|


يقدم في (هدوء نسبي) نفساً جديداً ورؤية مغايرة ويصور باطن الأرض في فلسطين مقابل مليوني دولار .. الماجري

تونس ـ ( أ ف ب) 2009.09.11 | 06:00 pm

أكد المخرج التونسي شوقي الماجري أنه فخور بمسلسله "هدوء نسبي" الذي يعرض على الشاشات العربية خلال رمضان الجاري منها قناة (نسمة تي في) ويلقى ترحيباً كبيرا في تونس نفسها "لصدق محتواه" ـ على حد قول متابعيه.
وتدور أحداث المسلسل الذي استمر تصوير مشاهده الأخيرة مؤخرا في سوريا، حول معاناة الصحافيين العرب والأجانب خلال احتجازهم في فندق فلسطين أثناء الحرب العراقية الأخيرة، من أهوال الحرب ومخاوف الاختطاف والاعتقال.
وعلى خلفية قصة حب بين مراسل صحافي سوري وزميلته المصرية جمعهما الواجب المهني في العراق خلال الحرب، يقف شوقي الماجري عند نقاط استفهام ظلت عالقة إثر "سقوط بغداد بتلك السهولة".
كما يبحث في الصراع الدائر بين مختلف الطوائف الدينية في العراق وعمليات التعذيب في سجن أبو غريب الشهير ودور المتطوعين العرب.
ويلقى المسلسل ترحيباً واهتماماً من قبل المشاهدين في تونس الذين يشددون على "صدق محتواه".
وفي اتصال هاتفي من دمشق عبر المخرج التونسي "عن فرحته الكبيرة" بالصدى الطيب الذي لقيه "هدوء نسبي"، مؤكدا أن العمل "جميل ومتعب في آن واحد".
وعزا الماجري متابعة المشاهدين لهذا المسلسل إلى "أهمية موضوع سقوط بغداد الذي يطرح لأول مرة على الشاشة الصغيرة".
وعن سبب اختياره هذا المشروع يقول الماجري: إنه أراد تقديم عمل "يلامس أحاسيس وهواجس الناس في بلد تربطني به علاقة ذاتية ومباشرة في إطار الوطن العربي الكبير".
وأضاف "في هذا العمل نفس جديد ومستوى فني راق ورؤية خاصة مغايرة للأعمال السابقة".
وأكد "عندما أقترح عملا لابد أن أكون مقتنعا به وصادقا حتى أستطيع الدفاع عنه أمام نفسي أولا ثم أمام الآخرين".
ويفتخر الماجري بأنه "نجح في جمع ثماني جنسيات عربية وأوروبية وأمريكية" في هذا العمل.
ويؤدي الأدوار الرئيسية في المسلسل الذي يقع في ثلاثين حلقة عدد من الفنانين العرب بينهم المصرية نيللي كريم والسوري عابد فهد والعراقي جواد الشكرجي واللبناني بيار الداغر والتونسي محمد علي بن جمعة.
وقد صورت مشاهد المسلسل الذي ألفه كاتب السيناريو السوري الروائي خالد خليفة، بين مصر وسوريا.
واعتبر المنتج التونسي نجيب عياد "هدوء نسبي" من أهم المسلسلات التي تم إنتاجها هذا العام.
ورأى أن شوقي الماجري "أثبت أن الدراما العربية يمكنها أن تتميز ببصماته الخاصة".
وأكد أن مواطنه نجح "في إدخال التقنيات السينمائية في الأعمال التلفزيونية ما يساهم في الحد من العلاقة الجدلية بين السينما والتلفزة ويجعلهما يتكاملان".

من جهتها، قالت الصحافية كوثر العربي: إن المخرج نجح "في نقل رؤية صادقة غير مبيتة من الأحداث زادها مستوى الإخراج وضوحا".
وأضافت "رغم اختلاف لهجاتهم بدا الممثلون وكأنهم يتحدثون لهجة واحدة في التعبير عن مواقفهم من الأحداث وفي ذلك دلالات كثيرة".

والماجري المقيم في سوريا منذ 1997 من المخرجين التونسيين الذي ذاع صيتهم في الآونة الأخيرة وفي رصيده عدد من الأعمال التي حصلت على جوائز عربية وعالمية من بينها مسلسل "الاجتياح" حول الحياة اليومية في الضفة الغربية على خلفية الاجتياح الإسرائيلي المتكرر للمدن الفلسطينية.
كما قدم "أبناء الرشيد" حول ازدهار الدولة العباسية في عهد هارون الرشيد بينما حقق مسلسل "أسمهان" نجاحا كبيرا خلال عرضه على الشاشة الصغيرة في رمضان الماضي.
وقد منح العام 2008 جائزة "إيمي" للأعمال التلفزيونية في الولايات المتحدة.
وسيبدأ قريبا في تصوير فيلم "مملكة النمل" حول "باطن الأرض في فلسطين" داخل مواقع أثرية في مدن تونسية وأيضا في سورية ومن المتوقع أن يكون جاهزا العام 2010.
وتقدر ميزانية الفيلم الذي يشارك أيضا في إنتاجه أطراف سورية ومغربية ومصرية بمليوني دولار.