المنافسة الشديدة غيّرت مسار الدراما و60 مسلسلاً تربك المشاهدين
شرعت الفضائيات العربية مع أول أيام رمضان في بث ما يقرب من 60 مسلسلاً مما خلق حالة من الارتباك لدى المشاهدين الذين شعروا بالحيرة في اختيار ما يمكن أن يتابعونه منها. وإذا كان المشاهدون قد تعودوا في الماضي على متابعة أربعة مسلسلات أو خمسة مسلسلات خلال شهر الصوم لنجومهم المفضلين مثل يحيى الفخراني ونور الشريف ومحمود عبد العزيز ويسرا وليلى علوي وإلهام شاهين فإن المنافسة الشديدة بين المئات من القنوات الفضائية العربية التي انطلقت خلال السنوات العشر الأخيرة غيّرت مسارات الدراما التلفزيونية الرمضانية والفنية بصفة عامة والتي أصبحت تخص هذا الشهر بعشرات المسلسلات التي باتت وسيلة لجذب المشاهدين.
يقول الناقد عادل عباس “إن الهدف هو زيادة حصتها من أموال الدعاية التي تنفقها الشركات الكبرى خصوصا شركات الأغذية والمواد الاستهلاكية والتي يقدر بعض الخبراء أنها تصل إلى نحو نصف مليار جنيه مصري (نحو 100 مليون دولار) خلال رمضان أكثر الشهور جذباً لأموال الإعلانات”. ويرى الناقد أشرف بيومي أن “ما زاد الأمور إرباكا أن غالبية نجوم الشاشة الكبار من الجيلين القديم والجديد يقومون ببطولة مسلسلات تبث خلال رمضان من إطار المنافسة لرفع أجورهم من خلال جذبهم نسبة أكبر من المشاهدين، وكل له جمهوره في الشارع المصري”. ويشير بيومي “يستحيل أن تقضي الأسرة يومها كاملا لمتابعة المسلسلات التي يصل عرض كل حلقة منها لساعة لكثرة الإعلانات التي تتخللها، لذلك عليها أن تحدد خياراتها منذ البداية”.
وتوقعت الناقدة علا الشافعي أن “تثير بعض المسلسلات جدلاً حول قضايا وطنية وسياسية واجتماعية واقتصادية، كما تبين من الحلقات الأولى”.
ومن أبرز هذه المسلسلات “أنا قلبي دليلي” لمحمد زهير وتأليف مجدي صابر عن حياة المطربة الراحلة ليلى مراد ويبدأ باستعراض الوضع الاجتماعي والاقتصادي في مصر في بداية القرن الماضي .ويلعب البطولة فيه الوجه الجديد صفاء سلطان (ليلى مراد) وعزت أبو عوف.
والمسلسل الثاني “متخافوش” ليوسف شرف الدين وتأليف أحمد عبد الرحمن، يدور حول الصراع العربي الإسرائيلي وهو بطولة نور الشريف مع مجموعة من الفنانين والفنانات مثل رجاء الجداوي وهادي الجيار وفاروق نجيب ونهال عنبر.
وهناك أيضا “هدوء نسبي” للتونسي شوقي الماجري تأليف كاتب السيناريو السوري الروائي خالد خليفة بطولة المصرية نيللي كريم والسوري عابد فهد وأميرة فتحي وإبراهيم الزدجالي وقمر خلف.
وتدور أحداثه حول معاناة الصحافيين العرب والأجانب خلال احتجازهم في فندق فلسطين أثناء الغزو الأمريكي للعراق من أهوال الحرب ومخاوف الاختطاف والاعتقال. و”حرب الجواسيس” لنادر جلال تأليف بشير الديك الذي يعيد تقديم شخصية عميلة المخابرات المصرية سامية فهمي (منة شلبي) والذي يؤدي فيه هشام سليم شخصية ضابط المخابرات المصرية المسيطر على هذه الحرب.