|




مدافع الاتحاد وقائده السابق أحمد جميل يكشف أسرارا تذاع لأول مرة في يوم مهرجان تكريمه

/media/iris/57019_14.jpg
لقاء محمد العاصمي 2011.03.25 | 06:00 pm

عبر لاعب فريق الاتحاد الدولي السابق أحمد جميل عن سعادته باهتمام إدارة نادي الاتحاد وأعضاء شرفه وجماهيره وكل المنتسبين إليه بمهرجان اعتزاله الذي سيقام اليوم بمشاركة فريق طرابزون التركي, مؤكدا أن الوفاء هو ديدن الاتحاديين مع منسوبيهم ولاعبيهم , وقال جميل في يوم تكريمه إنه كان يجدد مع الفريق على بياض دون أن يسأل عن المبلغ الذي سيتقاضاه لحبه الشديد للنادي, وأكد أن الرمز الاتحادي الأمير منصور بن طلال كان سببا في تألفه واستمراره، وذلك عندما أصرعلى زيارتنا في منزلنا وملاقاة والدي الذي كان يرفض فكرة سفري مع الفريق إلى معسكر لشبونة نظرا لصغر سني.
وحكى جميل بعض المواقف الطريفة والحلوة في مشواره مع الاتحاد والمنتخب السعودي, وتحدث عن أجمل الأهداف التي سجلها وأغلاها كذلك في هذا اللقاء.



كيف بدأت مسيرتك الكروية؟
ـ كانت عبر منتخب مدرسة بلال بن رباح الابتدائية في مرحلة البراعم, حيث شاهدني العم يحيى (يرحمه الله) وهو من الكشافين الاتحاديين المعروفين، وجاء إلي المدرسة وطلب مني التسجيل والحارس الاتحادي السابق حسن عطية وثمانية لاعبين, كانت أعمارنا لاتتجاوز العشر سنوات, حضرت حافلة النادي إلي المدرسة صباحا واصطحبنا إلي رعاية الشباب وتم تسجيلنا في نادي الاتحاد قبل أكثر من ثلاثين عاما.
من كان يدربكم في تلك الفترة؟
ـ كنا نتدرب ثلاثة أيام في الأسبوع تحت إشراف الكابتن عبدالله صالح (رحمه الله)، وكان هناك أيضا الكابتن عبدالقادر كتلوج.
ومتى انتقلت للفريق الأول؟
ـ تدرجنا في المراحل السنية المختلفة بالنادي وعندما بلغنا السابعة عشرة من العمر كان رئيس النادي الأمير طلال بن منصور (أطال الله في عمره) يريد أن يضخ أسماء شابة في الفريق الأول, فأخذونا للفريق الأول وضمونا نحن مجموعة تقريبا مكونة من ثمانية لاعبين، وكان كابتن الفريق الأول أسامة حسين وخلفه حسن عطية ثم عبدالله فوال فعمر المحضار وغيرهم من النجوم البارزين في الفريق في ذلك الوقت.
من كان مدرب الفريق الأول الذي منحكم الفرصة للعب؟
ـ المدرب شيزنهو كان مدربا للفريق الأول , الذي دفع بنا بما كان يسمى بالدوري المشترك , ثم تحول إلى مدرب لدرجة الشباب من أجل براعته في اكتشاف المواهب الشابة، وحضر لتدريب الفريق الأول المدرب كارلوس ديسلفا الذي حرص على تواجدنا مع اللاعبين الكبار لكي نحتك معهم، واستمررنا في الفريق نتحين الفرص للعب إذا أصيب أحد ندخل لتكملة العدد، وكانت أول مشاركة رسمية لي أمام القادسية بعد عودتنا من معسكرنا في البرتغال، حيث كنا ثمانية عشرلاعبا شابا واثنين وعشرين من الفريق الأول، وفزنا في تلك المباراة بهدفين دون مقابل، وأذكر أن الدفاع الاتحادي كان مكونا من صلاح عياد ويوسف المالكي وحامد صبحي، وأصيب صلاح ودخلت بدلا عنه في تلك المباراة.
كيف ذهبت لمعسكر البرتغال؟
ـ في البداية والدي رفض أن أذهب للمعسكر لأن زواج أخي كان في نفس يوم السفر، وأيضا كان لدي اختبار دور ثاني، وفي آخر تدريب قبل السفر طلبت من والدي أن يسمح لي بالذهاب للمعسكر, فقال لي إذا ذهبت فلا تعود للبيت مع أنه اتحادي, وأخبرت الأمير طلال بن منصور أن والدي رفض أن أسافر، ومن تواضعه ذهب معي عند والدي وكنت خائفا لأن والدي شديد جدا، وقلت للأمير طلال بأنه موجود في قصر الأفراح وجاء معي لمقر الفرح ووالدي انحرج ولم يستطيع أن يرفض، وقال له حضورك كبير عندي وسمح لي بالذهاب، وكان أول معسكر لنا وكل المجموعة أصدقائي وإخواني، ولو لم أذهب لذلك المعسكر لما كان هناك أحمد جميل, كانت تجربة فريدة من حيث التدريبات الصباحية والمسائية وعسكرنا في مدينة لشبونة وبدأ المدرب كارلوس ديسلفا يشركنا في المباريات الودية لاختبار قدراتنا ولكي نتأقلم مع الفريق.
ماذا عن مشاركة المنتخب؟
ـ لعبت مع المنتخب السعودي للشباب في كأس العالم في تشيلي، وأتذكر أنه كان برفقتنا الصحفي الرياضي المعروف صالح الحمادي، حيث قال لي إن هناك كشافة شاهدوك ويريدونك أن تحترف لدى أحد الفرق الأوروبية، وكان هذا أول عرض احترافي لي، ثم جاءني عرض آخر في فترة رئاسة الدكتور عبدالفتاح ناظر، وأذكر أن المدرب كان بوب هاوتون الذي سألني مرة وقال لي لو جاءك عرض احترافي خارجي هل ستوافق عليه, فقلت له ولم لا, ولم أكن أعلم أن هناك عرضا من أحد الأندية الإنجليزية إلا عندما أخبرني الكابتن عبدالله جابر بذلك وذكر بأنهم لم يخرجوا الموضوع لأننا بحاجة إليك, ولوذهبت فإن دفاعنا سيهتز، وقلت في نفسي كل واحد ما يأخذ إلا نصيبه، وكان صعبا علي أن أذهب ولم اتضايق منهم لأنني كنت أحب الاتحاد وهو بيتي.
هدفك الذي أحرزته في كوريا الجنوبية(هدف التعادل) الذي تأهلنا بسببه لكأس العالم حدثنا عنه؟
ـ كان حارس مرمانا الدعيع وأخطأ في كرة تسببت في تأخرنا بهدف، وكانت آخر فرصة في المباراة إما أن نسجل أونخرج نهائيا، وتقدمنا جميعا للمشاركة في الضربة الركنية التي نفذها سعيد العويران، وبعد أن رفع الكرة لم أكن مصدقا بأنني سجلت الهدف وأردت أن أفرح ولكنني لم أشعر إلا والجميع يقفزون علي، وأتذكر أن الدعيع كان يبكي وكأننا فزنا في المباراة في ذلك اليوم، وأيضا الجمهور بعد المباراة دخل الملعب في فرحة هستيرية وصفها معلق المباراة علي داوود بقوله (هذه الفرحة لاتشاهد إلا عند الجمهور السعودي), وكان يتحدث عن المستوى والتأهل لكأس العالم، وعندما شاهدنا المباراة في الليل بالفندق لاحظنا علامات الفرح الشديد على الأمير سلطان بن فهد والمرافقين وهم منفعلين جدا, ويعتبر هذا الهدف من أغلى الأهداف في حياتي، ولا أنسي أيضا هدفي في مرمى منتخب اليمن, وأيضا هدفي في مرمى قطر بكأس الخليج عام 96 وبه حصلنا على اللقب وكان وقتها يدربنا محمد الخراشي وفهد الدهمش مديرا للمنتخب.
ماهي أول مباراة لك مع المنتخب الأول لكرة القدم؟
ـ ضد منتخب سوريا مع المدرب ايزيفالدوا.
كيف كنتم تتعاملون مع الخسارة؟
ـ والدي مشجع اتحادي صميم، وإذا انهزم الاتحاد (يكون زعلان جدا)، وكنا لانذهب للمدرسة في اليوم الثاني خجلا من أن يرانا أحد, والأمير طلال بن منصور هو من علمنا حب النادي وكذلك حسين لنجاوي وأحمد مسعود والدكتور عبدالفتاح ناظر وغيرهم كثر، وللحقيقة أحلى أيام عشناها في نادي الاتحاد وحققنا خلالها العديد من البطولات.
حدثنا عن ديربيات الاتحاد والأهلي؟
ـ كنا نستعد لها مبكرا، والبرنامج يكون منذ بداية الأسبوع من حيث النوم والأكل, وكان الجمهور يساهم في زيادة حماسنا عندما يقابلنا يحذرنا من الأهلي ويحرضنا على الفوز، بينما كان جمهور الأهلي يتوعدنا في كل مكان بالهزيمة, كنا نعسكر في فندق سانتوس أيام الأمير طلال بن منصور ونخرج (للسيف وي) صباحا لتغيير الأجواء ونعود بعد ذلك للفندق، وفي مثل هذه المباريات من المهم جدا التركيز مع نفسك ومتابعة مهاجمي الفريق الآخر في أشرطة الفيديو وكيفية دخولهم, وكنا نهتم أيضا بمهارة الارتقاء عبر التدريبات المتواصلة, كان هناك مجموعة من لاعبي الأهلي زملاء لنا في مدرسة القادسية المتوسطة مثل منصور حسين ونايف الطلحي، وكان مدير المدرسة أهلاويا وهو الأستاذ أحمد فلاتة.
ماذا عن ثنائيتك مع محمد الخليوي وفي من ترى هذه الثنائية الآن؟
ـ أراها حاليا في المدافعين أسامة المولد وأسامة هوساوي وهما أفضل ثنائي، ولكن يحتاجان للعب مع بعض، وبالنسبة للخليوي فقد كان لاعب وسط قبل أن يتحول إلى مدافع وكان صغيرا وكنت قاسيا عليه ولم يرد علي أبدا لأعلمه، وكان يتقبل مني أي شيء، وكنت أنصحه بطريقة اللعب وبعد نهاية التدريب نكمل وحدنا تدريبات خاصة, كانت بيننا ألفة ومحبة في المعسكرات وهذه ميزة لاعبي الاتحاد, واستمررنا في النادي والمنتخب عشر سنوات, وأساس الثنائية المحبة، لأن كل واحد يغطي على الثاني في الملعب, هو ينتحر من أجلي داخل المباراة وأنا كذلك لنكمل بعضنا, كنا ثنائي حتى في السكن، حيث تجمعنا غرفة واحدة خلال المعسكرات.
اختفيت فترة طويلة بعد أن توليت منصب مديركرة في الاتحاد لمدة أربعة أشهر فقط؟
ـ أنا أحب النادي وعشت في النادي أجمل أيام عمري، فمهما حصل من مشاكل لا أخرجها في الإعلام ولايمكن أن أقولها، وحدثت لي بعض المشاكل الخفيفة ووقعت في إحراج مع اللاعبين في تلك الفترة وفضلت الرحيل بدون إزعاج ولا أريد أن أسيء لأحد.
مهرجان اعتزالك تأخر كثيرا لماذا؟
ـ لأسباب لا أريد أن أذكرها منها ماهو شخصي ومنها ما هو متعلق بأمور أخرى.
وكيف خرج للنور؟
ـ أشكر الأخوان محمد الباز وفراس التركي والدكتور خالد المرزوقي، والفضل لله أولا ثم لهم في تكريم أحمد جميل وإقامة مهرجان اعتزاله.
لماذا اخترت فريق طربزون التركي؟
ـ كان لدينا أكثر من فريق، ولكن نسبة لضيق الفترة وعدم رغبتي في تأخير المهرجان وافقت عليه، وهو بالمناسبة فريق ممتاز وتأهل لدوري أوروبا ومتصدرالدوري, وهي المرة الأولى التي يزور فيها فريق تركي مدينة جدة.
هل لياقتك ستساعدك على أداء المباراة؟.
ـ أتدرب منذ ثلاثة أشهر لياقيا وعلى ملامسة الكرة، وسأشارك شوطاً كاملاً بإذن الله بالرغم من أنني ومنذ عشرة سنين منقطع عن الكرة ولا ألعب إلا على فترات عندما اشتاق لها, ولكنني من محبي المشي لمسافات طويلة وبالحماس وتشجيع الجمهور سأقدم كل مالدي.
لماذا اخترت بهجا وكماتشو والفونسو للمشاركة في مهرجان اعتزالك؟
ـ بهجا وكماتشو والفونسو والخليوي هؤلاء الجيل الذهبي للاتحاد, وروحهم فكاهية وعلاقتي بهم قوية ولم تنقطع ولذلك حرصت أن يكونوا موجودين في هذا اليوم.
ماذا تقصد بروحهم الفكاهية؟
ـ معظم لاعبي نادي الاتحاد روحهم حلوة وعلى قلب رجل واحد، وقد تطبع بهجا وكماتشو والفونسو بطبع زملائهم, لكن الآن الوضع اختلف, كنا قبل بداية التدريب تجدنا في الملعب وليس في السيارة ننتظر بداية التدريب لنحمس بعضنا بعضا وندفع بعضنا لتقديم المستويات, أعتقد أن الروح التي نعرفها بدأت تعود للاتحاد منذ مباراة الفريق الإيراني في كأس آسيا.
لو عرض عليك منصب مدير كرة في الاتحاد هل ستقبل؟
ـ لا أستطيع أن أجيبك, الفريق حاليا مستقر وهذا أمر مهم، وسواء كنت داخل الفريق أو خارجه فأنا معهم.
ولكن يقال بأنك مدير قاس في تعاملك مع اللاعبين هل هذا صحيح؟
ـ لست قاسيا ولكنني منضبط ولابد أن يحترمني اللاعب ويحترم زملاءه وينضبط في نومه, أيام الهواية كنا منضبطين فكيف الآن في زمن الاحتراف, أحب اللاعب المنضبط الذي لايترك طريقا لأحد عليه .
هل استفدت من الاحتراف؟
ـ استفدت ولله الحمد، ولكنني لم آخذ أي مقدم عقد، وكنت أوقع على بياض لمدة أربع سنوات مع اللامي والمسعود من شدة حبي للنادي، ولم أكن أستطيع أن أساوم النادي لأنه بيتي الثاني، وكنت أضغط على بعض اللاعبين لكي يوقعوا وأساعد الإدارة في التفاوض مع اللاعبين لأننا عشنا فيه أجمل أيام حياتنا، وكنا نحل مشاكل اللاعبين داخل البيت الاتحادي بعيدا عن الإعلام.
ماذا ينقص الاتحاد حاليا؟
ـ اللاعبون الموجودون في كشف الفريق حاليا هم من خيرة اللاعبين سواء محليين أو أجانب، وأنا معجب بالمحترف الجزائري زياييه وأحبه، والناس كانوا يقولون إنه سيء ولكن أنا أعرف إنه هداف وخلوق ومجتهد ومقاتل، ولكنه عانى من المدرب جوزيه وكانت حالته النفسية سيئة بسببه, كان يتوقع استبعاده في أي لحظة ولكن أنظر إليه الآن, أعتقد أن ما ينقصنا هو الحظ الذي وقف في وجهنا في بعض المباريات التي تعادلنا فيها مع أننا كنا نستحق الفوز.
ما رأيك في استقالة المشرف السابق محمد الباز والمدير السابق حمد الصنيع؟
ـ أعتقد أن قرار استقالة الباز كان خاطئا, جميع اللاعبين كانوا يتحدثون عن محبتهم للباز ويريدون منه العودة والاستمرار لإحساسهم بأنه قريب منهم وأتمنى عودته لمنصبه.
كلمة أخيرة؟
ـ أشكر "الرياضية " التي دعمتني كثيرا ووقفت معي طوال تاريخي منذ بداية مشواري الرياضي وحتى يوم اعتزالي، وأتمنى أن أقدم في المباراة ما يرضي جمهور الاتحاد.