لاعب القادسية الدولي السابق غازي عسيري لـ الرياضية

2011.03.09 | 06:00 pm

طالـــب لاعــب الفريــــــــق الأول لكرة القدم بنادي القادســـية الدولي الســــابق غــازي عسيري الذي سيقام مهرجان اعتزاله اليوم بمباراة أمام الاهلي المصري جميـــع رؤســاء الأندية بالاقتــداء برئيس نادي القادسية الحالي عبدالله الهـزاع من حيث اهتمامه وإنصافه للاعبين القدامى الذين خدموا ناديهم بتكفله بإقامة مباريات اعتزال لكل لاعب ممن خدم القادسية في السنوات الماضية.
وأشار عسيري إلى أن حضور فريق النادي الأهلي المصري كفيل بنجاح مهرجان اعتزاله عطفاً على تاريخه وشعبيته الكبيرة على المستوى العربي، وقال عسيري في لقائه مع “الرياضية”: الهزاع أنقذني من الظروف الصعبة التي أعيش فيها منذ عدة سنوات من خلال وقفته الإنسانية بالإضافة إلى تكفله بمصاريف مباراة اعتزالي والتي أتمنى من خلالها وقفة الجميع بالدعم المادي نظير العيشة الصعبة التي أعيشها حيث لا أملك سيارة وأعول أسرتين (والدتي وإخواني وأخواتي وزوجتي وأبنائي) ونعيش في مسكنين بالإيجار حيث أدفع 40 ألف ريال إيجارا سنويا وإلى تفاصيل اللقاء :




  • ما هي الأسباب التي أدت إلى تأخر إقامة مهرجان اعتزالك حيث هجرت الكرة منذ سنوات؟
    بكل تأكيد تأخر موعد المهرجان كثيرا حيث تركت الكرة منذ 15 سنة وكان رئيس النادي في ذلك الوقت جاسم الياقوت ولكن بعد استلام عبدالله الهزاع الرئاسة وبناء على ظروفي المعيشية الصعبة التي أعيشها والمتمثلة في عدم وجود وظيفة لي حيث جلست 7 سنوات دون عمل بعد أن تركت عملي العسكري لأجل الكرة في فترة الاحتراف السابقة والتي تختلف عن الاحتراف في الوقت الراهن بشكل كبير، فلاعبو كرة القدم يحظون الآن بالعديد من الأمور والمزايا في ظل الاحتراف وفي مقدمتها العقود والرواتب الضخمة والمكافآت المجزية بالإضافة إلى أنني العائل الوحيد لوالدتي وإخواني وأخواتي وزوجتي وأبنائي وكل أسرة تعيش بمنزل بالإيجار أقوم بتسديده الأمر الذي دفعني إلى أن أتقدم للهزاع بخطاب أطلب فيه إقامة مباراة اعتزالي، فكان رده لي على الفور: هذا حق من حقوقك و(أبشر بالخير) وسأتكفل بكل شيء يخص اعتزالك لأنك من أبناء النادي المخلصين ممن ضحوا بصحتهم ووقتهم ووظيفتهم من أجل النادي والفريق الكروي على وجه الخصوص، وبصراحة شعرت بشيء من الأمان بعد هذا الكلام الذي أدخل الفرح والسعادة إلى نفسي وأعاد لي ذاتي وقلت لنفسي إن السنوات التي ضحيت من خلالها بكل شيء في حياتي لم تذهب سدى في ظل وجود الهزاع الذي يستحق الشكر والتقدير.

  • ألم تشعر باليأس بخصوص عدم إقامة مباراة الاعتزال بعد هذه السنوات الطويلة؟
    بعد إقامة مباراة اعتزال زميلي محمد الفرحان تشجعت وقدمت طلبي لرئيس النادي عبدالله الهزاع والذي بدوره أعلن وعبر أحد البرامج الفضائية موافقته على إقامة مباراة اعتزالي وبالفعل فوجئت بسرعة استجابة الهزاع لطلبي الأمر الذي أفرحني وأدخل البهجة في نفسي وأعاد لي الآمال، خاصة وأن الهزاع أكد أنه سيتكفل بجميع المصاريف من ناحية إحضار الفريق المناسب وهو ما حصل على أرض الواقع بعد الاتفاق مع النادي الأهلي المصري، لذلك فإنني أقول إن الدنيا مازالت بخير بوجود مثل شخصية الهزاع ولابد على الإنسان وبالذات زملائي الذين ينتظرون إقامة مباريات اعتزالهم أن يصبروا ولا يدعون اليأس يتسرب إلى نفوسهم.

  • مثل ما قلت هناك كثيرون من جيلك لا يزالون ينتظرون إقامة مباريات اعتزالهم بنظرك ما هي الأسباب التي أدت لتأخير ذلك؟
    الأمور قد تعود إلى رؤساء الأندية فإذا كانت لديهم الرغبة والحرص على تنفيذ ذلك فإن الأمور تسير بكل يسر وسهولة وستنجح وهو حق مطلوب ومشروع لأي لاعب اضطرته الظروف إلى الابتعاد عن الكرة بعد أن قدم لها كل جهوده وتضحياته وصحته وقوته ليأتي رد الدين والجميل من النادي وأبنائه، لذلك فإنني أطالب رؤساء الأندية بتكريم مثل هؤلاء اللاعبين الذين قدموا إنجازات لأنديتهم ووطنهم من خلال تمثيل الفرق والمنتخبات السعودية وأن يحذو حذو الهزاع الذي يعتبر الرئيس النموذجي بعد أن أقام حفل اعتزال محمد الفرحان ويرتب الآن لمباراة اعتزالي، وفي المستقبل القريب اعتزال عبدالرحمن أبورشيد، وهو ما يثبت حرصه ومتابعته لجميع أبناء نادي القادسية سواء الحاليين أو السابقين الذين خدموا النادي، وبكل تأكيد فقد أثبت الهزاع للجميع أنه لا ينظر لنفسه بدليل تكريمه للاعبين سابقين ليسوا في زمن إداراته ولعل تكليفه لمدة ثلاث سنوات متتالية من قبل الأمير سلطان بن فهد، خير دليل وشاهد على نموذجيته وفكره الراقي للعمل على بناء نادي القادسية لأجيال مقبلة وليس للأمور الوقتية.


    • هل تذكر الأمور التي مازالت عالقة بذاكرتك من خلال حياتك الكروية السابقة؟
      لا أنسى الزيارة التاريخية التي قام بها الأمير سلطان بن فهد، لنادي القادسية قبل اللقاء النهائي على كأس الكؤوس الآسيوية بين فريق القادسية وهونج كونج الصيني حيث تشرف جميع لاعبي الفريق القدساوي بالسلام عليه وعندما سلمت عليه قال لي: إن شاء الله جاهزين يا كابتن غازي أنت وزملاؤك لتحقيق البطولة؟ فقلت أبشرك الكأس سعودية وسأسجل هدفاً وهو ما تحقق بالفعل بفضل المولى عز وجل ثم بوقفة الأمير سلطان بن فهد وجميع أبناء القادسية المخلصين لناديهم، كذلك هدفي الغالي في مرمى فريق الهلال في المباراة قبل النهائية لكأس ولي العهد التي أقيمت في ملعب الأمير فيصل بن فهد، وهو هدف أعتبره من أغلى أهدافي لعدة اعتبارات منها أنني سجلت في شباك فريق كبير وغني عن التعريف كالهلال، ثم إن هذا الهدف كان سبباً في انتقالنا لنهائي كأس ولي العهد أمام فريق الشباب وحققنا وقتـذاك البطولـــة الغالية، وهناك قصة لهذا الهدف حيث كان زميلي بندر الخالدي يهم بالتسديد فقلت لو سمحت اترك الكرة لأنه بداخلي شعور قوي بنجاحي في التسجيل وبالفعل ومن مسافة بعيدة جدا سددت وعانقت الكرة الشباك الهلالية، وبعد ذلك بات زميلي الخالدي مع كل كرة ثابتة يقترب مني ويقول كيف إحساسك نترك الكرة لك وذلك من باب المداعبة، كما أن هناك لحظة لا أنساها وكنت فيها قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلمي باللعب أساسياً في صفوف المنتخب السعودي الأول في بطولة القارات الأولى حيث كان زميلي عبدا لله الصالح يعاني من إصابة وكنت أنا احتياطياً ولكن ولله الحمد والشكر تعافى الصالح وشفي من إصابته ورجع لتشكيلة الأخضر السعودي.


  • من هم اللاعبون الذين وجهت لهم الدعوة للمشاركة في حفل اعتزالك؟
    هناك العديد من اللاعبين من بينهم النجوم الكبار ماجد عبدالله ويوسف الثنيان وخالد مسعد وأحمد جميل ومحمد نور وسعود كريري وكذلك لاعبو القادسية الذين انتقلوا لأندية أخرى مثل عبده حكمي وزيد المولد وصالح الغوينم في الوقت الذي لم أستطع فيه توجيه الدعوة للاعبي النصر والهلال والوحدة والاتفاق بحكم ارتباطاتهم مع فرقهم في مسابقة كأس ولي العهد.

  • فريق القادسية يترنح خلال السنوات الماضية بين الدرجة الأولى والممتاز فما هي الأسباب التي جعلته يعيش هذه الأوضاع؟
    لابد على لاعبي القادسية أن يبذلوا جهودا مضاعفة وبالذات خلال الفترة المقبلة التي تعتبر خطيرة جدا وبكل المقاييس لأن ترتيب الفريق في سلم الدوري غير مطمئن وعالم كرة القدم لا يعرف التاريخ وإنما هناك واقع وجهود لابد أن تكون على المستطيل الأخضر في ظل وجود الدعم الكبير من قبل إدارة النادي والجهازين الفني والإداري لذلك فإن الكرة في ملعب اللاعبين، وفي الواقع فإن أسباب بعض الهزائم التي تعرض لها الفريق تعود إلى اللاعبين أنفسهم وهم المسؤولون عن ذلك كما أن الأخطاء التحكيمية لها نصيب أيضاً.

  • يقال إن رحيل أبناء نادي القادسية عن فريقهم إلى الأندية الأخرى كان له تأثيراته السلبية على الفريق، كيف تنظر لذلك؟
    نحن حالياً نعيش في زمن الاحتراف ومسألة ابن النادي انتهت لأنه كان في السابق موجوداً وفق معايير وضوابط داخلية يعيشها اللاعب للشعار الذي يرتديه حيث تربى وعاش وترعرع وكان يرضى بالقليل ولا يساوم ناديه، وكنا خلال جيلنا نلعب لكيان اسمه نادي القادسية وليس من أجل المادة التي كنا نحصل عليها والتي كانت رغم قلتها في عيوننا كبيرة وثمينة، وتصور بعد تحقيقنا كأس ولي العهد حصلنا على مبلغ 40 ألف ريال فقط لجميع اللاعبـــين رغم أنها أول بطولة تتحقق عن طريق جيلنا ورغم ذلك كانت تســـاوي لدينا 400 ألف ريال، وهذا عكس ما هو موجود حاليا حيث ينظر اللاعبون للفلوس قبل كل شيء مع تطبيق الاحتراف بالمعنى الصحيح والذي يعد مصدر رزق لجميع اللاعبين، وبالمناسبة فإن ابني الأكبر خالد يلعب في صفوف فريق القادسية لدرجة الشباب وأقوم بإرشاده وإفهامه مفاتيح كرة القدم وماذا يحتاج في الفترة المقبلة من إخلاص وحب وتفرغ لفريقه وكيف يتعامل مع الجهازين الفني والإداري وزملائه بالفريق من أجل تهيئته بشكل سليم لعالم الاحتراف.