهم من باب المسؤولية الاجتماعية في الجانب الرياضي الذي يخدم المجتمع وشبابه؟
نحن في هذه البلد المباركة ولله الحمد ليس لدينا ضرائب لأن الله سبحانه وتعالى أغنانا بما منحنا من ثروة من باطن الأرض التي أسأل الله أن يديمها ونحن لدينا الزكاة التي هي أهم من الضرائب سواء من الناحية الشرعية والفرضية فهي مفروضة من خالقنا وليس من ملك أو من وزير مالية أو من البشر ولها أوجه محددة في الإنفاق، ولكن هل هناك في المال غير الزكاة نقول هنا نعم، وآيات الإنفاق والبذل والأحاديث كثيرة جداً والمسؤولية الاجتماعية لا تقف عند تأدية الزكاة بل لابد أن تهتم بمجتمعك الذي يبدأ من أقاربك وجيرانك وأهل بلدتك وأهل وطنك وفي جميع المجالات سواء صحية أو تعليمية أو ثقافية أو رياضية، وعندما يكون لدى رجل الأعمال أو سيدة الأعمال الوعي الكامل بهذا الجانب فنحن سنكون أمام مشاريع عملاقة والحمد الله فمجتمعنا بخير ولدينا مشاريع عديدة وعلى سبيل المثال غرفة جدة أطلقت صندوقاً وقفياً للمنشآت الصغيرة والأسر المنتجة وهذا في المسؤولية الاجتماعية، وجمعنا ولله الحمد في ظرف شهر واحد ما يزيد عن 100 مليون ريال، ولدينا أفكار لصناديق أخرى وقفية فمثلاً المعاقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة لا تلقى الاهتمام المطلوب لهم فهناك دول تهتم بهذه الفئة حتى في الرصيف والشارع وفي كل مكان خدمي ونحن المسلمين الذي ديننا يحث على المساعدة والتكاتف والذي يقول لنا إن إماطة الأذى عن الطريق صدقة لذا لابد من توعية في مجال المسؤولية الاجتماعية.
ـ وهل الرياضة تستحق أن تدخل تحت المسؤولية الاجتماعية؟
نعم تدخل ضمن المسؤولية الاجتماعية والرياضة ماذا تعني..؟ تعني النادي الذي يجتمع فيه الناس ونحن في حاجة الرياضة البدنية فالعقل السليم في الجسم السليم وهذا ضمن ثقافتنا الإسلامية التي تأمرنا بذلك (علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل)، فالرياضة تدخل ضمن المسؤولية الاجتماعية وخصوصاً إذا تطورت الأندية لتكون أماكن للنفع العام وتكون فيها أنشطة ثقافية مختلفة تصل حتى لتدارس أمور المجتمع.
ـ هل تعتقد أن ثقافة النادي ومفهومه غابا بسبب سيطرة فئة من الناس وأشخاص تسعى لجعلها فرق كرة قدم فقط؟
هذا إلى حد كبير صحيح ويجب أن تتحول الأندية لأندية شاملة وليست أندية كرة قدم ولدينا أمثلة قريبة منا مثل أندية مصر فهم ليسوا أفضل حالاً منا وأنديتهم فيها رياضات مختلفة وفيها مكان للعائلة وللأصدقاء وللاجتماع مع كافة أفراد المجتمع وعدد المشتركين فيها بمئات الألوف أما أنديتنا فهي لتمارين اللاعبين فقط وحكر لهم، بل أزيد على ذلك لكي أقول لك إن الجمعيات العمومية لدينا (تكسف) 100 شخص فقط لكي يفوز مجلس الإدارة، فهو يسعى لتصغير الجمعية العمومية لكي يفوز فقط.
ـ ولكن هذا خطأ أعضاء الشرف الذين تتغنى بهم الأندية وهم يعملون ويتفاعلون سلباً مع النادي ضد الجمهور؟
نحن الآن بإذن الله في نادي الوحدة سوف نحاول تفادي كل السلبيات التي ذكرت وتطبيق المفهوم الجديد ووضعها على الأرض.