|




في أول ظهور له بعد تعافيه .. التركي

/media/iris/11793_34_0.jpg
لقاء يحي مفرح زريقان 2009.02.20 | 06:00 pm

طمــأن المذيع حســـن التركي زملاءه في الوسط الإعلامـــي على حالته الصحية وتجــــــاوزه للعارض الذي مر به، وهو يقضي فترة تأهيل ونقاهة حاليا، اســـتعداداً للعودة إلى ألمانيا للانخراط في المرحلة الأخيرة من العلاج بعد أن قطع شوطاً كبيراً فيه، مبدياً تطوراً واضحاً في حالته الصحية بشكل عام. "الرياضية" التقت التركي مؤخراً بعد عودته من رحلته العلاجية فكان هذا اللقاء:



ـ ما الذي حدث لك بالضبط يا حسن؟
لا يوجد شيء غير عادي البتة كل ما هنالك أنني بذلت جهداً مكثفاً في العمل وأنا مصاب بمرض السكري وتعرضت لنوبة مفاجئة نقلت على إثرها للمستشفى جراء تعرضي لإنهاك شديد على الصعيدين البدني والذهني، وبعد التشخيص ارتأى الطبيب المعالج أن أعيش حالة من الهدوء بعيداً عن الناس لاستعادة حساسية كافة أجهزة الجسم بصورة طبيعية، ونتيجة ذلك حصلت على اهتمام عال ومتابعة شخصية من كافة المسؤولين تقدمهم وزير الثقافة والإعلام، وشملني خادم الحرمين الشريفين برعايته لي عندما أمر ـ حفظه الله ـ بعلاجي وتأهيلي مـــن أجل العودة سريعاً للعمل، ولاحقتني اتصالات الوزير ومدير مكتبه في كل مكان في جدة والرياض وألمانيا.
ولا يسعني إلا أن أشكرهم جميعاً وكافة الأصحاب والأصدقاء الذين غمرونـــــي بالسؤال والمتابعـــة والحرص، ما يعكس روح التكافل الاجتماعي التي يتمتع بها مجتمعنا السعودي ولله الحمد، فعلى الرغم من مضي قطار الحياة المدنية وتغلغلها في شرايين المجتمع إلا أنه مازالت السمات الإنسانية تغلب على ارتباطنا ببعض.
ـ جئت إلى إذاعة جدة وهي متفوقة فأضفت لها سمات جعلتها أكثر نجاحا وحيوية عن قبل.. كيف؟
إذاعة المملكة العربيـــــة السعودية في جدة والرياض تملك معطيات النجاح والتفرد في أي ظرف زماني أو مكاني أو مجتمعي في ظل وجود مخزون هائل من التجارب الإنسانية لنماذج إذاعية عاشت معنا بكل ما فيها من إحساس وقدمت جهدا رصف الطريق لنا بالنور، ناهيك عن سلوك اجتماعي مغرٍ ثقافيا وفنيا ومعيشيا لاستلهام صور البرامج الإذاعية والتلفزيونية والاستفادة منها بتوظيفها إعلاميا في صور ورسائل تعزز الشعور بالتطلع نحو حياة مشرفة مليئة بالحب والجمال والفن كسائر شعوب الأرض.
هذا بشكل عام، أما إذاعة جدة فهي والنجاح للحب عنوان فمنذ بواكير نشأتها، أشعرتنا بأنها جزء منا.. ولم لا؟!
فمن كان يدير أستوديوهاتها ويقدم برامجها ويهيئ البث للظهور في مسامعنا هم أؤلئك الذين تتلمذنا على أيديهم ونقلنا عنهم مفهوما واحدا هو كيف تقدم عملا ناجحا، وقد سبقني إليها رواد قدموا جهدا أسس لصياغة قناعة مشتركة أنها إذاعة تملك مقومات النجاح والتفرد لخصوصية وطبيعة ما تتحلى به أرضها ومجتمعها، بما فيه من تركيبة شاملة غنية بالرؤى لاستشراف المستقبل على النحو الذي نريد.
ومنذ كانت في شارع المطار القديم في جدة وهي ورشة عمل فني إعلامي تجمع المســــؤول والفنان والأديب والموسيقي، واستمر هذا الشكل في مبناها الحالي بمرافقة وجدانية من العاملين فيها، فهم يحبونها مثل بيوتهم وأبنائهم، الإذاعة للعاملين فيها مثل دقات القلب في الجسد منظم للحياة، وكل واحد يأتي يضيء ويوقع ويمضي ليأتي من بعده وهكذا هي الحياة، وما قمت به تتمة لطموحات من سبقوني فلربما خدمتني السنون التي عملت فيها إذاعيا لسنوات طويلة خولتني لمعرفة خبايا وتفاصيل العمل وماذا يحتاج والمرحلة كانت تتطلب مني القيام بتلك اللمسات الفنية التي جاءت لتحسس علاقة الناس بالإذاعة فتأكد لي أننا مازلنا في أذهان الناس، فنسجت جسورا من الحب إلى مواقعهم ودفعت الكثير من الآمال والتطلعات للخروج من زنبقتها لتعانق النور والواقع وتلتحم بالأجواء فقدمنا أصواتا إذاعية شابة، وأفكارا لبرامج تعزز العلاقة بالمستمع لكي نعبر عن نبضهم وما لديهم.
والإذاعة السعودية مخولة لتعبر الفضاءات العربية بمرونة تامة لأنها مسموعة عربيا وفوز برامجنا بالعديد من الجوائز العربية في المحافل الإعلامية يؤكد أن إذاعة جدة مشعل مضيء بالأمل نحو عمل برامجي إعلامي يليق بالناس ويحترم ويرقى إلى ذائقتهم في الوقت الحالي.
ـ ألا ترى أن ما قدمته كان يجب أن يكون على مدى زمني أطول؟
يا يحيى أنا أعمل مع فريق ولست وحدي، وعندما راهنت على مقدرة فريق العمل لتنفيذ ما نريد كنت أعرف أننا قادرون للوصول إليه فقط لو عرفنا أننا نملك طاقة لم نستثمرها وجاء الوقت المناسب لإطلاقها في الفضاء والوصول للمستوى الذي يفترض أننا قد تجاوزناه منذ أمد بعيد، والغد ليس ببعيد وإن غدا لناظره لقريب.
ـ نفتقر اليوم للمذيع الذي يشعرك بأنه قريب منك بأدائه..هل هذا صحيح؟
دورة الزمن تتحكم في النتاجات الإنسانية فالإذاعي في الغالب ليس من السهولة العثور عليه لأنه عملة نادرة، والمؤسسات الإعلامية الاحترافية تقوم بصناعته وفق مواصفات فنية وثقافية دقيقة للغاية لذلك أصبح من الصعب أن تجد مذيعا يستفز فيك حواسك ويسرقك مما أنت فيه إلا ما رحم ربي. وأزعم أن حالة الفوضى التي نمر بها في مختلف جوانب الحياة جعلت من السهولة بمكان أن يصبح أي شخص مذيعاً ببساطة شديدة. من هنا جاء الانطباع الذي أشرت إليه في سؤالك بينما المذيع هو عالم بحاله ينقلك إلى عالمه خلف المايكرفون ببراعة ودون ملاحظة ولعمري فإنك عندما تنسى نفسك على المايك فأنت اقتحمت دائرة المستمع الحقيقية.
ـ كيف ترى ملامح العودة للركض من جديد خلف المايكرفون في إذاعة جدة؟
هي مســــألة وقت فقط، ويسعدني الأمر لأنني لا أجد نفسي خارج أسوار الإذاعة التي عشت فيها أكثر من 35 سنة رسمت فيها ملامح تطلعاتي وشكلت معالم شخصيتي ووفرت لي فرصة الاطلاع على تجارب الرواد في العمل الثقافي والإعلامي ونهلت منهم وارتقيت بهم من خلال وجودي معهم، الإذاعة بيتي وعائلتي الصغيرة.
ـ بحكم اهتماماتكم الثقافية والفنية كيف واقع البرامج في هذا الشأن..وهل هي ملبية للحاجة؟
إن الدراسات التي أجريت لو اطلعنا كنموذج سنعرف أن الأشكال البرامجية تفتقر إلى الغوص في كنه الشخصيات من ناحية سيكولوجية، نحن نتعامل مع المثقف والفنان كمنتج فقط لكننا لم نبحث في تكوينه وتركيبته الذهنية وروافده حتى أضحى أمامنا كقيمة إنسانية يلعب دورا في حياتنا اليومية. ومن خلال تجربة شخصية عندما كنت أقدم برنامج في الفن والأدب والحياة، لمست أهمية هذا النوع من البرامج وفقا للشريحة التي يخاطبها ويقدم لهم ما يبحثون عنه، وكذلك هو محمد العوين في برنامجه الرائع (بين ذوقين)، وبدر كريم في (تحية وسلام)، ودلال ضياء في (صباح النور) وهكذا...
ـ ما هي أبرز ملامح المرحلة الماضية؟
إياد مدني كان قريباً منا يريد أن يعمل ويحقق الإعلام دوره، وأزعم أنه استطاع نفض الغبار وحرك المياه الراكدة، ومضى يصحح ويبحث بصبر وتأنٍ، وعبد العزيز خوجة ابن الوزارة وابن الإعلام، وإعلامي قدير ومحنك ويعلم أهمية سلامة وصحة الرسالة الإعلامية ولا أخاله إلا سندا لكل أحلامنا وطموحاتنا وتطلعاتنا وســيكمل معنا المسيرة إن شاء الله. إذ مازالت وسائلنا الإعلامية بحاجة ماسة للعمل في تسجيل حضورها كما يجب في ذاكرة واهتمامات الناس وعلى وجه الخصوص رجل الشارع لابد أن نشركه معنا ونضعه محور عملنا.
ـ ما هي احتياجات الإذاعة السعودية اليوم؟
العنصر البشري المحب للعمل الهاوي العاشق، الإعلام فن له فرسانه ومريدوه ومتابعوه ولابد أن يظهر بمواصفات فنية محددة تحمل طبيعة العمل الإعلامي بصراحة.
تعاني برامجنا من ضعف وصولها للمستمع، في خارج السعودية بالذات، لأن موجات الإرسال لم تعد قادرة على العمل كما ينبغي، ومواكبة تقنيات البث المتطورة اليوم.
نحن بحاجة لروح جديدة خلاقة وثابة بحاجة لحيوية تعكس روح وطبيعة المجال نفسه لا كما يحدث ونشاهده، صدقني ما يدور في ذهني من صورة للعمل مغايرة تماما لما أراه، وإن وفقت في ضخ روح هذه الصورة في شرايين وأروقة الأستوديوهات والممرات وكافة أقسام وجنبات الإذاعة فذاك غاية مرادي، وإن لم أوفق أرجو أن يأتي من بعدي ليقوم بإكماله من أجل المستقبل والأجيال المقبلة.
ـ تنتمي لجيل إذاعي خطير ومؤثر فهل كنت تعرف أنك منافس له؟
أنا ضمن هذا الجيل فكيف أنافسه، لقد سعيت للتناغم معه لجعل صورة المذيع أكثر نصاعة، إن منير شما وزهير الأيوبي وزكريا المصري وبكر باخيضر وعبد العزيز شكري وعبد الرحمن يغمور وعلي بعداني وعلي داود ومحمد مشيخ ومطلق الذيابي وابنه سعود وماجد الشبل وحسين نجار وبدر كريم وغالب كامل وشيرين شحاته، ونجاة محمد حسن عواد ونجوى غرباوي ودلال ضياء وخالد البيتي بالفعل متعة العمل الإعلامي في الزمن الجميل وأعتذر لمن لم يرد اسمه لعدم قدرتي على تذكره، وأرجو أن أرى نماذج مماثلة في المستقبل لمن ذكرتهم.
ـ كيف وجدت ألمانيا؟
محرضة للعمل بمناخها وطبيعة مجتمعها، وهي بلد منظم للغاية وأخطط في المستقبل لاستثمار الوقت في زيارتها، الألمان شعب صنع المستحيل باختصار شـــديد، استمتعت في ألمانيا بالقراءة وسماع الموسيقى والأغاني واستعدت الكثير من لياقتي الذهنية ولله الحمد فقد أصبحت أفضل مما كنت عليه.
ـ ماذا كنت تسمع من أغان في ألمانيا؟
طلال مداح.
ـ وبماذا كنت تفكر؟
بالإذاعة.
ـ والفرق بين جدة والرياض وألمانيا؟
الحنين للوطن.
ـ زيارة محمد عبده لك في المستشفى؟
بادرة جيدة من فنان قدير.
ـ في أزمتك الصحية ما الذي أشغلك أكثر؟
ما كتبته عني أنت.
ـ لم أكتب عنك شيئا؟
أجل سعد المهدي يا أخي ترى الحكاية أزمة سكر.
ـ وما هو الأمر الذي لفت نظرك؟
اهتمام الناس والأصدقاء والأحبة أثلج صدري.
ـ من الذي يجلس بجوارك؟
أبنائي طلال وإياد وسالم وزياد.